حرية على أطراف الرماح

الكاتب : الشيخ عز الدين البغدادي

أن يثور شعب لأجل الحرية أمر مفهوم، أن يثور شعب لأجل الخبز أمر مفهوم. السلطة التي تفقد تأييد الشعب لها تفقد شرعيته، والثورة حق لكن أن تنتظر الحرية من القاعدة أو نعتقد أن جبهة النصرة ستأتي بحياة كريمة شيء غير مفهوم، والأعجب عندما تسمع كثيرا من المثقفين والسياسيين والادباء وهم يظهرون فرحهم وسرورهم لأن النصرة تحقق انتصارات. ولنفرض أنها وصلت دمشق واسقطت النظام، فهل تملك فعلا القدرة على تقديم مشروع وطني لاعمار البلد؟ وهل يملكون القدرة على اقناع المواطنين في بلد متعدد برؤيتهم السياسية؟

والأعجب هو مستوى الكراهية الشديدة والعنف العجيب الذي تجده عند بعض السوريين تجاه البعض الآخر، واستسهال ممارسات في غاية البشاعة والقسوة ضد جنود الجيش الوطني للبلد. حقيقة رغم اعجابي بالشعب السوري من حيث قدراتهم الذهنية أو قابلياتهم العملية فإن هذه الثورة التي أصفها بالمشؤومة أخرجت أسوأ ما يمكن أن يكون في الانسان من سلبيات.

لو كانت هذه المعارضة تملك رؤية فعلا، ولو كانت تهتم بالبلد والمواطن لعملت على عقد صلح مع النظام وهي قادرة على املاء شروطها بدرجة معقولة، إلا أن قادتها إما عملاء أو لا تهمهم مصلحة البلاد والعباد.

اهلنا في سوريا تجارب الامم والشعوب تقول لنا بان الحرب خراب، وان العاقل من لا يكون اداة بيد غيره، وأنه لا شر من  الفتنة، وأن العرب كانت تقول “سلطان غشوم ولا فتنة تدوم”، انظر الى بلدكم عمروه، ازرعوه، سوريا جميلة لا تستحق أن تخربوها، لا تفسدوا ذات بينكمـ فليس كل خطأ يستدرك.. وربنا المستعان

حفظ الله اهلنا في سوريا، ودفع عنهم كل سوء وآلف بين قلوبهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *