ديسمبر 26, 2024
download (7)

الكاتب : غيث العبيدي

غيث العبيدي: ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

أعتمد حزب الله اللبناني، في كل عملياته العسكرية، أثناء الحرب البرية الإسرائيلية المتوحشة على الجنوب اللبناني، على ركيزة قدرة نظم المقاومة ”عسكرياً“ ومحيطها المحلي ”أجتماعيآ“ على الصمود وأستيعاب الاخطار والإضرار والتكيف معها والتعافي منها، وتقديم نظرة إستراتيجية ثاقبة حول البيئة الاسرائيلية المعادية، ومجابهتها والأقتدار عليها، حتى وأن كان نصف العالم بالعلن  يقف معها ويدعمها، والنصف الآخر بأغلب حالاته غير المرئية يقدم الإسناد والمشورة لها.

وهذه الإستراتيجية أشار اليها درة لبنان الساطعة، شهيد القدس الاقدس ومحور المقاومة الاسمى السيد حسن نصرالله ”رضوان الله عليه“ في أول خطبة له بعد أندلاع معركة ”طوفان الأقصى“ قال ما يجب عليه قوله «ويكفي في هذه الجولة أحتساب النصر بالنقاط» ليس ظنا بل من المؤكدات، وعده من مدخرات حزب الله ومن تراث المقاومة.

معنى الانتصار بالنقاط.

لست من ذلك النوع الذي يفقه بالعلوم العسكرية كثيرا، حتى أفند مفاهيم النصر ودلائل الهزيمة، لكني أعرف جيداً أن الحروب بين الجيش النظامي النووي، المدعوم من أقوى أقوياء العالم، بكل السبل وعلى كافة المستويات، حتى صار ذا قوة مثلهم، وبين المقاومة، التي تحيط بها عيون وأسلحة الأعداء، رغم بساطة تسليحها، فأن لم تستسلم المقاومة، وصمدت وأعلنت قدرتها على الاستمرار، فهذا يعني في العلوم العسكرية، أنها أربكت الحسابات وصفعت الاعداء بكفوف مقبوضة، وسجلت الكثير من النقاط عليهم، دون أن يسجل عليها عشر معشار النقطة الواحدة، وهذا هو ”الانتصار المؤكد“ دون أدنى شك.

معيار أنتصار حزب الله.

على الجميع أن يعرف، تحديدا أولئك الاشد تصهين من الصهاينة أنفسهم، والمشككين ومشتتي الاهواء، والذين لا يملكون موقفا واضحا، والمرعوبين، والمرجفين، وكارهي المقاومة الشيعية، وأصحاب الضلال، وأهل الغواية، بكافة أشكالهم وأنتماءاتهم وعناوينهم الوظيفية، أن معيار حزب الله في هذه المعركة لا يحقق الانتصار بالضربة القاضية ‘وبالصمود’ يتجنب الهزيمة، ويسجل نقاط الانتصار، وهنا يتحقق المعيار وفق آلية تحقيق أهداف المعركة من عدمها.

الكفة الإسرائيلية.

هل أستطاع الجيش الاسرائيلي، القوي المتطور بكل ماكنته البرية الضخمة، واساطيله البحرية والجوية الدقيقة، أن يحقق أهدافه ؟

الجواب، لا.

فأن لم يحقق أي هدف منها، فمن هي الجهة التي صدته عنها ومنعته من تحقيقها؟

الجواب، حزب الله.

هل استطاعت اسرائيل أن تقضي على حزب الله؟

الجواب، لا.

هل استطاعت أن تنزع سلاح المقاومة؟

الجواب، لا.

هل سمح لها حزب الله بإعادة سكان الشمال بالقوة ؟

الجواب، لا.

هل تمكنت من فرض نفسها بالقوة ليتحرك جيشها  بحرية في الحدود والأجواء اللبنانية؟

الجواب، لا.

هل أعادت حزب الله الى ما وراء نهر الليطاني؟

الجواب، لا.

هل تذمرت أو يئست الحاضنة الاجتماعية لحزب الله ؟

الجواب، لا.

هل عاد سكان الشمال ؟

الجواب، لا.

هل الجيش الاسرائيلي باق بالجنوب ؟

الجواب، لا.

هل استطاعت اسرائيل تغير الشرق الاوسط؟

الجواب، لا.

كفة حزب الله.

هل حقق حزب الله استراتيجية السيد حسن نصرالله ”رضوان الله عليه“ النار بالنار وبيروت بتل أبيب؟

الجواب، نعم.

هل نقل حزب الله المعركة من عمق الضاحية لعمق حيفا ومابعد حيفا؟

الجواب نعم.

هل آلم حزب الله الجيش الاسرائيلي ؟

الجواب نعم.

هل أحتفظ حزب الله بموازين القوى، وعادل قوتة بقوة الجيش الاسرائيلي؟

الجواب، نعم.

هل  أنصاعت الحكومة الإسرائيلية، لشروط حزب الله حول إعادة سكان الشمال بالتفاوض وليس بالقوة ؟

الجواب، نعم.

هل أستطاع حزب الله تفكيك المستوى السياسي والعسكري للكيان الصهيوني ؟

الجواب، نعم.

ماهو الدليل على ذلك ؟

الجواب، إقالة وزير الحرب ”غالآنت“

وتمرد ”الحريديم“ على الخدمة العسكرية.

هل عاد سكان الضاحية الجنوبية ؟

الجواب، نعم.

هل حزب الله باق بالجنوب اللبناني؟

الجواب، نعم.

هل عد الوسط السياسي والإعلامي الإسرائيلي، اتفاق ”وقف إطلاق“ النار بمثابة ورقة أستسلام إسرائيل أمام حزب الله ؟

الجواب بكل تأكيد نعم.

فلو فرضنا على كل «لا و نعم» نقطة واحد تكون النتيجة كالاتي.

عشر نقاط لحزب الله مقابل صفر لإسرائيل، فكيف يكون الانتصار أذا؟

وبكيف الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *