اليوم الدولي للمهاجرين (ح 15) (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم)

الكاتب : فاضل حسن شريف

جاء في موقع الامم المتحدة عن اليوم الدولي للمهاجرين 18 كانون الأول/ديسمبر: نحو هجرة أكثر أمانًا: تقرير الأمين العام حول تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة 2024. لقد لقي ما يقرب من 70 ألف مهاجر حتفهم أو اختفوا خلال رحلاتهم البرية والبحرية منذ عام 2014، ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. إن فقدان كل مهاجر لحياته خلال رحلته يؤثر بشكل كبير على أسرته ويتردد صداها في جميع أنحاء المجتمعات. هذه أزمة إنسانية صامتة وبوسعنا حلها. وعلى نحو ما دعت إليه الجمعية العامة، يقدم التقرير الثالث للأمين العام عن تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة والتنمية توصيات رئيسية بشأن تقديم المساعدة الإنسانية للمهاجرين الذين يواجهون محنة وتعزيز التعاون بشأن المهاجرين المفقودين، بما في ذلك مقترحات ملموسة لمنع موت المهاجرين أو فقدانهم، وتعزيز جهود البحث وتحديد الهوية، ودعم الأسر المتضررة، وتوفير العدالة والمساءلة والتعويض، وجمع البيانات عن وفيات المهاجرين وحالات الاختفاء، وتبادل بيانات التنبؤ بالهجرة لتحسين المساعدة الإنسانية. وأكد الامين العام على أهمية العمل الجماعي لتحقيق هذه التوصيات بصورة فعالة قبل فوات الأوان، مشددا على أهمية إنقاذ الأرواح فورا. انظر إلى التقرير الكامل للأمين العام حول تنفيذ الإتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، وشاهد الفيديو للتعرف على التوصيات الرئيسية.

جاء في موقع الجزيرة عن حلم الهجرة بين القاع والضياع للكاتب مجدي مصطفى: كوارث: أهوال ووجهات: وفي مشهد المأساة السورية حيث الحرب وأهوالها في عامها الثالث مصحوبة بالتهجير واللجوء والضحايا، تتنوع التفاصيل الكارثية لمليون لاجئ سوري اضطروا لمغادرة بلادهم هربا من أهوال الحرب المصحوبة بتيه جديد لآلاف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين تتوالى عليهم النكبات. وحسب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليبو غراندي فإن الحرب الدائرة في سوريا تسببت بتهجير نحو ثلاثة أرباع اللاجئين الفلسطينيين هناك من مخيماتهم، وهناك نحو 530 ألف فلسطيني سوري مسجلين في سجلات الوكالة بسوريا، نحو 70 إلى 80% منهم مهجّرون الآن بسبب النزاع السوري. وحسب منظمة الهجرة الدولية، تتركز وجهات هجرة الأفارقة إلى أوروبا من شمال القارة ووسطها نحو جنوب أوروبا, أما وجهة أغلب المهاجرين من شرق القارة فتتجه نحو اليمن. أما قارة آسيا فتشهد موجات من الهجرة بينية أو إقليمية, بينما يتركز اتجاه الهجرة السرية في الأميركيتين من أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي نحو الولايات المتحدة وكندا. وفي أقصى الجنوب تعد كل من أستراليا ونيوزيلندا وجهة لأعداد كبيرة من المهاجرين السريين من الدول الآسيوية، خاصة من إندونيسيا. قلق: ومع تنامي الظاهرة يتنامى القلق الأوروبي، فأوقفت فرنسا العمل مؤقتا باتفاقية “شنغن” لمنع دخول مهاجرين تونسيين من إيطاليا التي طالبت بدورها حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالاضطلاع بدور في التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، كما تم بناء أسلاك شائكة بين تركيا واليونان، وعقدت اتفاقية لتقاسم إيواء اللاجئين غير الشرعيين بين إسبانيا والمغرب. أما زعماء الاتحاد الأوروبي فشكلوا لجنة عمل خاصة للتعامل مع ملف “الهجرة السرية”، فاقترحت تلك اللجنة مراقبة فعّالة للحدود الخارجية للاتحاد، وتفعيل البنود المتعلقة بإرجاع المهاجرين إلى بلدانهم، وتحديد الطرق القانونية للوصول إلى أوروبا، وتعزيز التعاون مع البلدان التي تشكل مصدرا أو معبرا للمهاجرين، ومكافحة عمليات الاتجار بالبشر والتهريب والجريمة المنظمة.  لكن هذه الإجراءات تبدو احترازية ولا تشكل حجزا عند المنبع، فطالما ظلت أشباح الحروب والفقر والبطالة والاضطهاد تطارد الملايين من البشر، ستظل الهجرة قائمة ومصحوبة بكوارث ومآس إنسانية للمغلوبين على أمرهم حول العالم.

عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه وتعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” ﴿الحشر 8﴾ “للفقراء” متعلق بمحذوف، أي اعجبوا “المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون” في إيمانهم. وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه وتعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” ﴿الحشر 8﴾ “للفقراء المهاجرين” الذين هاجروا من مكة إلى المدينة ومن دار الحرب إلى دار الإسلام “الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم” التي كانت لهم “يبتغون” أي يطلبون “فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله” أي وينصرون دين الله “ورسوله أولئك هم الصادقون” في الحقيقة عند الله العظيم المنزلة عنده قال الزجاج بين سبحانه من المساكين الذين لهم الحق فقال “للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم”.

جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه وتعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” ﴿الحشر 8﴾ المراد بالمهاجرين هنا من هاجر مع رسول اللَّه صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وسلم‌ من مكة إلى المدينة رغبة في مرضاة اللَّه وثوابه وفي نصرة الإسلام والجهاد في سبيله، وهؤلاء هم أولى الناس بالزكاة لسبقهم وجهادهم ولفقرهم وحاجتهم، قال الطبري نقلا عن قتادة: (هؤلاء المهاجرون تركوا الديار والأموال والأهلين والعشائر حبا للَّه ورسوله، واختاروا الإسلام على ما فيه من الشدة حتى لقد كان الواحد منهم يعصب الحجر على بطنه ليقيم به صلبه من الجوع، ويتخذ الحفرة في الشتاء ما له دثار غيرها).. وما رأيت وصفا للصحابة أبلغ مما قاله الإمام زين العابدين عليه السلام  فيهم، وهو يدعو اللَّه سبحانه أن يشكر لهم صنيعهم، قال:”اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة وأبلوا البلاء الحسن في نصره وكاتفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس اللهم لهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك”. “أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” في ايمانهم وجهادهم قولا وفعلا.

وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله سبحانه وتعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” ﴿الحشر 8﴾ المراد بهم من هاجر من المسلمين من مكة إلى المدينة قبل الفتح وهم الذين أخرجهم كفار مكة بالاضطرار إلى الخروج فتركوا ديارهم وأموالهم وهاجروا إلى مدينة الرسول. وقوله: “يبتغون فضلا من الله ورضوانا” الفضل الرزق أي يطلبون من الله رزقا في الدنيا ورضوانا في الآخرة. وقوله: “وينصرون الله ورسوله” أي ينصرونه ورسوله بأموالهم وأنفسهم، وقوله: “أولئك هم الصادقون” تصديق لصدقهم في أمرهم وهم على هذه الصفات.

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه وتعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” ﴿الحشر 8﴾ السمات الأساسية للأنصار والمهاجرين والتابعين: هذه الآيات ـ التي هي إستمرار للآيات السابقة ـ تتحدّث حول طبيعة مصارف الفيء الستّة، التي تشمل الأموال والغنائم التي حصل عليها المسلمون بغير حرب، وقد أوضحت الآية المعني باليتامى والمساكين وأبناء السبيل، مع التأكيد على المقصود من أبناء السبيل بلحاظ أنّهم يشكّلون أكبر رقم من عدد المسلمين المهاجرين في ذلك الوقت، حيث تركوا أموالهم ووطنهم نتيجة الهجرة، وكانوا فقراء بعد أن هجروا الدنيا من أجل دينهم. يقول تعالى: “للفقراء المهاجرين الذين اُخرجوا من ديارهم وأموالهم (8) يبتغون فضلا من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله اُولئك هم الصادقون). هنا بيّنت الآية ثلاثة أوصاف مهمّة وأساسية للمهاجرين الأوائل، تتلخص بـ: (الإخلاص والجهاد والصدق). ثمّ تتناول الآية مسألة (ابتغاء فضل الله ورضاه) حيث تؤكّد هذه الحقيقة وهي: أنّ هجرتهم لم تكن لدنيا أو لهوى نفس، ولكن لرضا الله وثوابه. وبناءً على هذا فـ (الفضل) هنا بمعنى الثواب. و(الرضوان) هو رضا الله تعالى الذي يمثّل مرحلة أعلى من مرتبة الثواب. كما بيّنت ذلك آيات عديدة في القرآن الكريم، ومنها ما جاء في الآية 29 من سورة الفتح، حيث وصف أصحاب رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وسلم‌ بهذا الوصف “تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا” (الفتح 29). ولعلّ التعبير بـ (الفضل) إشارة إلى أنّ هؤلاء المؤمنين يتصوّرون أنّ أعمالهم قليلة جدّاً لا تستحقّ الثواب، ويعتقدون أنّ الثواب الذي غمرهم هو لطف إلهي. ويرى بعض المفسّرين (الفضل) هنا بمعنى الرزق، أي رزق الدنيا، فقد ورد في بعض الآيات القرآنية بهذا المعنى أيضاً، ولكن بما أنّ المقام هو مقام بيان إخلاص المهاجرين، لذا فإنّ هذا المعنى غير مناسب، والمناسب هو الجزاء والثواب الإلهي. كما لا يستبعد أن يكون المراد من (الفضل) إشارة للنعم الجسمية، و(الرضوان) هو إشارة للنعم الروحية والمعنوية، والجميع مرتبط بالآخرة وليس بالدنيا. ثمّ إنّ (المهاجرين) ينصرون المبدأ الحقّ دائماً، وعوناً لرسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وسلم‌ ولم يتوقّفوا في جهادهم بهذا السبيل لحظة واحدة (يرجى ملاحظة: أنّ فعل (ينصرون) بصيغة المضارع، وهو دليل على الإستمرار). ومن هنا يتّضح أنّ هؤلاء المهاجرين ليسوا من أصحاب الإدّعاءات الفارغة، بل هم رجال حقّ وجهاد، وقد صدقوا الله بإيمانهم وتضحياتهم المستمرّة. وفي مرحلة ثالثة يصفهم سبحانه بالصدق، ومع أنّ الصدق له مفهوم واسع، إلاّ أنّ صدق هؤلاء يتجسّد في جميع الاُمور: بالإيمان، وفي محبّة الرّسول، وفي التزامهم بمبدأ الحقّ. ومن الواضح أنّ هذه الصفات كانت لأصحاب الرّسول في زمن نزول هذه الآيات، إلاّ أنّنا نعلم أنّ أشخاصاً من بينهم قد فرّطوا بالنعم الإلهية التي غمرتهم، وسلكوا سبيل الضلال كالذين أشعلوا نار حرب الجمل في البصرة، وصفين في الشام، وحاربوا خليفة رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وسلم‌ الذي كان واجب الطاعة بإجماع المسلمين، وأراقوا دماء الآلاف من المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *