الكاتب : غيث العبيدي
غيث العبيدي..ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
أعتاد اليهود على يقين متوهم، وكاذب ومصنوع ومزور ومخالف للحقيقة، ثابت لديهم وجازم وقاطع للأمر، ولا يجب أن يزول، وغير قابل للانقلاب، وممنوع من الصرف والتغيير، فعقروا على أساسه كل الحقائق المخالفة له، وأنهم من الأعراق السامية التى يجب عليها أن تعيش بحياة من الدرجة الفضلى، وجميعهم يعيشون بمجتمع متماسك، يملون ويميلون على غيرهم، ولا يستطيع أحد أن يملي أو يميل عليهم، فلا يجوز وضع الحد عليهم، ويعذب في جحيمهم كل من يفعل ذلك، وفي كل مرة يتكرر فيها هذا السلوك بين الأجيال اليهودية، تزداد درجة أعتيادهم على هكذا نمط من الحياة، فلا يستطيع أي مخلوق مهما كان ركب ظهورهم، لأنهم يرون أن مواقفهم تتماشى مع سلوكياتهم، فلا يستطيعون تخيل الزمن الذي سيخرجهم من يقينهم ونمط حياتهم، لا في الماضي ولا المضارع ولا حتى في المستقبل، وكل من يحاول ذلك فلا عاصم له منهم.
▪️ انتهت روايتهم وبدأت حقائق المقاومة.
اعتباراً من ساعة حضور رباعية المقاومة الإسلامية الشيعية في ”لبنان والعراق واليمن وإيران“ لمساندة ودعم حركة حماس السنية، في السابع من أكتوبر وما تلاه، والى يومنا هذا، لتكتب المقاومة الشيعية، برأس حربتها ”صواريخ ومسيرات حزب الله اللبناني“ نهاية القصة الإسرائيلية، لتنهار على أيديهم كل تلك الأحلام اليهودية، التي رسموها في مخيلاتهم، وكتبوها في أدبياتهم الثقافية، ومارسوها في عاداتهم الاجتماعية، وتعبدوا بها في صوامعهم المقدسة، وأتخذوها عهدآ وميثاق في محافلهم العامة والخاصة على حدآ سواء، وأقروها في دساتيرهم الرسمية، وصنعوا منها أفلام وقصص وروايات، وعلى مدار أكثر من سبعة عقود، وهم يستعدون لتنفيذ هذه المهمة ”الشعب المختار“ وتحقيق هذا الحلم ”اسرائيل الكبرى“ على حساب الفلسطينيين والعرب والمسلمين، فصنعت المقاومة الإسلامية واقع عربي وإسلامي جديد، يختلف كليا عن الواقع المخزي الذي عاشته كل الأجيال العربية لأكثر من سبعة عقود خلت.
▪️ الامان المفقود..
يتعرض الإسرائيلي يوميا، في كل اسرائيل طولا بعرض، إلى ضغط نفسي، وتوتر ومعاناة، وأحاسيس غريبة أخرى، نتيجة الشعور بالخوف، وعدم الاستقرار، لفقد الامان الذي أثر على نمط حياتهم الفضلى، وأخرجهم من بحبوحة الامان التي كانوا يعيشون بها، لأن وسائل أمانهم عجزت عن منح الامان لهم، بكلتا نوعيه المجتمعي العام، والأسري الخاص، لتصبح حياتهم بفضل صواريخ ومسيرات المقاومة الاسلامية وحزب الله، عبارة عن مجموعة هواجس متعددة، وافكار متكررة، وضغوط لا تطاق، وقلق مستمر، وعدم الاحساس بالتوطن النفسي داخل المجتمع وداخل الأسرة، وأنهم عرق منبوذ وأناس غرباء وهناك دائما من يتربص بهم فوقعت عليهم دائرة السوء.
▪️ اسرائيل بين الفوضى والاستنزاف.
تعيش اسرائيل يوميا، فوضى فقدان النظام، واضطرابات الاستقطابات السياسية بين اليمين واليسار، وتراجع المؤشرات الاقتصادية، وهجرة العقول ورؤوس الأموال والشركات والافراد بصورة عكسية، والفروق ألاجتماعية وأشكاليات المواطنة والهوية، التي لم تطرق من قبل، وبعض الأبحاث الإسرائيلية تشير إلى أن نسبة التراجع في التضامن بين اليهود والصهاينة وباقي فئات المجتمع الإسرائيلي، وصلت إلى 70٪ فيما أشارت بعض التقارير، إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية غير فعالة، ولا تعمل لخدمة المجتمع، وأن خطوط الانقسام وصلت الى أن تقوم كل فئة اجتماعية بتعميق الفوارق الطبقية بينها وبين الفئات الأخرى.
فكل هذا لم ولن يحصل، لولا المقاومة الإسلامية الشيعية، وأرتباطاتها بالداخل الفلسطيني، وبالتحديد حركة حماس السنية، فيما يحمل حزب الله والجبهة اللبنانية والجنوب المقاوم منها حصة الأسد، والتي أستطاعت أن تنقل أسرائيل من صورة إلى أخرى، ومن وضع إلى وضع اخر، فأسرائيل اليوم ليس كالذي سبق، ولن تكون مثل ماكانت إطلاقا، وخسرت الصهيونية عالميتها، وأن الحياة الفضلى والمجتمع المتماسك باتت مجرد ذكريات تاريخية تشتعل في نفوسهم، وروايات يتلوها حاخام قديم على أحفاده، هكذا كنا، وهكذا أرادنا حزب الله أن نكون، فربح وخسرنا وأنتصر وهزمنا وكان وما كنا.
وبكيف الله.