اسم الكاتب : رياض سعد
لا اريد التماهي مع المتشائمين والادعاء بأن العراق بلا قيادة ؛ كما ذهب الى ذلك الكاتب عادل رؤوف في كتابه ( عراق بلا قيادة ) , ولا ادعو الى التفاؤل الساذج والبعيد عن معطيات الواقع وادعي بأننا نمتلك قادة من الطراز الاول .
ومن المعلوم ان الجهل المركب اشد من الجهل البسيط بألف مرة ؛ كذلك اشباه الرجال وانصاف المتعلمين والمتشبهين بالقادة ومدعي الكفاءة والخبرة ومكارم الصفات والاخلاق ؛ فهؤلاء ضررهم اكبر من نفعهم , فمع كل ما يسببوه من اضرار فادحة وخسائر كبيرة بالأموال والانفس والاعراض والحرمات والاوطان ؛وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا .
وقد تعلمنا من دروس التاريخ : أن الأزمات تمر لكن إدارتها بشكل سيئ قد تخلّف رواسب تدوم زمنا طويلاً ؛ فالويل كل الويل لنا لأننا ابتلينا بأشخاص لا يحسنون ادارة وحل المشاكل والازمات ؛ مما صيرنا اسرى في دوامة الازمات والانتكاسات المتواصلة والمستمرة والتي تركت فينا أسوء التداعيات والاثار السلبية .
مثلما يؤدي التشخيص الطبي والدواء الخاطئ الى الوفاة احيانا او مضاعفة الحالة المرضية ؛ كذلك هؤلاء الذين ينطبق عليهم المثل الشعبي العراقي ( يذب على النار حطب ) اذ بهم تشتد الازمات وتعرقل الحلول وتطول الاجراءات وتضيق دائرة الخيارات وتحل اللعنات وتكثر المصائب والابتلاءات ؛ فكل الاخفاقات والانتكاسات وخيبة الامل والانكسارات التي حلت بالجماهير والجماعات العراقية وعلى طوال الحقب والقرون والعقود والمراحل التاريخية انما بسبب القادة وادعياء القيادة والمعرفة والخبرة بالإضافة الى تكالب الاعداء واتباع الخط المنكوس .
والطامة الكبرى ان هذه الشراذم من ( غمان وثولان ومخانيث ومرتزقة الاغلبية العراقية الاصيلة او من المحسوبين عليهم ) كلما فشلوا – وطالما فشلوا – القوا باللوم على العراقيين الاصلاء وتنصلوا من اخطاء القيادة وتبعات المسؤولية العامة .
فهذا المرجع الفلاني يوصي بعض الساسة العملاء المنكوسين بعدم الاعتماد على ( المعدان ) في خوض الانتخابات , ويقصد بهذا الكلام شرائح اجتماعية اصيلة ؛ بل هم العراقيون الوطنيون الاصلاء بينما هو من جذور اجنبية غريبة لا تمت بصلة لبلاد الرافدين , ويصرح رجل دين اخر – وبتهكم – على ضحايا وشهداء الاغلبية العراقية المظلومة في احدى جلساته الخاصة بانهم : ( شهداء المجاري ) , بينما يتفوه سياسي ثالث وفي احدى الاجتماعات الحزبية الخاصة وقبل الدخول في الانتخابات قائلا : (( لا تعيروا اي اهتمام لهذه الجماهير فباستطاعتنا ان نجعلهم يهرولوا الى مراكز الانتخابات عن طريق ( رادود ولطمية وقصيدة حسينية ) ..)) وصل الاستخفاف بهذه الجماهير واللعب بمشاعرهم والضحك على ذقونهم الى هذا الحد ؟! .
ويغرد قيادي اخر وفي احدى الجلسات الخاصة بأن هؤلاء – ويقصد بهم مكاريد الاغلبية العراقية – : (( بعدهم مصدكين بالإسلام – اي لا يزالون مؤمنين بالمبادئ الاسلامية – ؟! )) .
إلى الآن و هذه الشراذم تسعى إلى إثبات جدارتها وحسن قيادتها وضرورة زعامتها ؛ وذلك من خلال الاستخفاف بعقول ومشاعر الاغلبية العراقية الاصيلة ولاسيما اهل الجنوب والوسط بالرغم من فشل كل التجارب التاريخية لهذه الشراذم والجماعات والشخصيات … وعن طريق الخطب والشعائر الدينية والشعارات البراقة والوعود السياسية المطمئنة … , فإلى متى يستمر هذا الاستخفاف بالعقول والمشاعر والناس؟! .
تمت محاصرة وكره وبغض الاغلبية العراقية , بل ومحاولة الاساءة اليها والى تاريخها وامجادها وشخصياتها الاصيلة وتشويه سمعتها عبر كافة وسائل الاعلام المختلفة , وقد تعرض ابناء الاغلبية العراقية للإهانة في بعض مطارات الدول المعادية ومدنها , والتشهير بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وذكرها بالسوء والتحريض عليها بين شعوبهم وزرع الفتن والكراهية بين الطوائف والقبائل , وتمزيق شمل عوائل وأسر كانت تنعم بالترابط والأمن والامان بواسطة الارهاب ، وحرمان العراقيين الاصلاء من التنمية والتطور والنهوض … وذلك بدعهم وتشجيعهم للفساد … وغيرها الكثير والكثير من الانتهاكات التي مورست ضدنا والتي لا تعد ولا تغتفر … ؛ كل هذا حصل بسبب اخفاق وفشل تلك القيادات والساسة والشخصيات في حماية الاغلبية العراقية وباقي مكونات الامة العراقية وصون كرامتها و تحقيق أهدافها المنشودة في الحرية والديمقراطية الحقة والعيش الكريم والتنمية والتطور والتقدم والازدهار ، وتلبية طموحات وتطلعات نخب وابناء واحرار الامة العراقية العظيمة ؛ وبسبب تداعيات تشرذمهم وخصوماتهم وسوء ادارتهم وتردي قيادتهم وفسادهم وجبنهم وتخاذلهم وعمالتهم … ؛ تخاذل الشعب وضعفت الجماهير وعجزت الاغلبية العراقية عن مواجهة التحديات والمخاطر الخارجية والداخلية ، وهمش دور العراق الإقليمي والدولي .