نوفمبر 22, 2024

اسم الكاتب : مازن صاحب

في وقت ليس ثمة ما يعلو على صوت المعركة في جنوب لبنان وفق منظومة محور المقاومة الإسلامية التي يقودها فيلق القدس الإيراني المرتبط مباشرة بالمرشد الأعلى السيد خامنئي.. تكررت تصريحات الرئيس الإيراني وفق ما نقلته الكثير من وسائل الاعلام الدولية سواء في نيويورك امام الجمعية العامة للأمن المتحدة او امام وسائل الاعلام الأمريكية او في اللقاء الخاص مع شبكة CNN.. بما يفيد في خلاصة موضوعية.. ان حكومته تدعو إلى ترك السلاح وتكثيف العمل الدبلوماسي والاعلامي للانتهاء من العقوبات الأمريكية وإيجاد حلولا للملف النووي الإيراني.

الغريب في الموضوع ان الرجل لم يركز على استحقاقات محور المقاومة الإسلامية الا بالتنديد والشجب للأعمال العدائية الإسرائيلية في غزة وجنوب لبنان المطلوب الانتهاء منها فورا والركون إلى طاولة المفاوضات!!

في التحليل السياسي.. محاولة تقدير الموقف بين مضامين الخطاب الرسمي لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتطبيق نموذج سوات لقياس المخاطر والفرص.. يمكن النظر إلى أن هذه التصريحات الرئاسية لم صاحبها  اي بيان مكتب الخامنئي او قائد فيلق القدس للحرس الثوري.. في إطلاق ردود الأفعال المتوقعة ردا على عنجهية العدوان الإيراني على غزة ومن ثم على جنوب لبنان.

 هذه المقاربة التي تقابل الموقف العربي الرسمي المتخاذل.. فكما هي حالة الصراع العربي الصهيوني.. تكون أصوات الشعب العربي أعلى بكثير من صوت الحكومات الرسمي.. كان المتوقع أن تكون لقيادة محور المقاومة الإسلامية ما يجدد التأكيد ان صوت المعركة هو الأعلى على أصوات الغرف المغلقة في نيويورك للتفاوض بين واشنطن وطهران على أصوات الانفجارات.. وهذا ما سبق وان حصل في صفحات من الحرب على غزة في مفاوضات سلطنة عمان .. بما يكرر استذكار تصريحات الدكتور ظريف نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية.. ان بلاده لا تقاتل نيابة عن الآخرين!!

ما بين حمم الانفجارات في جنوب لبنان واعادة تنظيم وصفة الردع المتبادل بين حزب الله والقوات الإسرائيلية.. يبدو أن الحديث عن نتائج إدارة المعركة ما زال مبكرا… فالمعركة ما زالت في اوج اواراها.. والحرائق لم تطفيء.. بانتظار صفحات مقبلة.. فيها الكثير من المتغيرات على الأرض سواء في جنوب لبنان او داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

يتكرر السؤال… هل كل ما حدث ويحدث في محور المقاومة الإسلامية مجرد بيادق تتحرك لصالح الاهداف الإستراتيجية للدولة الإيرانية؟؟

سبق وان ناقشت الإجابات على هذا السؤال في مقالات سابقة.. فيما اليوم تظهر متغيرات الرئيس الإيراني في نيويورك تؤكد صحة التحليل.. فيما يغلب الطابع العقائدي على مختلف تحليلات الاعلاميين العراقيين واللبنانيين المحسوبين على هذا المحور وكأنهم يهربون نحو الإمام فقط لتطبيق ما هو مطلوب منهم وان كان على حساب مصلحتهم الحزبية.. بل وحتى مصالح جمهورهم الانتخابي.

وليس بعيدا ما يمكن أن يطرح عن الفارق بين قرار دولة لإعلان الحرب الشاملة ضد العدوان الصهيوني في لبنان او غزة من قبل الدولة اللبنانية او العراقية او اليمنية مقابل الموقف الرسمي الإيراني في تصريحات واضحة بلا اي لبس للرئيس الإيراني.. حتى بات الكثير والكثير جدا من قيادات محور المقاومة الإسلامية إيرانيين أكثر الرئيس الإيراني ذاته!!

في مقابل كل ذلك ربما هناك من يقول ان كل ذلك مجرد توزيع ادوار مرددين مقولة كسينجر.. إيران دولة ام قضية؟؟

في اي معيار للقانون الدولي.. التعامل من على منصة الأمم المتحدة مع الدول التي تعترف بميثاقها وتخضع للاعراف والتقاليد الدولية..

ذلك يعني ان الحديث عن المحور الإسلامي كقضية للدولة الإيرانية قد اسقطه الرئيس الإيراني في خطابه من على منصة الامم المتحدة.. هذا التحول المطلوب ان تفهمه كل قيادات المحور.. والاعتماد على قدرات ذاتية في قيادة المقاومة.. تحسبا   لاي نموذج اختبار المعادلة الصفرية في مرحلة لاحقة.. حينها تمتلك هذه القيادات سلطة قرارها فحسب.

هل كل ذلك نتائج نهائية لمتغيرات إعادة توصيف الردع بين إسرائيل وايران.. الجواب هذا الميدان يا حميدان.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *