Dr Fadhil Sharif

الكاتب : فاضل حسن شريف

عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه وتعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” ﴿الحشر 8﴾ “للفقراء” متعلق بمحذوف، أي اعجبوا “المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون” في إيمانهم.

وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله سبحانه وتعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” ﴿الحشر 8﴾ المراد بهم من هاجر من المسلمين من مكة إلى المدينة قبل الفتح وهم الذين أخرجهم كفار مكة بالاضطرار إلى الخروج فتركوا ديارهم وأموالهم وهاجروا إلى مدينة الرسول. وقوله: “يبتغون فضلا من الله ورضوانا” الفضل الرزق أي يطلبون من الله رزقا في الدنيا ورضوانا في الآخرة. وقوله: “وينصرون الله ورسوله” أي ينصرونه ورسوله بأموالهم وأنفسهم، وقوله: “أولئك هم الصادقون” تصديق لصدقهم في أمرهم وهم على هذه الصفات.

وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه وتعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” ﴿الحشر 8﴾ المراد بالمهاجرين هنا من هاجر مع رسول اللَّه صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وسلم‌ من مكة إلى المدينة رغبة في مرضاة اللَّه وثوابه وفي نصرة الإسلام والجهاد في سبيله، وهؤلاء هم أولى الناس بالزكاة لسبقهم وجهادهم ولفقرهم وحاجتهم، قال الطبري نقلا عن قتادة: (هؤلاء المهاجرون تركوا الديار والأموال والأهلين والعشائر حبا للَّه ورسوله، واختاروا الإسلام على ما فيه من الشدة حتى لقد كان الواحد منهم يعصب الحجر على بطنه ليقيم به صلبه من الجوع، ويتخذ الحفرة في الشتاء ما له دثار غيرها).. وما رأيت وصفا للصحابة أبلغ مما قاله الإمام زين العابدين عليه السلام  فيهم، وهو يدعو اللَّه سبحانه أن يشكر لهم صنيعهم، قال:”اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة وأبلوا البلاء الحسن في نصره وكاتفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس اللهم لهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك”. “أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” في ايمانهم وجهادهم قولا وفعلا.

عن الدكتور مسعود ناجي ادريس في الصفحة الاسلامية لوكالة انباء براثا عن مقالته ثقافة المقاومة واثارها في ايات القران الكريم: سمات المهمة للمؤمنين الحقيقيين أن يكون لديهم روح الإيثار. (وقد عَرَفَ العلماء اللغة الإيثار أن يقدّم غيره على نفسه في النفع له والدفع عنه). في رواية، اعتبر أمير المؤمنين علي عليه السلام التضحية بالنفس أفضل الكرامات الأخلاقية للبشر. (خیر المکارم الإيثار) وفي رواية أخرى أشار إلى الإيثار على أنه علامة على سمو الفضائل (الإيثار أشرف الإحسان). (غررالحکم، ص 376 و.495) في تاريخ الإسلام، بعد هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة المنورة، رحب أهل المدينة والذين أصبحوا يعرفون بالأنصار في مصطلح التاريخ الإسلامي، بالمهاجرين المسلمين وقاموا بحماية المهاجرين وضحوا بحياتهم وممتلكاتهم من أجل الدين. بعد خمس سنوات، عندما استسلم يهود بني نضير أمام المسلمين، خاطب الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم الأنصار: (إن أحببتم قسمت بينكم وبين المهاجرين ما أفاء الله عليَّ من بني النضير، وكان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في منازلكم وأموالكم، وإن أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دوركم).  فقال سعد بن عبادة وسعد بن معاذ: يا رسول الله، بل نقسم بين المهاجرين ويكونون في دورنا كما كانوا وقالت الأنصار: رضينا وسلمنا يا رسول الله.  (مجمع البیان: ج9، ص261) بسبب هذه التضحية بالنفس والإيثار من الأنصار نزلت الآية 9 من سورة الحشر تكريمًا لهم: “وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ” (الحشر 9) (تفسیر راهنما، ج.18)

جاء في موقع الأمم المتحدة عن اليوم الدولي للمهاجرين 18 كانون الأول/ديسمبر: نحو هجرة أكثر أمانًا: تقرير الأمين العام حول تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة 2024. لقد لقي ما يقرب من 70 ألف مهاجر حتفهم أو اختفوا خلال رحلاتهم البرية والبحرية منذ عام 2014، ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. إن فقدان كل مهاجر لحياته خلال رحلته يؤثر بشكل كبير على أسرته ويتردد صداها في جميع أنحاء المجتمعات. هذه أزمة إنسانية صامتة وبوسعنا حلها. وعلى نحو ما دعت إليه الجمعية العامة، يقدم التقرير الثالث للأمين العام عن تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة والتنمية توصيات رئيسية بشأن تقديم المساعدة الإنسانية للمهاجرين الذين يواجهون محنة وتعزيز التعاون بشأن المهاجرين المفقودين، بما في ذلك مقترحات ملموسة لمنع موت المهاجرين أو فقدانهم، وتعزيز جهود البحث وتحديد الهوية، ودعم الأسر المتضررة، وتوفير العدالة والمساءلة والتعويض، وجمع البيانات عن وفيات المهاجرين وحالات الاختفاء، وتبادل بيانات التنبؤ بالهجرة لتحسين المساعدة الإنسانية. وأكد الامين العام على أهمية العمل الجماعي لتحقيق هذه التوصيات بصورة فعالة قبل فوات الأوان، مشددا على أهمية إنقاذ الأرواح فورا. انظر إلى التقرير الكامل للأمين العام حول تنفيذ الإتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، وشاهد الفيديو للتعرف على التوصيات الرئيسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *