نوفمبر 22, 2024
download (5)

اسم الكاتب : صباح الرسام

سياسي معروفة على الصعيد العالمي اختلفت فيه الآراء بين محب يكن له التقدير والاحترام والامتنان ولقبوه مهندس اسقاط النظام الديكتاتوري وبين مبغض ويحاربه ويعتبره خائن ويشن عليه هجمات اعلامية وهكذا شخصيات سيفصح عنها التأريخ ويعطيها المكانة التي تستحقها ، وما يحسب للدكتور احمد الجلبي العقلية الفريدة التي استطاع تنفيذ مخططه باسقاط النظام الصدامي الجاثم على صدر العراق ، وقد نجح باعجوبة في تغيير سياسة امريكا تجاه النظام الصدامي الذي وقع على بياض متعهدا بتطبيق ما تمليه عليه امريكا ، رغم هذا الموقف الصدامي استطاع الجلبي اقناع امريكا باسقاط صدام .
وبعد سقوط النظام وقف الجلبي ومعه القادة المخلصين بوجه المخطط الامريكي عندما شكلوا مجلس الحكم على اساس طائفي بدل اجراء انتخابات ، فشكلوا البيت الشيعي لكي تكون قوة موحدة بوجه بول بريمر الحاكم المدني للعراق ، كما ان مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي كان على خلاف مع الدكتور الجلبي الذي فضح الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان وابنه المتورط في كوبونات النفط ، وهذا جعل اصحاب القرار في البيت الابيض يحددون حجم الجلبي ، والمشكلة الاكبر التي سببها لامريكا هي كشف عمليات التجسس الامريكية على ايران العدو الاول للولايات المتحدة ، وقد عرفت امريكا ان الجلبي هو الذي الذي ابلغ ايران عن التجسس ، وقد داهمت مقرات حزب المؤتمر الوطني لاكثر من مرة ، مما جعل الجلبي يخسر الكثير من موقعه السياسي بل اصبح العدو اللذوذ للولايات المتحدة الامريكية .
اما العدو الذي شن عليه هجمة اعلامية تسقيطية هم الصداميين الذين كانوا يحكمون بالحديد والنار وبدعم حكومات اقليمية ولم تكن الهجمة موجهة للدكتور الجلبي وحده بل جميع القوى التي ناضلت وقارعت النظام الصدامي وكانت الحصة الاكبر من الذين استهدفهم الصداميين هم المجلس الاعلى والدكتور الجلبي لمكانتهم في مقارعة النظام وفي العملية السياسية الديمقراطية ، وهذا طبيعي ان يكون نهج هؤلاء محاربة الجلبي ، خصوصا هو الذي اجتث الكثير من الصداميين عندما تسنم رئاسة هيئة اجتثاث البعث وقد منع الكثير منهم من تسنم مناصب تنفيذية في مؤسسات الدولة ، الجلبي هادم فردوس الصداميين لو لاه لما سقط النظام الصدامي .
كما ان موقع الدكتور احمد الجلبي كونه خبير اقتصادي خصوصا انه دكتوراه في فلسفة الرياضيات ويمتلك خبرة مصرفية ، فكان يراقب صرف الحكومة للاموال وكشف الكثير من الملفات ، فكشف الفساد في وزارة الدفاع ووزارة الكهرباء في حكومة اياد علاوي ، وبقي يحارب الفساد بقوة كما حارب النظام المقبور ، وكشف الكثير من ملفات الفساد اهمها غسيل الاموال والمصارف والعقود الوهمية التي تدين الحكومة الاخيرة وهذه الملفات الخطيرة قدمها للنزاهة والمحكمة ، مما جعل الجلبي هدف للتسقيط لدرجة بث اكثر من فديو كاذب لتشويه صورة الجلبي واخرها اتهام الجلبي بسرقة الاثار بينما الحقيقة ان الامريكان اصحاب السلطة في حينها هم الذين اخذوا الاثار اليهودية ، هذه واحدة من التسقيطات ناهيك عن الاف الفيسبوكيين الذين يعملون على تسقيط المخلصين بنشر الاخبار الكاذبة والمفبركة لتشويه المخلصين المحاربين للفساد ، بالمقابل ينشرون بطولات وهمية للفاسدين الذين دمروا العراق . هؤلاء السراق الفاسدين ضللوا الحقائق وحاربوا الجلبي الحريص على المال العام .
والجهل كان احدى الجبهات المعادية للدكتور الجلبي والمخلصين الذين ناضلوا من اجل الشعب الصابر ، وهؤلاء طعنوا القادة الذين افنوا حياتهم بمقارعة النظام الصدامي ، فكانت عبارة ( كلهم حرامية ) نجدها على السن الجهلة لانهم لا يفرقون بين الذي شارك بحكومة الفساد وبين المحارب للفساد , وتهمة سرقة بنك البتراء تناقلتها شرائح الجهلة والسراق الذي سرقوا المال ودعمتها الفضائيات الصدامية ، وحقيقة هذه التهمة بسبب رفض الجلبي تعاون البنك مع النظام الصدامي ، وقد دبرت له مؤامرة بالتعاون مع الملك حسين ملك الاردن مما جعل الجلبي يهرب من الاردن براس ماله ، والغريب ان محكمة عسكرية !!! حكمت على الجلبي بالسجن 22 سنة وهذا يثير الدهشة والاستغراب ما علاقة محكمة عسكرية بهكذا تهمة ؟؟؟ هناك سر لا يعلمه الا الله والملك حسين ، وقد اعترف الملك بالمؤامرة السخيفة التي دبرها صدام ضد الجلبي ، هؤلاء الجهلة لايعرفون الجلبي من العائلات البغدادية العريقة والثرية التي احسنت للناس لدرجة ان الحاج عبد الهادي وزع اراضيه على الفقراء وبنى مستشفى خاص للأطفال من جيبه الخاص ، وكانت مدينة الحرية تسمى مدينة الهادي نسبة لعبد الهادي الجلبي ، كما ان الدكتور احمد الجلبي لم يسكن منطقة الخضراء بل سكن في دار والده .
رحل الجلبي ومعه الكثير من الاسرار المهمة اهمها الاموال التي نهبت من خزينة العراق وقدمت الكثير من الملفات الخطيرة للنزاهة ، فهل ستختفي الملفات التي قدمها الجلبي ام ان النزاهة ستقوم بواجبها وتكون اسم على مسمى ؟؟؟ وهل يلعب القضاء دوره ام يلملم القضايا ؟؟؟ الله اعلم ، رحل وترك في قلوب الاصدقاء والمحبين غصة ، ورحيله فرحة للسراق والفاسدين والفاشلين وفرحة للجهلة الذين لا يميزون بين الصالح والطالح ، رحل ابن العراق البار ورحيلة خسارة وطنية لا يمكن تعويضها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *