حياة المسنين والقوانين التي تدعمهم في العراق

الكاتب : انوار داود الخفاجي

المسنون هم عماد المجتمعات وذاكرتها الحية، فهم الجيل الذي ساهم في بناء الحاضر الذي نعيش فيه اليوم. ومع تقدم العمر، يواجه المسنون تحديات صحية واجتماعية واقتصادية تتطلب اهتمامًا خاصًا من المجتمع والحكومة لضمان حياة كريمة لهم. في العراق، كما هو الحال في العديد من الدول، يعيش المسنون ظروفًا متباينة تتأثر بالأوضاع السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية للبلاد. ومع ذلك، توجد قوانين ومبادرات تهدف إلى توفير الدعم والرعاية لهم.

يعاني المسنون في العراق من العديد من التحديات، أبرزها:

*التدهور الصحي**: مع تقدم العمر، تصبح الأمراض المزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب أكثر شيوعًا بين المسنين. يعاني الكثير منهم من نقص في الخدمات الصحية المتخصصة، خاصة في المناطق الريفية.

*العزلة الاجتماعية**: يعيش بعض المسنين في عزلة اجتماعية بسبب فقدان أفراد الأسرة أو انشغال الأبناء. هذا قد يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والشعور بالوحدة.

*التحديات الاقتصادية**: يعتمد العديد من المسنين على المعاشات التقاعدية كمصدر أساسي للدخل. ومع الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة، تصبح هذه المعاشات غير كافية لتلبية احتياجاتهم اليومية.

*غياب الرعاية المتخصصة**: هناك نقص في دور الرعاية المخصصة للمسنين في العراق، مما يترك العديد منهم دون دعم حقيقي إذا كانوا غير قادرين على العيش بمفردهم أو مع عائلاتهم.

للتخفيف من معاناة المسنين وضمان حقوقهم، يوجد في العراق عدد من القوانين والمبادرات التي تهدف إلى توفير الحماية والرعاية لهذه الفئة:

*قانون التقاعد الموحد**: يضمن هذا القانون توفير المعاشات التقاعدية للموظفين الحكوميين بعد بلوغهم سن التقاعد. يُعتبر هذا القانون مصدر دخل رئيسي لكثير من المسنين.

*الرعاية الاجتماعية**: تقدم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية برامج لدعم الأسر الفقيرة، بما في ذلك المسنون الذين لا يملكون مصادر دخل ثابتة.

*الخدمات الصحية**: توفر الدولة خدمات صحية مجانية أو منخفضة التكلفة للمسنين في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية. كما توجد مبادرات لتوفير الأدوية الأساسية مجانًا للمصابين بالأمراض المزمنة.

*مبادرات المنظمات غير الحكومية**: بالإضافة إلى دور الحكومة، تقوم العديد من المنظمات الخيرية والمجتمعية بتقديم المساعدات الغذائية والصحية للمسنين، خاصة أولئك الذين يعيشون في ظروف صعبة.

وعلى الرغم من وجود القوانين والمبادرات، إلا أن هناك حاجة لتعزيز الدعم الموجه للمسنين في العراق. يمكن تحقيق ذلك من خلال:

*زيادة دور الرعاية**: يجب إنشاء المزيد من دور الرعاية المجهزة لخدمة المسنين الذين لا يمكنهم العيش بمفردهم أو مع عائلاتهم.

*تطوير البرامج الصحية**: يجب توفير برامج صحية متخصصة للمسنين، تشمل الفحوصات الدورية والعلاجات المتقدمة.

*التوعية المجتمعية**: يجب تعزيز الوعي بدور الأسرة والمجتمع في دعم المسنين لضمان عدم عزلهم أو إهمالهم.

*زيادة المعاشات التقاعدية**: يجب مراجعة نظام المعاشات التقاعدية لضمان تغطية احتياجات المسنين بشكل كامل.

 وفي الختام المسنون هم كنز من الخبرات والقيم التي يجب أن تُحترم وتُقدر. في العراق، على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها المسنون، هناك جهود مبذولة لدعمهم من خلال القوانين والمبادرات. ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحة لتعزيز هذه الجهود لضمان حياة كريمة لهذه الفئة التي أعطت الكثير للمجتمع. إن رعاية المسنين ليست مسؤولية الحكومة فقط، بل هي واجب إنساني واجتماعي على الجميع القيام به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *