الكاتب : غيث العبيدي
غيث العبيدي..ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
الحقيقة التي لا يختلف عليها عاقلان، أن اسرائيل تمتلك تفوق نوعي، في المجالات العسكرية والأمنية والتكنولوجية، والاتصالات وأنظمة المعلومات، وأفضليات أخرى قادرة على إنزال ضرر كبير في أي خصم يحاول أن يعاند أو يقف بالضد منها، بالإضافة إلى عملياتها المتبادلة وعلى مستويات عليا مع أمريكا وأصدقائهم الغرب والعرب على حد سواء، في مجال العمليات العسكرية، والتخطيط الاستراتيجي، والتبادلات التجارية، وتعاونهم الواضح في ردع وهزيمة وثني كل التهديدات العسكرية، التي تترك انعكاسات سلبية على الأمن القومي الإسرائيلي.
لكن وما ادراك ما لكن، الاستدراكية، والتي أثبتت بالأدلة السمعية والنقلية والوضعية والواقعية، والفكرية ”الواضحة والظاهرة“ حكمآ مخالفا لطبيعة ”التفوق النوعي الإسرائيلي“ ونصبت ”حزب الله اللبناني“ على رأس القوة، وأثبتت أن هكذا نوعية من المقاتلين يملكون ”القدرة والمواجهة“ ولا يفوتها في هذا الامر مطلب.
▪️ الانجازات العسكرية الإسرائيلية.
المرحلة الاولى.
فشل الصهاينة عسكرياً في ”المرحلة الأولى“ من الهجوم البري على الجنوب اللبناني، وأستطاع حزب الله أن ينزل بهم خسائر كبيرة في الأرواح البشرية، والمعدات العسكرية، وفشلت القبة الحديدية والأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، والتي لطالما الحوا كثيراً بالمفاخرة بها، والاعتماد عليها، في صد صواريخ ومسيرات المقاومة اللبنانية، وهذا يعني في المفاهيم العسكرية، الفشل المزدوج ” هجومي ودفاعي“ ففي كل أسقاطاتهم العدوانية لم يحتلوا أرض لبنانية، ولم يحققوا غرض عسكري، ولم يستطيعوا الدفاع عن المدن الإسرائيلية ”حيفا وما بعد حيفا“ بعد أن كانت دفاعاتهم الجوية تشكل علاج حقيقي لفشلهم البري، فقاتلتها مسيرات حزب الله، وتحدتها ومثلت عليها، وناورتها وتجاوزتها وغلبتها ووصلت لأهدافها في العمق الإسرائيلي وإصابتها بدقة.
🔸 المرحلة الثانية.
من قلب الفوضى السياسية، والتناحر الدبلوماسي، والجبهة الداخلية الملتهبة، أعلنت إسرائيل عن خياراتها العسكرية، بمرحلتها الثانية( التوغل للخط الثاني من القرى الحدودية اللبنانية، والقضاء على قدرات حزب الله القتالية) وبنفس الوقت أعلن حزب الله اللبناني، الاستعداد التام لمواجهة هذه المرحلة، وسواء بدأت اسرائيل بها وفعلتها، أم لم تبدأ، فعلها حزب الله وقدم بها، وأستهدف مناطق جديدة ” وزارة الدفاع الإسرائيلية وملحقاتها “ وبأستخدام أسلحة جديدة، وأن المقاومة لن تتنازل أبدآ عن أستخدام القوة، والتصعيد العسكري النوعي الاستباقي، الذي صعب الأمور على الصهاينة، منذ الإعلان عن المرحلة الثانية، فأصبح مقاتلين حزب الله يظهرون من مناطق لم يظهروا عليها سابقاً، ويجبرون القوات الإسرائيلية على الانسحاب من مناطق سبق وأن توغلوا فيها ولم يستطيعوا الاحتفاظ بها، علما أن الاستراتيجية الإسرائيلية بطبيعة حالها، لا يمكن لها أن تغامر بهجوم على مستوى عدد كبير من الجنود، لأنهم سيتعرضون لمقتلة عظيمة، وخسائر كبيرة، مما سيزيد من نقمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، على حكومة ”النتن ياهو“ المتطرفة وقد يتعرض الجيش إلى هزة ستجلب أجله، وتعجل بزوال اسرائيل، وهذا ما تخشاه الحكومة والمنظومة العسكرية الصهيونية.
واخيرا..
الجيش الاسرائيلي، بقياداته ومفاهيمة وتكتيكاته وتقنياته وتدريباته وتسليحة ومناوراته، لم يستطع الاحتفاظ بكفائته التنظيمية ولا بالأساليب المتبعة في إعداده، لا يستطيع أن يصنع الفارق في الجنوب اللبناني المقاوم مهما فعل.
وبكيف الله.