نوفمبر 22, 2024
222

اسم الكاتب : رياض سعد

تعتبر عشيرة السوداني ؛ عشيرة عربية الاصل , عراقية المسكن  والهوية , من الدوحة القحطانية الصافية ومن الشجرة الكندية الكبيرة  , وفقا لآراء النسابة وكتب التاريخ , والشيوع والشهرة , ويذكر المؤرخ محمد الباقر الجلالي في كتابة موجز تاريخ العمارة ان : (( السودان من قبيلة كندة الكوفة المشتقة من كندة اليمن ,  والمرجع الوحيد  هو امرؤ القيس بن حجر بن الملك الحارث وهو بطن من كندة ,  ومنهم امرؤ القيس بن عابس الكندي … ؛ وقال الجلالي  : ان هذه القبيلة تقطن الوسط  -الفرات  – في زمن رئيسها مطيع بن حسن اما سبب تسميتهم باسم السودان فان اخوين من رؤساء قبيلة كندة يدعى احدهم عامر والاخر عمرو تخاصما فأساء عامر الى اخية فاطلق عمرو على اخيه عامر انه اسود الضمير فاخذ يلقب بالأسود وعرفت اسرته وذريته منذ ذلك الحين بالسودان … ؛ و هاجرت من وسط الفرات برئاسة الشيخ احمد بن سعد الى القرنة ومن ثم التحقت بالموالي (المشعشعين)فسكنت اراضي الحويزة وحدثت معركة كبيرة بين السودان وبني طرف في القرن الرابع عشر الهجري  , وقتل من السودان اعداد كبيرة وخاصة على نهر الكبان , ويقول شاعرهم : ((هذا ولعذر عندك يكباني على جفتك انكتل ميتين سوداني )) فاضطروا الى الهجرة الى العمارة …)) .

 وسكنت عشائر قبيلة السودان منطقة البحاثة في العمارة,  وتجاور قبيلة السودان في العمارة البو محمد والسواعد , و (هور الجكّة) مشترك بين السواعد والبو محمد والسودان…, وتحالفوا مع قبيلة البومحمد … , وقال المؤرخ والنسابة المحامي عباس العزاوي : (( …  كنت شاهدت رئيسهم المرحوم صيهود العجيل فى العمارة … ,  وكان عارفا بالعشائر ورأيت منه أخلاقا فاضلة… وقال لي : انه ابن عجيل بن سعد ابن عبدالله بن عيسى بن احمد بن صالح بن حسين بن علي بن محمد ابن عامر… ؛  ولأبيه هوسة معروفة : موحان وكل علوة اغطيها ؛  ويريد ان يقول :  انا سيل جارف أغطي كل ربوة … ؛  وله ايضا :

كل الناس هابتني متاعاي

وسكرني بخمرة رياكة متاعاي

حسان النسا من الدنيا متاعاي

ورث جدي من امير القيس ليه

وذكر لي أشعارا كثيرة ثم رأيت في هذه السنة (سنة 1956) الشيخ حاتماَ الصيهود في بغداد وهو رئيسهم العام…  ولم تتيسر لي مواجهته طويلا… ؛  وبيّن لي ان آل ابراهيم من السودان… ,  ويسكنون في أبي صخير وفى سوق الشيوخ … )) .

ومن محفوظات هذه العشيرة ان أحد رؤسائهم عبدالله بن عيسى كان فى الحويزة مع العشيرة فدام الحرب والقتال بينهم وبين بني طرف، ثم صار طاعون (أبو ربية) سنة 1246ه – 1828م فأصاب أراضي الحويزة لا سيما السودان حتى كاد يفنيهم عن آخرهم، ومات عبدالله في هذا الطاعون  , وترك  انباء وهم : قاطع  وسعدا  وجنزيل وعيسى ، فهاجروا لجهة (جريت) في المشرّح من العمارة… ؛ وفى هذه الاثناء حارب مشتت من البو محمد خيّون بن جناح من بني أسد فمالوا الى جهة بني أسد فانتصروا ومن ثم استمروا في مواطنهم الحالية.

وعرفت هذه العشيرة في الجنوب بأنها ( عشيرة الموامنة اي المؤمنين ؛ لكثرة الملتزمين دينيا ورجال الدين فيها وقتذاك ) وانخرط العديد من  رجالها فيما بعد في الدراسة في الحوزات الدينية ,  وفي وظائف دوائر الدولة , وذلك لان اغلبهم تعلموا الكتابة والقراءة وتخرجوا من المدارس ؛ وسكنت عشائر قبيلة السودان منطقة البحاثة في العمارة , وتحالفوا مع قبيلة البومحمد … ؛ و لها ثقلها في العراق وخاصة في العمارة وبغداد  والقرنة وسوق الشيوخ وكذلك لها تواجد في الحويزة – الاحواز –  .

والشيخ صيهود العجيل الشيخ العام لقبيلة السودان ؛ قد امتاز بالحكمة والعدل والتدين والكرم , وقيل عنه انه ( بخت العشيرة )  حتى اصبحت العشيرة عندما تقسم تقول : ( وروح صيهود ويقولون كذلك : احن ب بخت صيهود  ) وهذا الامر لا يقتصر على قبيلة السوداني او الشيخ صيهود فحسب , بل يشمل جميع القبائل والشيوخ , اذ ان للشيخ رمزية خاصة , فكرامته من كرامة العشيرة … ؛ وامتاز ايضاً بتواضعه وبساطته وشجاعته وحكمته وصبره في حل القضايا العشائرية والمشاكل الاجتماعية ,   وحبه لأبناء عشيرته , و توحدت العشيرة تحت لوائه , و كان شديد التدين والالتزام الديني والأخلاقي حتى انه كان يدفع الخمس والزكاة عن منطقة البحاثة سنويا ,  وهوه مقرب من مرجعية النجف الأشرف ؛ وعندما توفي  دفن في احد الإيوانات التي  تحيط  بمقام الامام علي  , واخوه الشيخ علي العجيل ايضا مدفون  في احدى ايوانات الصحن العلوي المطهر ,  ومن الأمور المهمة التي امتاز بها فكرة الزواج الجماعي حيث كان يجمع فتيات عشيرته  ليخطبهن الى شباب عشيرته , ويدفع مهورهن أولاده الشيخ حاتم الصيهود والشيخ مهاوي الصيهود والشيخ سعد الصيهود والشيخ دعير الصيهود والشيخ محمد الصيهود والشيخ صدام الصيهود والشيخ حمدان الصيهود والشيخ مجبل الصيهود...؛ وتكفل بإعالة الكثيرين من ابناء عشيرته , ومنهم الشاعر عبد الحسن المفوعر السوداني , فقد تولى رعايته عندما كان يتيما هو واخواته الخمسة  , واجرى له معاش ابيه الذي كان يتقاضاه من حاصل قطعة ارض زراعية تعرف بالحبل , وكان يزرع فيها الرز ,  في منطقة الفوادية , وعاش الشاعر عبد الحسن تحت ظل الشيخ صهيود العجيل الى ان توفي سنة 1351 هجرية , فكفله الشيخ حاتم صيهود العجيل والذي سنتحدث عنه في هذه المقالة … ؛ وسار أبنائهُ وأحفادهُ على ذات النهج القويم .

ومدحه احد الشعراء قائلا :

الكفو يفرح كل ما مدح رجال

ويقول يا ليت المطاليق في زود

ولا الضعيف يزعله مدح البطال

لانه خبيل ولا كسب مثلهم زود

بأمدح وأنا للمطاليق رجال وافي

(الشيخ صيهود ) معزتك مالها حد وحدود

مجمل ومشكور يالرفيق السنافي

ياللي كسبت الجود من جد وجدود أجدادي

وقد صدق من قال ان الولد سر ابيه , اذ كان الشيخ حاتم كأبيه الشيخ صيهود العجيل في الكرم والجود والشجاعة والحكمة و ( الفراضة ) وصلة الارحام , والغيرة والنخوة و(البخت ) , وقد وقعت حادثة معروفة وشهيرة بين ابناء العمارة  والمدعو فخري الطبقجلي في عقد الاربعينيات من القرن المنصرم , وتدخل فيها  الشيخ حاتم الصيهود السوداني…  , فقد تم تعيين فخري الطبقجلي في23 كانون الثاني من سنة 1945 متصرفا للواء العمارة , علما انه لا يمت لها ولأهلها بأية صلة , وكان معروفا بالفساد وسوء الاخلاق , وهذه طباع ابناء الفئة الهجينة ولن تجد لها تبديلا , وكان مركز لواء العمارة يعج بالمثقفين والشعراء والادباء والمعارضين السياسيين والمعلمين ؛ ويختلف عن باقي الاقضية والنواحي , وابتدأ الهجين فخري الطبقجلي عهده البائس في ادارة لواء العمارة بالفساد واستغلال السلطة , فقد مر على احد البساتين القريبة من مركز العمارة , واعجب به , واخذه من صاحبه الشرعي  , بثمن بخس , وذلك من خلال تهديده … ؛ ثم بدأ بأخذ الاتاوات كعادة اسياده الاتراك العثمانيين من (البلامة ) , ومن اصحاب محلات سوق العمارة الكبير , وكان مولعا بشراء السيارات , وفي احد الايام مر موكبه من امام بعض الصبية , وقاموا برمي موكب الحرامي الهجين والمتصرف الفاشل الدخيل بالحجارة , كعادة اغلب الصبيان في العراق وقتذاك , لاسيما عندما يمر من امامهم القطار , فأوقف الموكب , وترجل من سيارته , وصاح بالصبية قائلا : (( تبقون ولد زراعة فجل يا اهل العمارة …  ما شايفين سيارة …!!  )) وانتشرت هذه الحادثة بين الناس , و وصل الخبر لأصحاب مجلة الكمال , وجريدة الفرزدق  التي كانت توزع وتباع في العمارة , وقد حثت شباب العمارة المثقفين والغيارى من ابناء اللواء , بالخروج في مظاهرات جماهيرية ضد الهجين التافه فخري الطبقجلي , وقد لبى العماريون النداء , وخرجوا بقضهم وقضيضهم , وحاصروا مقر المتصرفية , وطالبوا باستقالة الدخيل الارعن فخري الطبقجلي ,  فاستعان  المجرم فخري الطبقجلي  وكعادة وديدن مجرمي الفئة الهجينة ومرضى الطائفية المنكوسين ؛ بالشرطة … , وقد امر قائد الشرطة والمدعو حمود  بقمع الشباب  ورميهم  بالبنادق … ؛ ومع كل هذا القمع الدموي ؛ لم تستطع الشرطة السيطرة على الموقف واخماد الاحتجاجات الشعبية , فقام متصرف اللواء بدعوة كل انصار ومرتزقة نوري السعيد واركان الحكم الهجين من القاطنين في مركز العمارة , وامرهم بالنزول الى الشوارع وتفريق المتظاهرين , وساعدوا جلاوزة الشرطة وحملوا معهم ( التواثي) والخناجر … ؛ وارتكبت عدة جرائم ضد ابناء العمارة من قبل هؤلاء القتلة والمرتزقة السفلة …  ؛  فلما وصل الخبر  للشيخ حاتم الصيهود العجيل ؛ توجه لمتصرفية العمارة وفرسانه يحيطون به … ؛  فحدث بينه وبين المتصرف فخري الطبقجلي صياح  … ؛ و برر متصرف العمارة فعلته الدنيئة وسلوكه الشوارعي واجراءه القمعي :  بانه رجل دولة ومتصرف العمارة بأمر من بغداد ؛  ويجب عليه ان يضبط النظام … ؛ وهؤلاء خارجون عن النظام والقانون … ؛  فقال له الشيخ حاتم الصيهود  : (( عرفنه انت رجل القانون , ولكنك اصبحت مرفوض من اهل العمارة , و عليش ترمي عليهم فشك  اولا , وثانيا هسه عرفنه الشرطة واجبه تحمي المتصرفية والنظام ,  بس شنو انت  منزل انصار حزبك حزب نوري وجماعته  للشارع وبيدهم تواثي وخناجر يدكون على شباب العمارة  … ؛ هل هؤلاء رجال قانون او شرطة …؟! ؛  فسكت متصرف العمارة  ؛ فقال الشيخ حاتم الصيهود العجيل : اسمع يا فخري يالطبقجلي ترى الزلم ما تنحكر ولا تندكر  , وانت واهم اذا هاي الشباب منك راح تمل وتجل  , لا تفتن العرب  و بسببك تصير بالعمارة كاتل ومكتول ,  وتكوم عليك كل العمارة  بثورة وتصير فتنة توصل لبغداد وللكفل  , فامنع الشرطة من رمي الفشك ورد انصارك اهل التواثي يبن  طبقجل  , وقدم اعتذارك لهذا الكلام الي شتمت بيه اهل العمارة ,  يا خبل  , ورد البستان لراعيه ,  ومن العماره هسه ترتحل … )) .

 و عندما خرج موكب الدخيل فخري وعاد الى بغداد ؛ اطلق شباب العمارة الاهازيج ( الهوسات )  ومنها :

هججنه فخري ابو الكمل

هاي عماره تنجب فحل

 موش احنه اهل الفجل

 …. ؛ دولبنه تفك وتواثيً ربع حمود وزامطنه بابن صيهود .

وعندما وصل خبر الاضطرابات الى بغداد ؛ خافت السلطات من وقوع فتنة كبيرة تمتد من الجنوب وحتى بغداد ؛ وتم عزل فخري الطبقجلي , وحل محله  خلفه موسى كاظم آل شاكر في 29 تشرين الثاني 1947  .    

 لعل من اهم استمرار الظواهر السلبية  وديمومة الاضطرابات والانتكاسات والازمات وتفشي الجرائم والمظالم والخراب في بلاد الرافدين ؛ سيطرة الاجانب والغرباء على مقاليد السلطة , والهجرات الاجنبية والغريبة التي ترافق هذه الحكومات الاجنبية المحتلة … ؛ فعندما يأتي الغزاة والمحتلون , يأتي معهم مرتزقتهم وعبيدهم وخدمهم واعوانهم … .

وبطبيعة الحال هؤلاء الغرباء يتصرفون ويفكرون بخلاف ما يفعله اهل البلد ويفكروا فيه ؛ وذلك لاختلاف الجينات الوراثية والبيئات والثقافات والاوصاف الجسمانية بين اهل العراق الاصلاء والقدامى وبين الغرباء والدخلاء والاجانب ومن هاجروا اليه قريبا , وهؤلاء الغرباء لا يستطيعون تغيير طباعهم مهما عاشوا في العراق ؛ لان الطبع غالب كما يقولون , والطبع يغلب التطبع دوما , لذا نحن لا نستغرب عندما نرى ابشع الجرائم والتصرفات واحقر الاخلاق والسلوكيات تصدر من هؤلاء , فكل اناء ينضح بما فيه , وسوف اسلط الاضواء في هذه المقالة  على هجين من شخصيات الفئة الهجينة , وهو المدعو فخري الطبقجلي , وابين لكم ضرر امثال هذه الشخصيات الهجينة والمريضة والشاذة على المجتمع العراقي ؛ لذا دعوت ولا زلت ادعو لوقف عمليات التجنيس واسقاط كافة عمليات التجنيس السابقة , لأنها تمت بدوافع سياسية منكوسة ومشبوهة لإحداث تغييرات ديموغرافية وطائفية وقومية وعرقية  , ولا تزيد الاوضاع العراقية الا سوءا واضطرابا … ؛ ومراجعة تاريخية بسيطة وخاطفة يستطيع الباحث ان يخرج منها وهو يعرف حق اليقين ؛ ان سبب غياب الهوية الوطنية الراسخة , وتقلب المجتمع العراقي بين طرفي النقيض , وتخبط العراقيون وضياعهم وتشتت جهودهم او شل قدراتهم ؛ انما كان بسبب الصراعات المستمرة بين القوى الاجنبية والغازية الغريبة على ارض العراق ومن ثم صراع الغرباء والدخلاء والاجانب مع سكان العراق القدامى والعراقيين الاصلاء , وللأسف الشديد في المحصلة النهائية ينتصر الغازي والدخيل على العراقي الاصيل .  

ولد محمد فخري بن محمد نافع بن محمد سعيد الطبقجلي بن محمد أمين أفندي المدرس الطبقجلي عام 1900 في بغداد , ولقب الطبقجلي لقب فضفاض لا يشير الى منطقة جغرافية محددة او نسب معين ؛ فقد جاء الاتراك العثمانيين بالخدم والسبايا واللقطاء والغلمان من كل حدب وصوب الى العراق وبالتحديد بغداد , بالإضافة الى هجرات الاجانب والغرباء من العجم والكرد والاوربيين والاسيويين والعرب اليها , واغلب هؤلاء ان لم نقل كلهم من مقطوعي الانساب ومجهولي الاصول , وبما ان المجتمع العراقي مجتمع قبلي عشائري منذ القدم … , واجه هؤلاء الدخلاء والغرباء تحديات عدة في العراق , تتعلق بحقيقة اصولهم وجذورهم ,وضياع هويتهم الوطنية , واختلاف عاداتهم وتقاليدهم وطرق عيشهم وتفكيرهم عن العراقيين الاصلاء وسكان العراق القدامى , وجاءت ردة  فعل هؤلاء الغرباء والدخلاء مختلفة , اذ كل شخصية منهم وكل فئة مارست سلوكا يختلف عن الاخرين ؛ فالبعض انتسب الى البلاد التي جاء منها ؛ من قبيل : الداغستاني والشركسي والشيشاني والقزويني والشيرازي والحموي والنابلسي والنجدي … الخ , والبعض الاخر لم ينتسب لاحد , وعاش ضمن دائرة ( اللامنتمي ) لانه قد لا يعرف اصله , وعندما تسأله السؤال التقليدي لدى العراقيين والعرب قاطبة ؛ من اي الاعمام انت , او الى اي العشائر والقبائل تنتمي ؛ يجيبك مستهزئا : (( يا عمام يا كلاوات , اني ابن بغداد او ابن تكريت او ابن الموصل او نجفي مشهدي او كظماوي او عظماوي  … الخ )) والبعض الثالث انخرط في القبائل  العربية واندك في العشائر العراقية ؛ وذلك عن طريق عادة الولاء ( الجرش) المعروفة بين القبائل العربية والعشائر العراقية , فتحول الالباني الى قيسي والتركماني الى عبيدي والشيشاني الى طائي والعجمي الى نجفي … الخ ؛ واما البعض الاخر فقد قرن هويته الاجتماعية بالمهنة واستبدل اللقب القبلي والعشائري والجغرافي المناطقي بالحرفة والصنعة , من قبيل : الطبقجلي والباججي و القبانجي – القبنجي- و اللمبجي والقندرجي و الجرخجي و الجادرجي … الخ .

و هي كما ترى عزيزي القارئ مجرد القاب تطلق على الافراد لاشتغالهم بهذه المهنة او تلك ؛ ولا تبين لنا مسقط رأس الانسان او توضح لنا موطن اسلافه , ولا تعرفنا بأهله واجداده … ؛ وعليه لا تعطي للشخص عمق تاريخي او هوية معروفة ومتجذرة ؛ وليتهم عاشوا في بيئة متمدنة لا تعير أهمية للأنساب والاصول والجذور , لهان الامر , فالعراق والعراقيون يؤكدون على قضية النسب والحسب ؛ حتى شاع بين اهالي الجنوب الكرام , مثل شعبي يؤكد لنا ما ذهبنا اليه انفا : (( ال ما يعرف اصله نغل , وال ينكر اهله نغل ))  لذا تراهم اذا ارادوا مدح شخص ما ؛ قالوا عنه : (( ابن اصول , او معروف النسب والحسب  ,او ابن عشاير ودواوين , او ابن شيوخ , او ابن حمولة , او معرب … ))  .

وقد جانب الحقيقة والواقع ؛ صاحب مدونة الطبقجلي ؛ عندما اراد توضيح المراد من لقب ( الطبقجلي ) وبيان معناه ؛ اذ قال : (( الطبقجلي لقب اطلق على الرفاعين الموسوين في الوطن العربي وخصوصا الذين في سوريا والعراق , فالجلي معناها في اللغة التركمانية اصحاب والطبق كلكم تعرفونه طبق من الطعام والى آخره فمعناه اصحاب الطبق .

جلي اصحاب والطبق فيكون المعنى اصحاب الطبق … ؛ اطلق هذا اللقب على الرفاعين لانهم كان في موسم الحصاد يقدمون للفقراء والمساكين اطباق مما حصدوه فسمع الحاكم العثماني بذلك … , وأمر بتسميتهم بالطبقجلي اي اصحاب الطبق …))

وهذا الكلام عارٍ عن الصحة جملةً وتفصيلاً , وكلمة جلي لا تعني اصحاب في اللغة التركية ؛ وهذه لفظة اصحاب في اللغة التركية : (  Arkadaşlar    ) وصاحب : (   mal sahibi   )  … ؛ وكانت كلمة ( دار ) تعني ( صاحب كذا ) في الفارسية , واستخدمها الاتراك فيما مضى بنفس المعنى , وقد اندرس استخدامها الآن كما اندرس استخدام ( لِي ) وهذه طريقة من طرق النسب في اللغة التركية نجدها في مثل : شربتلِي ، إزميرلِي ، قوّتلِي ، عصملِي (أي: عثمانِي)… ؛ ومن أمثلة هذه – كلمة دار –  : بيرقدار ؛ والبيرق يعني العلم , فيكون المعنى : صاحب العلم , وكذلك : سلاحدار , اي صاحب السلاح , ودفتردار , اي صاحب الدفتر … الخ .

والاصح في بيان معنى لقب ( الطبقجلي ) ما يلي : الجلي (أو غسل الصحون والأواني) هي عملية تنظيف لأدوات المطبخ من أواني (صحون وقدور) وأدوات وذلك بعد استخدامها في تحضير أو تقديم الطعام في المطبخ عادة في حوض غسيل بشكل يدوي , والذي يمتهن هذه المهنة يدعى بالطبقجلي … .

ومن خلال ما تقدم تعرف ان الذين يتقلبون بهذا اللقب ( الطبقجلي ) لا يجمعهم نسب واحد او ينحدرون من منطقة واحدة , فقد يكون الطبقجلي تركمانيا او البانيا او شركسيا او شاميا او داغستانيا … الخ ؛ فالسياسي ناظم الطبقجلي  معروف انه من  التركمان وان ادعى البعض انه من الرفاعية , بينما ينحدر فخري من غير نسب , فقد ذكرت في سلسلة مقالات طائفية ساسة العراق وعنصريتهم / الحقلة الخامسة / عائلة السويدي ؛ ما يلي : (( …  تزوج الشيخ السويدي من امرأة اسمها (حافظة الخليل)، من آل مصطفى الخليل ، الأسرة المعروفة في بغداد والحلة : وهي أسرة غريبة وليست عراقية ؛ هاجر أسلافها من مدينة حماة السورية – ولا يعلم سبب هجرتهم او اصولهم النسبية الحقيقية  – إلى حديثة على الفرات –  ؛ و طالما احتضنت هذه المدينة الغرباء ومجهولي الاصل – ، ثم استقروا في بغداد إبان النصف الأول من القرن الحادي عشر للهجرة (السابع عشر للميلاد) ، وبرز منهم السيد إسماعيل المعروف بالحموي، الذي تولى الإفتاء ببغداد ، وابنه خليل الذي تولاه أيضاً، ولخليل ولدان، أحدهما محمد ، وهو جد آل الطبقجلي ، والآخر مصطفى، وهو الذي عرفت أسرته باسمه فقيل لها آل مصطفى الخليل، وكان لمصطفى هذا دار في الكرخ وأخرى في الحلة… ؛ وأنجب منها أولاداً ذكوراً ماتوا جميعاً في حياته، أما من الإناث فقد رزق ببنت سماها (نائلة)، والظاهر أنها كانت كبرى بناته، إن وجدت له بنات غيرها، بدليل تملكها لكتبه بعد وفاته … )) .

وردا على من ادعى ان لقب ( الطبقجلي) يساوق لقب الرفاعي ؛ اقول : الرفاعية نفسها مختلف فيها , اذ ان الخلاف في اصل الشيخ الصوفي احمد الرفاعي معروف ؛ فقد ذهب بعض المؤرخين الى ان الشيخ احمد الصوفي لم يعقب قط ؛ بينما ذهب بعض آخر الى انه من سائر العرب , واليك بعض ما قالوا : قال العلامة شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي : ((سيدي الشيخ الكبير محي الدين سلطان العارفين أبو العباس أحمد بن الرفاعي، لم يبلغنا أنه أعقب كما جزم به غير واحد من الأئمة المرضية، ولم أعلم نسباً صحيحاً إلى علي بن أبي طالب ولا الى احد من ذريته الأطايب، وإنما الذي وصل إلينا وساقه الحفاظ وصح لدينا أنه أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن احمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة المغربي الأصل العراقي البطائحي الرفاعي نسبة إلى جده الأعلى رفاعة) ), وللعلم ان الشيخ الجليل والروحاني الكبير احمد الرفاعي من البطائح – اهوار الجنوب العراقي – وهو عراقي اصيل ابا عن جد الا ان الخط المنكوس كعادته ينأى بشخصيات العراق بعيدا ويحاول ارجاع اصولهم الى البلاد الاخرى حقدا وحسدا .

نعم ان قلت ان الشريف الرضي من الاشراف ورئيس نقابة الطالبيين صدقنا ؛ وذلك لوجود القرائن التاريخية المؤكدة , فهو من علية القوم كابرا عن كابر , وثقافته عراقية اصيلة , وتوجهاته كسائر العراقيين ؛ وان كنا نعتقد بأن النسب لا يقدم ولا يؤخر في صلاح المرء أو فساده فلا يجعل الرفيع وضيعا ولا الوضيع رفيعا ؛ ولكن سياسة القوم تعتمد الضحك على الذقون وتزوير الحقائق وقلب الامور رأسا على عقب .

وجاء في مقالة الكاتب عبد الحسين شعبان عن كتاب الدكتور وليد خدوري الموسوم “العشائر والجذور الاجتماعية للسياسات العراقية المعاصرة” ؛ ما يلي : (( في الفصل الخامس يبحث في ” الجماعات السياسية في المدينة” فيتناول العثمانيين العراقيين أي من أصول تركية ويخصص جدولًا حول العائلات العراقية والأشخاص الأبرز من أصول تركية، والتي احتلت مواقع إدارية في الدولة وهي عبارة عن 15 عائلة وفروعها، ثم ينتقل إلى المؤسسة الدينية التي تتوزع على بعض الأسر الدينية المحدودة عبر التعيين السياسي أو الوراثة، وتأسست لها هيكلية باسم ” النقابة” وهذه استمرت من العباسيين إلى العثمانيين وحصل النقباء على امتيازات، ليأتي بعدها المفتون (قاضي القضاة) وهؤلاء يعددهم خدوري مثل : العطا والحيدري والجميل والكيخيا والخطيب والمفتي والقيسي والرحبي والطبقجلي والزهاوي، ويرشحهم الوالي ويحوزون على رضا شيخ الإسلام في اسطنبول… ؛ ولم تتدخل السلطة العثمانية في تحديدات الطائفة الشيعية … )) .

وعد البعض ؛ آل خطيب الإمام الأعظم، وبيت الطبقجلي من أهالي حديثة , بينما ذهب البعض الاخر في احدى الدراسات عن البيوتات البغدادية ما يلي : (( … تناول البحث  202 أسرة تنتمي إلى أصول قومية مختلفة ، أكثرُها من العرب ، وبعضها من الترك والكرد والمماليك ، وهم الذين انحدروا من أصول كرجية في النصف الأول من القرن الثاني عشر للهجرة (18م) وغيرهم ، وقد سكن معظمُ هذه الأسر في الجانب الشرقي، ومنهم مَن سكن الجانب الغربي، وعرف بعض هذه الأسر باسم (بيت) وبعض آخر (آل)، بينما ترجم لقسم آخر باسم أعلام الأسرة البارزين؛ وهم :  … ؛ وعد منها بيت الطبقجلي … ؛  ولا ننسى – في هذا الصدد – ما تحتفظ به مديرية جنسية بغداد، من عقود قديمة لآلاف الأسر التي تضرب بجذورها في العصر العثماني، وفي تلك القيود معلومات جمَّة عن أصول تلك الأسر، وتواريخ استقرارها في بغداد، ومواطن ذلك الاستقرار، ومِهَن رجالها، وصلاتها بالأسر الأخرى… ؛ وبالطبع، فإن جميع تلك المعلومات لم توظّف في بحثٍ علمي حتى الآن؛ نظرًا لِمَا يكتنف هذه الوثائق من سرية تتطلَّبها طبيعة عمل الدوائر المذكورة… ؛  وأخيرًا، فإن كثيرًا من الأسر البغدادية نفسها يَحتَفِظ حتى الآن، بوثائق ومستندات قديمة تتعلَّق بتاريخها؛ مثل: عقود بيع وشراء عقاراتها القديمة، أو عقود زواج أسلافها، ومشجرات نسبية، وأغلب هذه الوثائق – كما لاحظنا في أثناء متابعتنا لحالات عديدة – لَمَّا يَزَلْ حبيس القماطر، أو الأكياس، أو الصناديق المُقفَلة، وهي تعدُّ – في الأعم الأغلب – ثروة علمية، لا يُستغنَى عنها في دراسةِ تاريخ الأُسَر، وما يتصل بها من أُسَر أخرى أيضًا…)). (1)

انما حرصت دوائر حكومات الفئة الهجينة والطائفية اشد الحرص على التستر على هذه الملفات وكتمان اصول بعض الاسر والعوائل والالقاب , وعدم البوح بحقيقتها , او تسليط الاضواء عليها , لغاية منكوسة وخطة مبيتة , ولو كانت هذه الملفات والهجرات تخص ابناء الاغلبية العراقية الاصيلة ؛ لقامت الدنيا ولم تقعد , ولكان نصيبها الاعلان على رؤوس الملأ والتشهير والنبز بالألقاب والتعيير بالأصول الاجنبية وغير الاسلامية .

لذا تراهم يغضون الطرف عن شخصياتهم واصولها وسلوكياتها وعقدها وامراضها , بينما يتهمون غيرهم بما فيهم , واليكم مثالا واحدا من الاف الامثلة , فقد جاء في مقالة (  قمم شاهقة ورايات خافقة من نساء الاعظمية الكريمات )  للكاتب شامل الحيالي : (( … السيدة الفاضلة دلال المفتي وقيل انها من اصول شامية ( سوريا) وبغض النظر عن اصولها الكريمة فأنها من سكان الاعظمية وكانت في الخمسينات مدرسة اللغة الانكليزية في اعدادية الاعظمية للبنات … )) فلا يهم الاصل بل ويعتبره اصلا كريما حتى وان كان مجهولا , بما ان الشخص ينتمي للطائفة السنية الكريمة , ولكن عليه لعنة الله والويل والثبور وعظائم الامور ان كان من الاغلبية العراقية الاصيلة …!! .

إن اختلاف الأمم والشعوب والجماعات  في أمزجتها النفسية والعقلية يجعل كل واحدة منها تتصور الوجود بصورة خاصة بها، وينشأ عن هذا شدة اختلافها في الثقافة والعادات والتقاليد والرؤى وكيفية التعاطي مع الامور  … ؛  مما اسفر عن هذا الاختلاف سوء التفاهم بين الوافدين الغرباء والاجانب والدخلاء وبين العراقيين الاصلاء , والذي تطور فيما بعد الى وقوع الصدامات والمناكفات والصراعات بين الفئة الهجينة وشراذم الطائفية وبين الاغلبية الاصيلة وباقي مكونات الامة العراقية , والتي استمرت الى يومنا الحاضر .

ولعل حادثة الدخيل  المدعو فخري الطبقجلي تبين لنا اختلاف العادات والتقاليد بينه وبين اهل العراق الاصلاء , ففي تقاليد وعادات الجنوب العراقي , من العيب والعار ان يتشاجر الرجل مع المرأة او الطفل , وهذه التقاليد مرتبطة بتقاليد العشائر العراقية والقبائل العربية القديمة , التي اخذوها عن اسلافهم القدامى , لذا انتشر المثل الشعبي الجنوبي بينهم : (( اذا تريد تهين الخير , ارسل له  امراة او جاهل يتعاركون وياه  )) اي اذا اردت الاستخفاف بالرجل الخير المحترم والاعتداء عليه , من دون ان تكون له ردة فعل على هذا الاعتداء , ابعث له من يتشاجر معه بشرط ان يكون طفلا او صبيا او امرأة ؛  لأنه سوف يترفع عن مشاجرتهم , فالشجار مع المرأة او الاعتداء على الطفل , يراه من الدناءة والخسة والعار , اذ كانت العرب تعير الرجل الذي يعتدي على المرأة , وقد اكدت الآيات القرآنية والروايات الاسلامية على هذا الخلق النبيل ؛ من قبيل  : ((  …  وصيكم بالضعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم … ؛ اتقوا الله في الضعيفين : المرأة واليتيم فانكم مسؤولون عنهما وان الله عز وجل سائلكم عنهما يوم القيامة … ؛ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا… الخ   ))  .

بينما ابناء الفئة الهجينة من الاجانب والدخلاء والغرباء لا يجدون حرجا في العراك مع المرأة او التشاجر مع الاطفال , ولعل الجرائم البشعة التي ارتكبوها فيما بعد بحق المرأة والطفولة العراقية ؛ من اوضح الشواهد على ذلك ؛ بينما كانت المعارضة العراقية الاصيلة تتحاشى جهد الامكان الحاق الضرر بالنساء او الاطفال حتى وان كانوا من ذوي المجرمين والجلادين , واستمروا على هذا النهج الاصيل ؛ حتى بالتعامل مع مجرمي الدواعش وعوائلهم وابنائهم ؛ اذ لم يتعرضوا بالأذى للنساء او الاطفال قط في معارك التحرير , بل تناهى الى سمعي ان الاف اللقطاء من ابناء المجرمين الاجانب والذباحين الغرباء والارهابيين الدخلاء ؛ تم تجنسيهم ؛ باعتبار ان امهاتهم عراقيات , ومن المؤكد ان هؤلاء عندما يكبرون سوف يعيرون ابناءنا الاصلاء واطفالنا الكرام بأنهم ليسوا عراقيين , بينما سوف يطلقون على انفسهم بأنهم احفاد سرجون الاكدي وحمورابي والامام علي وابناء عدنان وقحطان  …؛ وقد يمارسون نفس الاجرام بحق ابناءنا العراقيين الاصلاء كما فعل اباءهم الاجانب والغرباء معنا  من قبل … ؛ وتستمر هذه المهزلة الى ما شاء الله …!! .

تخيلوا ان متصرفا , يترجل من سيارته للرد على الاطفال الابرياء , ويشتم المحافظة التي هو يدير شؤونها , ويعيرهم بالزراعة , ويتفاخر عليهم باقتناء السيارة التي هي اصلا من اموالهم وثرواتهم ؛ كم هو تافه وحقير و ( ملطلط وما شايف وما مصدك نفسه متصرف ) , ولم يجانب الصواب الشيخ حاتم عندما خاطبه ب الخبل …؟!

هؤلاء الغرباء والدخلاء عجزوا عن التكيف مع البيئات الوطنية والمحافظات والمدن والقرى العراقية , ولم يؤمنوا بعاداتها وتقاليدها وثقافتها وعقيدتها وكل ما يمت اليها بصلة , مما زرع الغل والحقد والكراهية والعنصرية والطائفية وكل العقد والامراض النفسية في صدورهم الصفراء وقلوبهم السوداء تجاه العراقيين الاصلاء والمواطنين النبلاء , ومع كل هذه الخلافات وسوء التفاهم بين الطرفين ؛ اصرت الحكومات العراقية الهجينة والطائفية المتعاقبة وطيلة 83 عاما, على السير بنفس النهج المنكوس , وتسليط الغرباء والدخلاء والطائفيين والمنكوسين على ادارة شؤون المحافظات الجنوبية والمدن العراقية الاصيلة .

واليكم مثال اخر ومن نفس الطينة , فها هو متصرف الحلة للفترة 19/5/1924 إلى 28/7/1926م) , المدعو محمود نديم الطبقجلي يسلك نفس السلوك المشين في تعامله مع الاهالي والعراقيين الاصلاء   ؛ فقد ذكره المؤرخون بما يلي : (( …   ذكر الدكتور عوض ، ” وكانت أغلب صفاته المعروف عنها أنّه امتاز بحدّة المزاج، وذو طبع متذبذب لا يستقر لأبسط الأمور التي تواجهه، ويثور لأتفهها، غيرُ قادرٍ على مواجهة المشاكل بتأنٍّ ورويّة، غير محبّبٍ إلى الناس، وأخلاقه غير حميدة “… )) .(2)

هذه هي الصورة الحقيقية للغرباء والدخلاء والعملاء والمنكوسين والطائفيين والعنصريين والمجرمين والارهابيين والدمويين ؛ انها شخصيات سطحية وقشرية وهجينة ومن ورق , وفاشلة وتافهة وعملت على تعطيل الحياة والحرية والتقدم والازدهار في العراق , لأنها تكره العراق والعراقيين الاصلاء وتفضل عليهم الغرباء .

وكل ما قيل بشأن هذه الشخصيات البائسة والمريضة والحاقدة والمنكوسة من مدح واشادة واطراء وتمجيد … ؛ من قبل المداحين الطائفيين والاعلاميين المنكوسين والكتاب العنصريين والقوميين ومن لف لفهم من مرتزقة السلطات والحكومات العميلة ؛ مجرد قصص طوباوية واكاذيب وخزعبلات ومبالغات طائفية ومناطقية وفئوية , واحداث ومسرحيات مصطنعة وسياسية , ومقولات ومواقف تتدعي الشرف والنزاهة والمهنية والوطنية من نسج الخيال المريض  … الخ ؛ وتأتي في سياق التحشيد القومي والطائفي والعرقي والعنصري المنكوس وضمن الخطط السياسية المشبوهة والمرتبطة بالأجندات الخارجية الحاقدة ؛ وذلك لإضفاء الشرعية على ابناء الفئة الهجينة والطائفيين والمنكوسين ومحاصرة الاغلبية العراقية الاصيلة وتضييق الخناق على دعاة الهوية الوطنية الاصيلة والثقافة الرافدينية العريقة .

ومن قبيل هذه الادعاءات ( الكلاوات ) ما قيل بحق المدعو محمود نديم الطبقجلي ؛ اذ قال عنه  تاج الدين : (( في عهد هذا المُتصرّف حصلت بعض الأمور الإداريَّة منها : أصدر أمرًا بمنع السباحة في الشرائع التي تستسقي النساء منها صيانة للأخلاق فكان للأمر وقعٌ حسن في نفوس الأهالي، كما وضع الحجر الأساس لمدرسة الإناث الإسرائيليّة، وفي نهاية تموز 1926م، اُقيم له حفل توديعيّ أقامه نائب الحِلّة سلمان أفندي البرّاك حضرها كبار الموظفين في داره العامرة، فيما أقام عبد المجيد علوش رئيس البلديّة حفلًا توديعيًا آخرًا، افتتح الحفل بكلمة مدير مدرسة الحِلَّة عبد الجبّار أفندي حلمي، ثم تلاه الشيخ عبود الهيمص من رؤساء البو سُلطان، إذ ارتجل كلمة بالمُناسبة، وألقى التلميذ عبد الوهاب أفندي مرجان مقطوعة للشاعر الشيخ عبود الفلّوجي، وألقى المتصرّف الطبقجلي كلمة شُكر للحاضرين، تلاهُ سعادة المتصرّف الجديد عبد العزيز المظفر بكلمة شكر )) .(2)

والمداحون كما ترى كلهم من نفس الطائفة , وبعضهم من نفس الجذور الاجنبية , وهذه الاطراءات والشهادات تذكرني بالمثل الشعبي الشامي القائل : ((  مين يشهد للعروس؟ أمها وخالتها وعشرة من حارتها )) .

وما قيل بحق المدعو فخري الطبقجلي : (( … ولعل من أبرز أعماله هو وضع الحجر الأساس لمدينة فيصل سنة 1953 في مدينة الشماعية … ؛ ومن أهم أعماله هو انجاز شارع الملكة عالية (شارع الجمهورية حالياً) والذي قرر أن يكون عرضه (40) متراً ومدخله من الباب الشرقي (50) متراً. ومن أبرز القوانين التي شرعت في عهده هو (قانون مصلحة المجاري لسنة 1955)، و(قانون مصلحة إسالة الماء لمنطقة بغداد). وبموجب هذين القانونين جعل من كل مصلحة من هذه المصلحات مصلحة ذات شخصية حكمية لها مدير هو أمين العاصمة وأربعة أعضاء آخرون. ومن الجدير بالذكر أنه خلال مدة شغله للمنصب تم تشكيل مصلحة كهرباء بغداد. وكما يذكر السيد فخري الفخري أنه بذل جهوداً كبيرة لوضع تخطيط لمدينة بغداد عام 1956، ذلك بعد تقديمه طلباً إلى الجهات المختصة لاستقدام المستشارين البريطانيين (مينوبويو وشبلي وماكفارلين) للقيام بأعداد الدراسة الشاملة من أجل وضع التصاميم…)) .

ولو أردنا مناقشة هذه الاطراءات وتفنيد تلك الانجازات القشرية والقرارات السطحية , والتي ذكرها البعض ؛ لاحتجنا الى كتابة عشرات المقالات و ملأنا المجلّدات .

والعجيب في امر الحكومات الملكية البائسة , انها لا تعير اية اهمية لمشاعر الناس وطلبات المواطنين ومناشدات العراقيين , فالمتصرف الذي يطرد من لواء العمارة ؛ قد تجده في ديالى يشغل نفس المنصب او البصرة او كربلاء , واعتراضات الناس وتظلمات المواطنين لا تشكل خطرا على المسؤول بتاتا ؛ بل على العكس من ذلك , اذ كلما كان المسؤول اكثر فسادا واجراما وحقدا على الامة ولاسيما الاغلبية العراقية , كلما كان اقرب من الحكومات العميلة والهجينة والطائفية واستمر هذا النهج المنكوس طوال 83 عاما  .

الا ان هؤلاء الغرباء والدخلاء وبطلب من اسيادهم الاتراك اولا  ومن ثم الانكليز ثانيا ؛ عملوا على نشر الطائفية وترسيخ التعصب الديني والعرقي ؛ فالمدعو الخبل فخري الطبقجلي كان يتشاجر مع الاطفال في لواء العمارة ويذم اهلها كما مر عليكم ؛ الا انه عندما صار متصرفا في لواء ديالى , اختلف سلوكه جذريا ؛ لأسباب طائفية وعرقية معروفة ؛ فقد جاء في رسالة ماجستير للطالب  دلو سعيد / بعنوان :متصرفو لواء دَيالى وأثرهم في المجتمع المحلي (1921- 1958م) دراسة تاريخيّة… ؛ ما يلي : (متصرفو لواء دَيالى ودورهم الاجتماعـي والاقتصادي والسياسي1946-1950م) وهم كلٌ من: موسى كاظم شاكر(23 تشرين الثاني1946-10كانون الثاني 1948م)، وجمال عمر نظمي(11 كانون الثاني1948- 14حزيران 1949م)، وفخري الطبقجلي (15 حزيران 1949- 10 حزيران 1950م) .

ولعل من أهم سمات العراق الملكي والجمهوري البريطاني ؛ ظاهرة تدوير الوجوه السياسية وتكرار الشخصيات على الرغم من فشلها او فسادها او اجرامها او سطحيتها  ؛ والتي اضحت اشبه بتدوير النفايات ؛ فها هو المدعو فخري الطبقجلي ؛ يعتبر احد الامثلة البائسة على ما ذكرناه انفا  ؛ فقد  شغل منصب متصرف العمارة  والبصرة وديالى … ؛  كما شغل منصب أمين بغداد ؛ ثم شغل منصب وزير العدلية في وزارة أرشد العمري الثانية للفترة من 29 نيسان 1954 إلى 17 حزيران 1954. كما شغل منصب وزير الداخلية لمدة أربعة أيام عام 1954… ؛ واختير من ضمن نواب الاتحاد العربي بين العراق والأردن عام 1958 … .

والشيء بالشيء يذكر ؛ ان اراد قادة وشخصيات العراق الجديد , الاستفادة من تجارب العراق البريطاني ؛ فعليهم بإعادة النظر في مقولة ( المجرب لا يجرب ) والتأمل فيها , والعمل بالجوانب الايجابية منها , فمن الاخطاء الخطيرة ربط العملية السياسية بشخصيات محددة ووجوه مكررة ؛ لاسيما تلك التي اثبتت فشلها وفسادها وضعفها او تلك التي تم تشويه سمعتها وتهديم قواعدها الشعبية وتأليب الناس عليها , فتدوير هذه الوجوه يعني الفشل والنهاية المأساوية ؛ وهذا ما يريده المستعمر البريطاني والمحتل الامريكي ؛ فالحذر كل الحذر من تكرا نفس الاخطاء , واجهل الجهال من عثر بالحجر مرتين … ؛ واستبدلوا رمزية الشخصيات بزعامة الاحزاب السياسية الرصينة والمؤسسات والمنظمات القوية العملاقة .

كان رجال الفئة الهجينة من بقايا العثمنة ورعايا الانكليز الغرباء الدخلاء مهوسون بتقليد الاتراك العثمانيين في السابق ثم تحولوا الى تقليد الانكليز البريطانيين والغربيين ؛ من باب تأثر المغلوب بالغالب او الخادم بالسيد , والإنسان المغلوب بطبعه كما عبر “غوستاف لوبون”، يعمل على تقليد الغالب أو القوي ؛ ومن قبله ابن خلدون في مقدمته أشار إلى أن “المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب؛ في شعاره وزيه ونحلته وأحواله وعوائده… ؛  والسبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه… “, والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك , فالمدعو فخري الطبقجلي كان قصير القامة ومع ذلك يرتدي بدلة اوربية لا تليق بالقصار ابدا ؛ فقد صممت للرجال الطوال , والبعض من جماعة الزمن الجميل , يعلقون على الصورة بانها جميلة…!! ؛ وهذا التقليد السمج يذكرني باذلك الشخص الكويتي الذي سافر الى لندن , ورأى بيتا مصمما بأغلب اجزاءه من الزجاج ,  وذلك للاستفادة من الشمس بأقصى قدر ممكن , باعتبار ان لندن مدينة الضباب , واشعة الشمس ليست بقوة اشعة الشمس في افريقيا  مثلا ,  وعندما رجع السائح الكويتي الى الكويت صمم بيتا له على نفس الطراز , فتحول البيت الى جحيم اشبه بالفرن الحراري , لان الكويت حارة طوال اغلب اشهر السنة بالإضافة الى قوة اشعة الشمس اللاهبة فيها …!!

هؤلاء المتخلفون والسطحيون والقشريون ؛ ارادوا بزعمهم تطوير العراق من خلال تقليد الغرب والاستفادة من منجزات الحضارة الغريبة , والحقيقة والشواهد التاريخية والقرائن والسياقات تشير الى خلاف ذلك , فهم ارادوا الاستفادة الشخصية من تلك المنجزات والصناعات والتباهي بها على المواطنين العراقيين , فهم اول من اقتنوا جهاز الهاتف والسيارة وادخلوا الكهرباء الى بيوتهم … الخ , فسيرتهم ولسان حالهم يقول : (( نحن اول من يستفيد من ثروات الدولة وامكانيات الحكومة واخر من يضحي , ونحن وبعدنا الطوفان … )) فقد كانوا في واد والشعب في واد اخر , وحتى ملف التجهيزات العسكرية والتسليح والجيش وقوى الامن الداخلي , كان يصب في مصالحهم الطائفية والفئوية والشخصية , فقد اوجدوا تلك المؤسسات الامنية من اجل حمايتهم وحماية مصالح الاستعمار وتنفيذ الاوامر الدولية المشبوهة واداء المسرحيات السياسية المكشوفة ؛ بالإضافة الى اهم ادوار تلك المؤسسات الا وهو قمع الثورات العراقية والانتفاضات والاحتجاجات الشعبية .

فالخبل فخري الطبقجلي ومن لف لفه من سقط المتاع وحثالة الفئة الهجينة وشراذم الطائفية ؛ كان يعتقد ان التحضر ان يسير بسيارته الاوربية متبخترا ومتكبرا في دروب لواء العمارة البائسة وبناها التحتية المتهالكة , ويتشاجر مع الاطفال الذين لم يألفوا هذه المناظر من قبل , ويشتم اهلها ويعيرهم بالزراعة ؛ ولو كان متحضرا فعلا , لرفع من مستوى اطفال العمارة الثقافي وطور واقعها الخدمي , وخدم اهلها , ونشر روح التمدن والتحضر بين شبابها ؛ لا ان يتصرف كما يتصرف السذج الهمج ؛ وهذا الخبل يذكرني بالمثل الشعبي الشهير (( شاف ما شاف … )) .

كانت هذه الأسر والعوائل ذات الجذور الاجنبية والغريبة والتوجهات الطائفية والعنصرية والعرقية ؛ ترسل أبناءها إلى إسطنبول للدراسة ومن ثم خدمة التاج العثماني العالي ؛ ثم تغيرت البوصلة بعد ذلك نحو لندن وخدمة ( ابو ناجي ) ، فتشبع هؤلاء بالثقافة الغربية والعادات المنفتحة والتصرفات التي كان يستهجنها المجتمع العراقي المحافظ آنذاك قبل أن يستوعبها و يتمثلها فيما بعد … ؛ فقد نشروا الملاهي ودور الدعارة ومحلات بيع الخمور , وفتحوا النوادي والمحافل والمسابح , وشجعوا على اختلاط النساء بالرجال … الخ ؛ حتى ان زوجة الخبل فخري الطبقجلي ؛ عدت اول امرأة تقود السيارة في شوارع  البصرة , المدعوة بدرية الملي والتي توفيت عام 1949 ودفنت في الزبير , وهي من جذور اجنبية ايضا , اذ تعد منطقة ( ويران شهر ) ضمن مقاطعة شانلي أورفة في تركيا في جنوب شرق تركيا ؛ مسقط رأس الملية الذين هاجروا فيما بعد سوريا وقليل منهم الى العراق , والبعض من المنكوسين وكعادتهم في تزوير الحقائق اسماها بالسيدة بدرية العلي وليس الملي ؛ للتمويه على القراء وخداعهم … ؛ وكان المدعو فخري الطبقجلي يلعب القمار ؛ فقد جاء في مقالة (  الرايسز في صحافة العهد الملكي كتبت عنه وراهنت بربع دينار ) ما يلي : (( … لم اكن اعرف شيئا عن الرايسز سوى ما أسمعه عن المراهنات التي خربت الكثير من البيوت مثل القمار… ؛ في نادي الفروسية في المنصور خلال العهد الملكي صعدت الى غرفة مطلة على ساحة السباق حيث كان هناك عدد من المسؤولين من الشركة التي تدير السباق وكان معهم امين العاصمة السابق فخري الطبقجلي قابلت عددا منهم وكذلك الطبقجلي واستفسرت عن امور السباق واثناء الحديث معهم دخل رجل واخذ من كل واحد منهم فلوسا للمراهنة وفهمت انه ابلغهم بما سمعته (الجانص) وهي كلمة (chance ) الانكليزية يعرفها رواد السابق اي ان الحصان سيفوز وهذا ما حصل فعلا وطلب مني ان اشارك فترددت لأني لا اعرف الموضوع ولا اعرف الخيول فهب الاخرون وقالوا ادفع ربع دينار ولن تخسر فان الحصان الذي راهنا عليه سيفوز حتما… ,  دفعت ربع الدينار بعد الالحاح وواصلت عملي في الاستفسارات والمناقشة اكتب ما يقوله هؤلاء بينما كان السباق قد بدأ وما ان انتهى حتى جاء الرجل حاملا ارباح الفائزين واعطاني دينارين ونصف اي 10 أضعاف ما دفعته… ؛ من الناحية التاريخية فان  سباق الخيول الرايسز جاء مع البريطانيين بعد احتلال العراق عام 1917… ؛ ويعود تاريخ تأسيس اول ناد للفروسية منظم الى عام 1922 وبذلك فان العراق سبق جميع دول المنطقة في هذا المجال عن طريق الانكليز وكانت كل المصطلحات والاسماء انكليزية يتداولها الناس مثل رايسز والجانص والفيفرت والجاكي وغيرها… ؛ اما نادي المنصور الذي ذهبت اليه فقد أفتتح  عام  1952  وكان تابعا لشركة المنصور… ؛ وكان الملك فيصل الثاني والامير عبد الاله يحضران الكثير من السباقات وللامير عبد الاله خيول تشارك في السباق وقد تفوز او تخسر وهناك شـــــخصيات معروفه لها علاقة بالسباق مراهنين او أصحاب خيـــول ومنهم صباح ابن نوري السعيد وعبد العزيز النجيفي …   )) . (3)

وقد جاء في مقالة ( من تاريخ بغداد ) : (( … ومن ضمن الأمراض الاجتماعية التي ابتلي بها بعض أهل بغداد – جرّاء استيراد وسائل الملبس والمعيشة المودرن وافتتاح محلات البيع الراقية – فضلاً عن ابتلاء بعض الأهالي من الشرائح الاجتماعية الراقية ، هي احترامهم الزائد لأرقام السيارات الصغيرة نسبياً (المؤلفة من رقم واحد أو رقمين), بل تبجليها وتبجيل أصحابها. كذلك كان يفعل رجال المرور وضباطه ، فضلاً عن رجال انضباط الشرطة (الشرطة العسكرية من الدوريات وسواهم) متوخين أن يكون أصحاب تلكم السيارات (ذوات الأرقام الصغيرة) من ذوي الوجاهة ومن شاغلي المناصب العالية في الدولة. وما زالت هذه العادة (هذا المرض) وإلى حدٍ ما جارية عند العراقيين … ؛ نظرة معمّقة في موضوع أرقام السيارات : السيارة التي حظيت بقصب السبق وشرف حمل الرقم (1 بغداد) كانت عائدة للحاج ‏سليم خورشيد مدير الشرطة العام في بدايات العهد الملكي ، وبعد وفاته انتقل الرقم إلى ‏الزعيم (العميد) عبيد عبد الله المضايفي (الحجازي الأصل) والمرافق الأقدم للأمير ‏عبد الإله الوصي على عرش العراق.‏.. ؛ اما السيارة رقم (2 بغداد) فكانت عائدة للتاجر اللبناني وكيل شركة فورد للسيارات ‏جورج عابديني شريك رشيد عالي الكيلاني… ؛ ‏والرقم (3 بغداد) كان ل رئيس الوزراء الأسبق في العهد الملكي علي جودت الأيوبي ‏، بعد أن انتقل إليه من مزاحم ماهر مدير الشرطة العام ومتصرف لواء بغداد فيما بعد ‏في العهد الملكي ، ثم انتقل لآل خربيط التجار والصناعيين من أهل الرمادي.‏.. ؛ الرقم (4 بغداد) كان لنشأت السنوي أمين العاصمة حينها ، والرقم (5 بغداد) للوزير ‏في العهد الملكي فخري الطبقجلي … )) . (4)

عزيزي القارئ لو تمعنت قليلاً  في سيرة شخصيات الحكومات الهجينة والطائفية والعنصرية وطوال 83 عاما ؛ لوجدت ان الذين كانوا يتحكمون بمصير بلاد الرافدين والعراقيين الاصلاء عبارة عن شراذم من ( العفطية والقمرجية والكلجية والسرسرية …الخ ) الفاسدين والشاذين والمجرمين والطائفيين والعنصريين والمنحطين والسفلة الاوغاد والانتهازيين الانذال والمرضى النرجسيين والمعقدين نفسيا والانانيين واللامباليين … الخ . 

ولم ولن يسلم الشرف والنسب والحسب الاصيل من أذى المنكوسين وبقايا العثمنة والعجم والمستعجمين الحاقدين على كل ما هو عراقي اصيل ؛ فبعد تولي السيد محمد شياع صبار الشيخ حاتم الشيخ صيهود السوداني ؛ منصب رئاسة الوزراء ؛ شن بعض الحاقدين والمنكوسين ومن ذوي الاصول الاجنبية والغريبة والمستعجمين الحاسدين ؛ حملات اعلامية مسعورة للنيل من اصل السيد السوداني والطعن في جذوره العراقية الاصيلة ؛ لان الدخيل اخشى ما يخشاه سيطرة العراقي الاصيل على مقاليد الامور في العراق ؛ وقد رد الشيخ العام لقبيلة السودان محمد سعدون حاتم الصيهود السوداني على هذه التخرصات قائلا : (( … لا يخفى على الجميع ابدا ان قبيلة السودان العريقة والاصيلة هي بطن من بطون كندة، ومن القبائل العربية القحطانية التي عرفت بمواقفها المشرفة منذ عصر ظهور الاسلام ولحد الان، فكانت وما تزال مثالا يحتذا به نتيجة التزامها الديني والاخلاقي والسياسي والذي جاء بامتداد تاريخي كبير يدون من رئيس القبيلة المقداد بن اسود الكندي مرورا بالصحابي حجر بن عدي وعامر الكندي الذي كنيت القبيلة باسمه (اخوة عامر) والى يومنا هذا والمتمثل برئيس القبيلة الشيخ محمد سعدون حاتم صيهود السوداني”… ؛ وان السيرة المشرفة التي عرفت فيها القبيلة في مواقفها التاريخية والمعاصرة منذ عصر ظهور الاسلام ولحد الان، بالتأكيد تترك لنا في كل زمان ومكان شخصية نزيهة تحمل سلوكيات ومبادئ وقيم القبيلة وشيوخها التي استمدت السلام والاعتدال والالتزام الديني والاخلاقي من الاجداد، والتي تتجسد اليوم في شخصية الاستاذ المهندس محمد شياع السوداني، هذه الايقونة التي عرفت بالكفاءة والنزاهة والمهنية والاستقلالية وحب الوطن ومساعدة الفقراء والاجتهاد في العمل والنجاح في التجربة، كل تلك المعطيات لم تأتي من فراغ بل جاءت عن طريق عادات مستمدة واسس صحيحة وتضحيات جمة، تجعلنا كأبناء بلد ان نفتخر بوجود مثل هكذا شخصيات مؤتمنة على الوطن وشعبه، كونه لا يمثل شخصه او قبيلته او عشيرته او كيانه او حزبه وانما هو مرشح المكون الشيعي أولًا والعراق ثانيًا… ؛ من اجل تصحيح المسارات الخاطئة واعادة العراق الى واجهته الحقيقية وهويته المغيبة، فالسوداني لم ولن يكون مرشحا عن قبيلة ” السودان ” وانما هو مرشح المكون الشيعي اولا والعراق ثانيا”… ؛ ومن هذا المنطلق نحن كقبيلة السودان بشيوخها ووجهائها وعامتها نستنكر وبشدة كل الاساءات والتجاوزات التي تطال قبيلة السودان العربية الاصيلة وان كل ما يصدر من اساءات فهي عارية عن الصحة ولا اساس لها ولا تعدو الا فقط للاستهلاك المحلي  والهدف منها التشويه و خلط الاوراق …)) .

………………………………………………………..

  1. بيوتات بغداد في دراسات المؤرخين المحدثين/ عماد عبدالسلام رؤوف .
  2. متصرّفو لواء الحلّة في العهد الملكي/1 /  اعلام مركز تراث الحلة .
  3. الرايسز في صحافة العهد الملكي كتبت عنه وراهنت بربع دينار / محسن حسين.
  4. من تاريخ بغداد / معن عبد القادر آل زكريا / بتصرف قليل .
  5. كتاب الدرر المنثورة في تاريخ عشائر العمارة الغيورة / للمؤرخ علاء بو احمد ) الفكيكي / قد ذكر هذه الحادثة المشهورة في كتابه ايضا , الا انه قد اشتبه في عدة امور ومنها : حزب العهد , و رئاسة الوزراء وقتها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *