الكاتب : هادي حسن عليوي
لم يسمع العراقيون سوى وجهة نظر الانقلابيين الذين استولوا على السلطة.. لكن الحقائق بقيت خافية.. نشرت بعضها بشكل مجتزأ.. أذن كيف حدث الانقلاب؟
ففي السابع عشر من تموز العام 1968 تم إسقاط نظام الرئيس عبد الرحمن عارف.. واجبر رئيس الجمهورية على مغادرة البلاد.. ولم يتم فيه إراقة دماء حسب الاتفاق بين طرفي الانقلاب.. وهما: كتلة احمد حسن البكر وكتلة القصر الجمهوري: إبراهيم الداوود (آمر الحرس الجمهوري) وعبد الرزاق النايف (معاون مدير الاستخبارات العسكرية).. وأطلق على ذلك الانقلاب اسم (الثورة البيضاء ).. لكن لم يمض سوى 13 يوماً حتى استطاعت كتلة البكر (حزب البعث) السيطرة على السلطة.. وإقالة وزارة عبد الرزاق النايف وتسفيره خارج العراق.. وقد برر البكر والبعث ذلك بان إبراهيم الداوود حنث الاتفاق.. واخبر النايف بالعملية وموعدها ففرض النايف نفسه علينا قبيل ساعات من تنفيذ الانقلاب.. فكان لابد من طردهما الاثنين في اقرب وقت ممكن..
خفايا الانقلاب:
المهم يذكر الرئيس عبد الرحمن عارف خلال لقائه حنا بطاطو في شباط 1970 والمنشور في كتاب بطاطو: العراق ـ الكتاب الثالث ـ الشيوعيون ـ البعثيون والضباط الأحرار ص391) حيث كان مقيماً في منفاه في تركيا قائلاً: (إن النايف لم يكن في هذا الأمر أكثر من أداة حكمها إغراء المال).. وهو يعتقد إن شركات النفط الرئيسة في البلاد والقوى التي تقف في خلفها قد سعت منذ منح العقد لشركة (ايراب الفرنسية).. والتوصل الى تفاهم المساعدة التقنية مع الاتحاد السوفيتي لتطوير حقل الرميلة الشمالي.. الى البحث عن عملاء يعملون على تدمير حكمه.. وقال عارف أيضاً: (إن حجبه امتياز الكبريت عن شركة بان اميركان.. سجلوه على حسابه.. وفي النهاية وجدوا إن النايف هو الرجل الذي يحتاجون عليه.. اشتروه من خلال العربية السعودية وبواسطة الوسيطان بشير الطالب وناصر الحاني.. وأكد عارف انه يقول هذا عن معرفة وليس بناءً على مجرد شكوك.. فقد أكد ذلك في لقاء آخر في لندن مع الباحث هيثم غالب الناهي والمنشور في كتابه (خيانة النص) حيث يقول عارف: (استلمتُ خبراً في الثاني من حزيران 1968 من دائرة الأمن العامة مفاده إن السفارة البريطانية في بغداد تتلقى بصورة مستمرة مع بعض الضباط الذين مازالوا في السلك العسكري وبعضهم من المتقاعدين.. وقد شوهد كل من حردان التكريتي واحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش وأكرم الياسين يزورون السفارة البريطانية ليلاً على شكل مجموعات لا يتجاوز الاثنين.. وبواقع مرتين في الأسبوع للفترة الماضية التي لا تتجاوز الشهرين.. كما شوهد احمد حسن البكر مرات عدة يزور السفارة البريطانية منفرداً كل ثلاثة أيام مع بزوغ الفجر حتى لا ينكشف أمره) ..
ويؤكد عبد الرزاق النايف: انه قرر القيام بحركة تصحيحية في الحكم.. وذلك في صبيحة يوم السادس عشر من نيسان 1968.. لكنه (أي النايف) طلب تأجيل الموعد.. وأرسل كلاً من نزار الأنصاري وتحسين عبد الحميد السوز لتبليغ قادة حركة الثوريين العرب.. التي كان يتزعمها النايف طالباً عقد اجتماع في بغداد في التاسع من نيسان.. وفي الاجتماع الذي حضره النايف والسوز والأنصاري وتسعة من قيادي الحركة سُئل النايف عن أسباب التأجيل فقال: (اقسم بالله العظيم لقد اتصل بيً السفير البريطاني في بغداد وقال: إن حركتكم لا تتم حسبما تريدون.. وسوف نجهضها ونجهض عارف معكم مالم تشركوا من نريد ؟ وأعطاني موعداً فالتقيته في الموعد وبصحبته احمد حسن البكر.. وقال: هذا ومن معه سوف تتعاونون معه على الثورة)..
وفي السابع عشر من حزيران سلمت دائرة الأمن العراقية الى الرئيس عبد الرحمن عارف تقريرا مفصلاً عن خيوط الانقلاب العسكري.. وبمساعدة الكويت والأردن من خلال سعد صالح جبر والدكتور ناصر الحاني سفير العراق في بيروت.. وجاء في التقرير: إن المعلومات التي وردت في التقرير أخذت من شخصيتين أردنيتين تم القبض عليهما.. وهما يرومان دخول السفارة البريطانية في بغداد بالمستمسكات بعد أن روقبا بدءاً من دخولهما الأراضي العراقية..
كما إن مدير الأمن العام رشيد محسن كان قد اجتمع مع الفريق طاهر يحيى قبل أسبوع من 17 تموز 1968 وقال له: (إن الموضوع مستوي وان مصر قد أخبرتهم إن ثلاثة ملايين دينار سلمت الى السفير العراقي في بيروت الدكتور ناصر الحاني ووصلت الى بغداد ووزعت عليهم ومنهم احد ضباط القصر الجمهوري برتبة ملازم.. الذي كانت حصته 70 ألف دينار لمجرد فتح أبواب القصر للانقلابين)..
وكانت أخبار قد ترددت على لسان سليم أللوزي صاحب مجلة الحوادث اللبنانية تناولت كل واحد له دور خطير في الإعداد لانقلاب 17 تموز.. فقد أفادت تلك المعلومات (إن حردان التكريتي استلم من الدكتور ناصر الحاني في بيروت مبلغ خمسة ملايين دولار قبيل الانقلاب).. وفي التاسع من تموز العام 1968 أجرت جريدة الأخبار القاهرية مقابلة مع الرئيس عبد الرحمن عارف قال فيها: (إن هناك مؤامرة ضد العراق لتغيير وجهه العربي.. واتهم عارف جهات أجنبية بالوقوف وراءها)..
وكانت حكومة طاهر يحيى قد ذكرت في 1-7-1968 إنها ضبطت قافلة مكونة من 32 جملا محملاً بالأسلحة كانت في طريقها الى داخل العراق.. وقالت: (إن التحقيق أثبت إن الأسلحة كانت مرسلة الى جماعة معينة لإثارة فتنة).. حسب ما جاء في روز اليوسف القاهرية التي نشرت الخبر.. وذكرت صحيفة الحياة البيروتية نقلاً عن مصادر بريطانية: (إن حكومة الفريق طاهر يحيى كانت قد مارست في الفترة الأخيرة سلسة من الضغوط على شركات النفط.. في الوقت نفسه الذي كانت شركة نفط العراق تعجز عن استغلال جزئي للثورات النفطية)..
الدور الدولي في الانقلاب:
وفعلاً كانت أوضاع العراقية الاقتصادية آنذاك سيئة.. يقول الرئيس عبد الرحمن عارف خلال حديثه مع الدكتور غالب الناهي (نفس المصدر): (زارني السفير البريطاني في التاسع من كانون الثاني 1968 ووعدني بحل كل مشاكل العراق الاقتصادية وتقديم مساعدات مالية للخزينة العراقية وعروض أخرى اقتصادية وثقافية ونفطية لمساعدة العراق شرط أن يتم ترسيم الحدود مع الكويت في موعد أقصاه عيد استقلال الكويت في شباط 1968).. حينها أكد الرئيس عارف للسفير البريطاني: (إن مسالة الكويتية ـ العراقية معلقة.. ولا أريد أن أثيرها فدع الأمور على ما هي.. وسوف ازور الكويت قريباً ليكون ذلك اعترافاً ضمنياً باستقلالية الدولة الكويتية ضمن قناعتي.. أما إذا كانت تلك الحدود مشروطة من قبلكم فإننا لا يمكن تلبيتها على حساب التلاحم العراقي).. عندها ابتأسً السفير البريطاني وانتفض ليخرج منزعجاً ووجهه كله شؤم وغيض.. وقال: (لابد أن تأخذ الكويت حقها الحدودي آجلا أم عاجلا.. وهذه قناعة كل المسؤولين العاملين تحت التاج البريطاني)..
لكن استمرار العراق في تعزيز علاقاته النفطية خاصة مع فرنسا أجبرت السفير البريطاني في العراق على معاودة اللقاء بعبد الرحمن عارف.. وحذره من إن بريطانيا لا تتورع في استعمال أية طريقة لإيقاف التعاون مع فرنسا أو غيرها من دون بريطانيا.. فكان جواب عارف للسفير: (العراق عراقنا.. والأرض أرضنا والنفط نفطنا فأية اتفاقية لا تنسجم مع شعبنا نحن غير ملزمين بتوقيعها أو تنفيذها أو حتى مناقشتها.. وإننا بصدد تدريب ملاكاتنا بفرنسا لنستثمر نفطنا بأيدي عراقية مستقبلاً)..
إن الأمور الاقتصادية.. وخاصة النفطية مع فرنسا أفقدت وزير الخارجية البريطاني صوابه وهدد علناً في السابع من نيسان العام 1968 بإنزال القوات المظلية البريطانية في العراق لحماية الآبار البترولية المنتجة والمنتشرة في أنحاء العراق..
ويتحدث جلال طلباني في هذا الموضوع لمجلة الوسط الصادرة في لندن في 16 -11- 1968 قائلاً: (كانت هناك مجموعة من الضباط تخطط للقيام بمحاولة انقلابية.. ومن هؤلاء عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداوود وبشير الطالب.. واتصلوا بعبد الستار عبد اللطيف الذي تربطني به علاقة.. والتقينا في بيته.. وكان من بين الحضور إضافة الى عبد الستار أنا والشهيد فؤاد ألركابي.. واقترحوا أن يكون ألركابي رئيساً للوزراء.. لكنه رفض العرض.. عندئذ عرضوا مشروعهم على مجموعة البعث (البكر- صدام).. ويضيف الطالباني قائلاً: (في تلك الفترة جرى لقاء بين بشير الطالب الملحق العسكري في بيروت مع الملحقين العسكريين (البريطاني والإيراني).. وقرروا الاتصال بمجموعة عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداوود من اجل القيام بانقلاب في العراق.. وهو ما أخافنا من التعامل مع هذه المجموعة.. فذهبتُ الى الرئيس عبد الرحمن عارف وأبلغته بما يجري فقال ليَ: (استدعيتُ إبراهيم الداوود وعبد الرزاق النايف وسعدون غيدان (آمر كتيبة الدبابات في القصر الجمهوري ).. وأقسموا أمامي بالقران الكريم (إنهم لن يتآمروا عليّ )..
ويتحدث احمد ألحبوبي (وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة عارف): (انه في أواخر شهر تشرين الأول العام 1967 سافرتُ الى بيروت بعد وعكة صحية ألمت بيً .. وقد زارني ناصر الحاني ـ سفير العراق آنذاك في بيروت ـ ودعاني للغذاء في زحلة للحديث في أمور هامة ـ حسب تعبيره ـ وبدأ حديثه باستفزازي قائلاً: لماذا تقاطعون أمريكا …؟ فاندهشتُ.. وقاطعني قبل إتمام ردّي بقوله: مهما يقال بهذا الخصوص.. فالمصلحة تقتضي الاصطفاف مع أمريكا وإعادة العلاقة معها لمصلحة العراق ولا مصلحة في معاداة أمريكا.. ويجب أن تغيّروا سياستكم.. وإنه ينتهز هذه الفرصة ويتكلم مع وزير مسؤول.. ويرجوني أن انقل حديثه الى طاهر يحيى (رئيس الوزراء).. لم اخفِ استغرابي من حديثه الصريح.. وعزوته الى عدم رضاه عن مكانه في بيروت سفيراً بعد أن كان سفير العراق في واشنطن.. فقلتُ له: ألا تعلم انك تعارض سياسة حكومتك ؟!! : ضحك وأجاب: إنني لم اختلف مع سياسة حكومتي بل أعارضها.. وأرجوك يا أستاذ أن تنقل حديثي هذا الى طاهر يحيى لتعديل الموقف من أمريكا قبل فوات الأوان.. أجبته.. وقد استفزتني عبارة فوات الأوان.. إنني لا انقل رسائل منك أو من غيرك.. لكنني سأناقش هذا الموضوع الخطير مع طاهر يحيى.. وعند عودتي ناقشتُ الموضوع مع طاهر يحيى.. وكان تعليقه هذا يخروت!!
أما حردان التكريتي فيتحدث عن الدور الدولي في الانقلاب قائلاً: (أعلن الرئيس عبد الرحمن محمد عارف.. قبل انقلابنا بشهرين عن تعديل في اتفاقيات النفط لصالح شركة أيرب الفرنسية.. وقد طلبني أبو هيثم (أحمد حسن البكر)عشية إعلان الحكومة عن هذا التعديل.. وشرح ليً أهمية هذا الإعلان.. وآثاره السيئة على علاقات كل من العراق ـ بريطانيا.. والعراق ـ أميركا.. وذكر أن علينا أن نستغل هذا الوضع الجديد للقيام بعمل ما ..
وجرت بعد ذلك اتصالات بيننا وبين صدام حسين.. الذي كان آنذاك في بيروت.. وأخبرناه بضرورة إقامة حوار عاجل بينه وبين السفارة الأمريكية هناك.. وأخبرناه بإجراء اتصال مع عفلق بهذا الشأن.. بعد أقل من أسبوع أخبرنا صدام بأن الحكومتين (الأمريكية والبريطانية) أبدتا استعدادهما للتعاون إلى أقصى حد بشرطين:
الأول: أن نقدم لهما تعهداً خطياً بالعمل وفق ما يرسمونه لنا..
الثاني: أن نبرهن على قوتنا في الداخل..
وتقرر أن يقوم حزب البعث بتنظيم تظاهرة ضد عبد الرحمن عارف.. كدليل على القوة.. وفعلاً نظم الحزب مظاهرة ضخمة بالتعاون مع الشيوعيين والدينيين.. في ذكرى نكسة الخامس من حزيران.. وكان يمشي أمامها أبو هيثم (أحمد حسن البكر).. وأنا.. وصالح مهدي عماش وبعض الرفاق ..
وقد أخبرتنا السفارة الأمريكية في بيروت أنها على استعداد للتعاون على أن «نتساهل» بعد نجاح الانقلاب في مسألة النفط مع الشركات الأمريكية.. ووافقنا على الشرط.. وبعد ثلاثة أيام جاءنا من السفارة الأمريكية من يقول: إن علينا أن نتعاون مع آمر الحرس الجمهوري إبراهيم عبد الرحمن الداوود.. ومدير الاستخبارات العسكرية عبد الرزاق النايف.. وإن علينا أن نمشي وفق الخطة التي سيرسمونها لنا.. وقد التقينا بالنايف في سيارته الخاصة ليلة (13تموز1968).. واتفقنا معه على كل شيء مع النايف..
كيف نفذ انقلاب 17 تموز1968 ؟ :
سارع عبد الرزاق النايف إلى إعداد خطة تنفيذ الانقلاب بالاشتراك مع إبراهيم عبد الرحمن الداوود وسعدون غيدان واحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش وحردان عبد الغفار التكريتي وأنور عبد القادر ألحديثي.. حيث جرى الاتفاق فيما بينهم على تفاصيل خطة الانقلاب معتمدين على كتيبة الدبابات التي كانت في القصر تحت إمرة سعدون غيدان.. وجرى الاتفاق على أن يأخذ سعدون غيدان كل من: أحمد حسن البكر.. وصالح مهدي عماش.. وحردان التكريتي بسيارته الخاصة إلى داخل القصر الجمهوري ليقوموا جميعاً بالسيطرة على كتيبه الدبابات فجر يوم 17 تموز 1968.. فيما يقوم عبد الرزاق النايف بالسيطرة على وزارة الدفاع.. وأنيطت مهمة السيطرة على دار الإذاعة إلى إبراهيم الداوود..
وفي فجر ذلك اليوم قام سعدون غيدان بإدخال الضباط المذكورين وهم يمثلون حزب البعث.. بسيارته الخاصة.. وتم لهم على الفور السيطرة على كتيبة الدبابات المذكورة.. وأحاطوا بها القصر.. وقاموا بإطلاق خمس أطلاقات من مدافع الدبابات كخطوة تحذيرية لعبد الرحمن عارف.. الذي أستيقظ من نومه.. فوجد القصر مطوقاً بالدبابات فلم يكن أمامه سوى التنحي عن الحكم.. وطلب تسفيره إلى خارج العراق..
وفي الوقت نفسه تحرك عبد الرزاق النايف نحو وزارة الدفاع بمساعدة عدد من الضباط الموالين له.. وسيطر على الوزارة دون عناء.. فيما توجه الداوود إلى دار الإذاعة بعدد من الدبابات وسرية من الحرس الجمهوري وسيطر عليها دون قتال.. وقام بإذاعة البيان الأول للانقلاب في الساعة السابعة والنصف من صباح ذلك اليوم 17 تموز 1968..
وعلى الفور تم إبعاد الرئيس عبد الرحمن عارف خارج العراق.. يقول قيس نجل الرئيس عبد الرحمن عارف غادرتٌ مع الوالد رحمه الله الى لندن على متن طائرة خاصة من الخطوط الجوية العراقية.. ومن مطار المثنى صعدنا الى الطائرة مباشرة وبكل بساطه.. وغادرنا وكان خط الطائرة بغداد اسطنبول لندن.. وهبطت في مطار اسطنبول لمدة 45 دقيقه للتزود بالوقود.. وقد نزلنا (الوالد وأنا) الى استراحة المطار.. والتفً حوله الصحفيون.. واعتذر الوالد عن الإدلاء بأي تصريح.. وقال لهم: اعتذر انتهت مهمتي.. وغادرتُ السياسة.. فانصرفوا).. ويضيف قيس عبد الرحمن عارف قائلاً: (وكان أيضاً في المطار أعضاء القنصلية العراقية في اسطنبول.. سلموا على الوالد وحمدوا الله على سلامته.. ثم وصل وزير الخارجية التركي وسلم على الوالد.. وقال له : إني مبعوث من الرئيس جودت صوناي.. ويرسل تحياته لك.. وإذا ترغب أنت ضيفنا في تركيا..