الكاتب : فاضل حسن شريف
على المقاومة العراقية أن لا تكون كالتي نقضت غزلها التي كانت تسمى في الجاهلية الحمقاء لانها تخرب ما عملته من جهد، فالعراق أنشأ محطات كهرباء وجسور ومستشفيات ومطارات وبنى تحتية في حالة تطوير، حتى هنالك مصانع تصنع منتجات دفاعية معرضة للخطر في حالة الدخول في نزال غير متوازن وغير مهيأ لصده. وطالما أن المرجعية الدينية تطلب من الجميع أن يكون تحت أوامر وخيمة الدولة العراقية لا أن يخون الأوامر ويخرب دولته ويضحى بالأبرياء. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز من قائل “وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” ﴿النحل 92﴾ قوله تعالى: “وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا” إلى آخر الآية، النقض ويقابله الإبرام إفساد ما أحكم من حبل أوغزل بالفتل فنقض الشيء المبرم كحل الشيء المعقود، والنكث النقض، قال في المجمع،: وكل شيء نقض بعد الفتل فهو أنكاث حبلا كان أوغزلا، والدخل بفتحتين في الأصل كل ما دخل الشيء وليس منه، ويكنى به عن الدغل والخدعة والخيانة، كما قيل: وأربى أفعل من الربا وهو الزيادة. وقوله: “لَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا” في معنى التفسير لقوله في الآية السابقة: “وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ” وهو تمثيل بمرأة تغزل الغزل بقوة ثم تعود فتنقض ما أتعبت نفسها فيه وغزلته من بعد قوة وتجعله أنكاثا لا فتل فيه ولا إبرام. ونقل عن الكلبي أنها امرأة حمقاء من قريش كانت تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن ولا يزال ذلك دأبها واسمها ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة، وكانت تسمى خرقاء مكة. وقوله: “تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ” أي تتخذون أيمانكم وسيلة للغدر والخدعة والخيانة تطيبون بها نفوس الناس ثم تخونون وتخدعونهم بنقضها، وإنما يفعلون ذلك لتكون أمة وهم الحالفون أربى وأزيد سهما من زخارف الدنيا من أمة وهم المحلوف لهم. فالمراد بالدخل وسيلته من تسمية السبب باسم المسبب و “أن تكون أمة” مفعول له بتقدير اللام، والكلام نوع بيان لنقض اليمين أو لكونهم كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ومحصل المعنى أنكم كمثلها إذ تتخذون أيمانكم دخلا بينكم فتؤكدونها وتعقدونها ثم تخونون وتخدعون بنقضها ونكثها والله ينهاكم عنه. وذكر بعضهم أن قوله: “تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ” إلخ، جملة استفهامية محذوفة الأداة والاستفهام للإنكار. وقوله: “إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ” إلخ، أي إن ذلك امتحان إلهي يمتحنكم به وأقسم ليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون فتعلمون عند ذلك ما حقيقة ما أنتم عليه اليوم من التكالب على الدنيا وسلوك سبيل الباطل لإماطة الحق ودحضه ويتبين لكم يومئذ من هو الضال ومن هو المهتدي.
جاء في تفسير الميسر: قوله عز من قائل “وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” ﴿النحل 92﴾ أمة اسم، أن تكون أمّة: بأن تكون جماعة. أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ: أكثر عددا و عدة. ولا ترجعوا في عهودكم، فيكون مَثَلكم مثل امرأة غزلت غَزْلا وأحكمته، ثم نقضته، تجعلون أيمانكم التي حلفتموها عند التعاهد خديعة لمن عاهدتموه، وتنقضون عهدكم إذا وجدتم جماعة أكثر مالا ومنفعة من الذين عاهدتموهم، إنما يختبركم الله بما أمركم به من الوفاء بالعهود وما نهاكم عنه مِن نقضها، وليبيِّن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون في الدنيا من الإيمان بالله ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز من قائل “وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” ﴿النحل 92﴾ ” وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ” أي: لا تكونوا كالامرأة التي غزلت ثم نقضت غزلها من بعد إمرار وفتل للغزل وهي امرأة حمقاء من قريش كانت تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن ولا يزال ذلك دأبها واسمها ريطة بنت عمروبن كعب بن سعد بن تميم بن مرة وكانت تسمى خرقاء مكة عن الكلبي وقيل أنه مثل ضربه الله تعالى شبه فيه حال ناقض العهد بمن كان كذلك “أنكاثا” جمع نكث وهو الغزل من الصوف والشعر يبرم ثم ينكث وينقض ليغزل ثانية “تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ” أي: دخلا وخيانة ومكرا وذلك أنهم كانوا يخلفون في عهودهم ويضمرون الخيانة وكان الناس يسكنون إلى عهدهم ثم ينقضون العهد فقد اتخذوا أيمانهم مكرا وخيانة “أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ” أي: لا تنقضوا العهد بسبب أن يكون قوم أكثر من قوم وأمة أعلى من أمة ولأجل ذلك وتقديره ولا تنكثوا أيمانكم متخذيها دغلا وغدرا وخديعة لمداراتكم قوما هم أكثر عددا ممن حلفتم له ولقلتكم وكثرتهم بل عليكم الوفاء بما حلفتم والحفظ لما عاهدتم عليه. “إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ” أي: إنما يختبركم الله بالأمر بالوفاء والهاء في به عائدة على الأمر وتحقيقه أنه يعاملكم معاملة المختبر ليقع الجزاء بحسب العمل “وليبينن” أي: وليفصلن “لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ” أي: في صحته “تختلفون” وليظهرن لكم حكمه حتى يعرف الحق من الباطل.
عن مركز سيتا ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه جهود الوساطة التي يبذلها العراق في خفض التصعيد في الشرق الأوسط؟ للكاتب عبد العزيز بدر عبد الله القطان بتأريخ 14 نوفمبر 2024: وقد اتخذ العراق إجراءات من شأنها منع استخدام أراضيه ومجاله الجوي لأغراض عسكرية، خاصة وأنه أفيد في وقت سابق، أن الكيان استخدم أراضي دولة عربية لضرب إيران، إلا أن بغداد كثفت الحوار مع الغرب ودول الجوار لخفض التوتر في غزة ولبنان. وقد اتخذت بغداد عدداً من الإجراءات لمنع استخدام أراضيها ومجالها الجوي للأغراض العسكرية. إن “الحكومة العراقية تؤكد مجددا التزامها القوي بالنهج الدبلوماسي لاحتواء التصعيد المتزايد في المنطقة وتدين بشدة الهجمات التي نفذها الكيان الصهيوني ضد المدنيين العزل في غزة ولبنان”. وبالنظر إلى هذا الموقف، العراق يعلن بوضوح موقفه من خلال معارضته لأي محاولات لاستخدام أرضه أو مجاله الجوي لأغراض عسكرية، لأن ذلك سيؤدي إلى توسيع الصراع، ولتأكيد هذا الموقف اتخذت الحكومة جملة من الإجراءات العسكرية، وهذا يعني أن بغداد بحاجة إلى مناقشة شراء أنظمة دفاع جوي حديثة ورادارات لضمان سلامة المجال الجوي. ويبدو أننا نتحدث عن جماعات المقاومة في العراق، شنت الجماعات المسلحة النشطة هجمات منتظمة. وقام مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء قاسم الأعرجي بزيارة إلى إيران، أكد الجانب العراقي خلالها أنه لن يسمح باستخدام أراضيه في الأعمال العسكرية، وتعهدت الحكومة الإيرانية بعدم جر بغداد إلى الصراع. وكان قاسم الأعرجي وصل إلى طهران في 10 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لبحث الأحداث الإقليمية ودراسة تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين العراق وإيران، هذه الزيارة العاجلة لمسؤول عراقي إلى طهران. بالإضافة إلى ذلك، هناك عن الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة العراقية لخفض التوتر في قطاع غزة ولبنان، فقد كثفت الحكومة العراقية مؤخراً حوارها مع الغرب والدول المجاورة كجزء من جهودها لتخفيف التوترات وإنهاء العنف الوحشي ضد قطاع غزة ولبنان.