
الكاتب : فاضل حسن شريف
عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان: الهيئة المستقلة تشارك في ندوة احتفالية بمناسبة يوم التضامن العالمي 20 ديسمبر نظمتها الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع هيئات دولية: شاركت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان “ديوان المظالم” في الندوة الاحتفالية التي نظمتها الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان بمناسبة (اليوم العالمي للتضامن الإنساني) بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الإسكوا”. وجاءت مشاركة الهيئة في ورقة قدمها مديرها العام الدكتور عمار الدويك بعنوان، صون الأمن والسلم الدوليين يستند على التضامن في احترام وتعزيز قرارات الشرعية الدولية التزامات الطرف الثالث وفق القانون الدولي، أشار فيها إلى أن هناك مجموعة من القواعد في القانون الدولي تعتبر من الأهمية بمكان بحيث يقع على عاتق جميع الدول احترامها سواء كانت الدولة طرفا في النزاع الدولي ام لا وسواء تأثرت بشكل مباشر بالانتهاكات لهذه القواعد أم لا، ومن هذه القواعد تحريم العدوان، ضم ارض الغير بالقوة، الإبادة الجماعية، المخالفات الجسيمة لقواعد القانون الدولي الانسان، الفصل العنصري، والجرائم ضد الإنسانية، العبودية والاتجار بالبشر، وغيرها من القواع الآمرة في القانون الدولي. وأشار انه وفق قواعد القانون الدولي المستقرة في حال الانتهاك الجسيم والممنهج لقاعدة آمرة من قواعد القانون الدولي، يجب على الدول أن تتعاون من أجل إنهاء أي انتهاك جسيم، وأن لا تعترف أي دولة بشرعية وضع ناشئ عن انتهاك جسيم، وأن لا تقدم أي عون أو مساعدة للمحافظة على هذا الوضع. وفي هذا السياق أشار الدويك الى استنكار ما يجري من صفقات تطبيع مجاني مع الاحتلال الإسرائيلي وفتح الأسواق في بعض الدولي لمنتجات المستوطنات، في مخالفة جسيمة للالتزامات الواردة في القانون الدولي. أكد السيد سلطان الجمّالي المدير التنفيذي للشبكة العربية سعي الشبكة لتكريس التضامن بجميع أشكاله وعلى مختلف المستويات، مشدداً على إيمان المؤسسات الوطنية الأعضاء بالشبكة العربية بوحدة وعالمية مسيرة حقوق الإنسان، و بمبدأ عدم ترك أحد بالخلف، وهذا ما تمثل في خطط الشبكة الاستراتيجية وانفتاحها وتعاونها مع جميع أصحاب المصلحة في إطار عملها على تعزيز وحماية حقوق الإنسان في المنطقة العربية. من جانبه شدد السيد فريد حمدان ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان على أهمية التعاون مع الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان خاصة في هذه الأزمة الوبائية الخانقة للتأكيد على قيم حقوق الإنسان التي تستند على المساواة الكرامة والحقوق للجميع، مشيراً إلى أن يوم التضامن العالمي يمثل مناسبة هامة لتعزيز الحوار العالمي للقضاء على الفقر والجوع وتمتع الجميع بصحة جيدة كأحد محاور أهداف التنمية المستدامة. واعتبرت الدكتورة مهريناز العوضي مديرة مجموعة العدالة بين الجنسين والسكان والتنمية الشاملة في “الإسكوا” أن مفهوم التضامن العالمي يمثل أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب، كون التضامن العالمي أمراً بالغ الأهمية لتكريس التعاضد بين الشعوب لمكافحة الفقر وتقليص الفجوات التميزية، وبينت أن جائحة كورونا خلفت معضلات إنسانية واجتماعية واقتصادية عميقة في مختلف البلدان العربية تقديرات “الاسكوا” تشير إلى أن الدول العربية ستسجل 42 مليار دولار خسارة خلال العام 2020 وفقدان ساعات عمل ما يوازي 15 مليون وظيفة في الربع الثالث منه. وفي المحاور التي تضمنتها الندوة قدم الأستاذ فريد حمدان ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ورقة حول التضامن الدولي كوسيلة الأمم المتحدة في تحقيق أهدافها ومقاصدها. والسيد أكرم خليفة ممثل اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الإسكوا” ورقة عمل حول، اتجاهات الآثار الاقتصادية والاجتماعية للاحتلال الإسرائيلي على المرأة والفتاة الفلسطينية. وتطرق البروفيسور بوزيد الزهاري رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الجزائر رئيس اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان بجنيف لمفهوم التضامن الإنساني وحقوق الإنسان في مواجهة جائحة كوفيد 19. وقدم السيد غفار العلي المستشار القانوني للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان تعريفاً حول المؤتمر الدولي الذي ستنظمه الشبكة العربية مع شركائها في الدوحة بتاريخ 1-2/6/2021، حول: التضامن الدولي وخطة التنمية المستدامة للعام 2030-محورية الهدف 16 ” السلام والعدل والمؤسسات القوية”. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد حددت في قرارها 209/60 التضامن باعتباره أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين، وأعلنت 20 كانون الأول/ديسمبر من كل عام يوماً دولياً للتضامن الإنساني، والتزمت الحكومات في مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية بالقضاء على الفقر باعتبار ذلك حتمية أخلاقية واجتماعية وسياسية واقتصادية للبشرية.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز من قائل “إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ” وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ” (البقرة 271) ثم ذكر تعالى صفة الإنفاق ورغب فيه بقوله “إن تبدوا الصدقات” معناه أن تظهروا الصدقات وتعلنوها “فنعما هي” أي فنعم الشيء ونعم الأمر إظهارها وإعلانها أي ليس في إبدائها كراهة “وإن تخفوها” أي تسروها “وتؤتوها الفقراء” أي تعطوها الفقراء وتؤدوها إليهم في السر “فهو خير لكم” أي فالإخفاء خير لكم وأبلغ في الثواب. واختلفوا في الصدقة التي يكون إخفاؤها أفضل من إبدائها فقيل أن صدقة التطوع إخفاؤها أفضل لأنه يكون أبعد من الرياء بإخفائها وأما المفروض فلا يدخله الرياء ويلحقه تهمة المنع بإخفائها فإظهارها أفضل عن ابن عباس والثوري وكذا رواه علي بن إبراهيم بإسناده عن الصادق قال الزكاة بإخفائها المفروضة تخرج علانية وتدفع علانية وغير الزكاة إن دفعه سرا فهو أفضل وقيل الإخفاء في كل صدقة من زكاة وغيرها أفضل عن الحسن وقتادة وهو الأشبه بعموم الآية. “ونكفر عنكم من سيئاتكم” معناه ونمحو عنكم خطيئاتكم ونغفرها لكم ومن قرأ بالرفع فمعناه ونحن نكفر عنكم أو يكفر الله عنكم من سيئاتكم ودخلت من للتبعيض واحتج به من قال المراد بالسيئات الصغائر فأما على مذهبنا فأسقاط العقاب تفضل من الله فله أن يتفضل بإسقاط بعضه دون بعض فلولم يدخل من لأفاد أنه يسقط جميع العقاب وقال بعضهم أن من زيادة وقد يقال كل من طعامي وخذ من مالي مما شئت فيكون للتعميم والأول أولى ومما جاء في الحديث في صدقة السر قوله صدقة السر تطفئ غضب الرب وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وتدفع سبعين بابا من البلاء وقوله سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العدل والشاب الذي نشأ في عبادة الله تعالى ورجل قلبه يتعلق بالمساجد حتى يعود إليها ورجلان تحابا في الله واجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله تعالى ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لم تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه وقوله تعالى: “والله بما تعملون خبير” معناه أنه تعالى عالم بما تعملونه في صدقاتكم من إخفائها وإعلانها لا يخفى عليه شيء من ذلك فيجازيكم على جميعه.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز من قائل “إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ” وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ” (البقرة 271) الإبداء هو الإظهار، والصدقات جمع صدقة، وهي مطلق الإنفاق في سبيل الله أعم من الواجب والمندوب وربما يقال: إن الأصل في معناها الإنفاق المندوب. وقد مدح الله سبحانه كلا من شقي الترديد، لكون كل واحد من الشقين ذا آثار صالحة، فأما إظهار الصدقة فإن فيه دعوة عملية إلى المعروف، وتشويقا للناس إلى البذل والإنفاق، و تطييبا لنفوس الفقراء والمساكين حيث يشاهدون أن في المجتمع رجالا رحماء بحالهم، وأموالا موضوعة لرفع حوائجهم، مدخرة ليوم بؤسهم فيؤدي إلى زوال اليأس والقنوط عن نفوسهم، وحصول النشاط لهم في أعمالهم، واعتقاد وحدة العمل والكسب بينهم وبين الأغنياء المثرين، وفي ذلك كل الخير، وأما إخفاؤها فإنه حينئذ يكون أبعد من الرياء والمن والأذى، وفيه حفظ لنفوس المحتاجين عن الخزي والمذلة، وصون لماء وجوههم عن الابتذال، وكلاءة لظاهر كرامتهم، فصدقة العلن أكثر نتاجا، وصدقة السر أخلص طهارة. ولما كان بناء الدين على الإخلاص وكان العمل كلما قرب من الإخلاص كان أقرب من الفضيلة رجح سبحانه جانب صدقة السر فقال: “وإن تخفوها وتعطوها الفقراء فهو خير لكم” فإن كلمة خير أفعل التفضيل، والله تعالى خبير بأعمال عباده لا يخطئ في تمييز الخير من غيره، وهو قوله تعالى: “والله بما تعملون خبير”.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله عز من قائل “إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ” وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ” (البقرة 271) “إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ”. أي لا كراهية في اظهار الصدقة، ما دام القصد منها وجه اللَّه سبحانه.. سئل الإمام أبو جعفر الصادق عليه السلام عن الرجل يعمل الشيء من الخير، فيراه انسان، فيسره ذلك؟. قال: لا بأس، ما من أحد الا وهو يحب أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يصنع ذلك لذلك. “وإِنْ تُخْفُوها وتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُو خَيْرٌ لَكُمْ”. ليس من شك أن إخفاء الصدقة أفضل من ابدائها، لبعدها عن شبهة الرياء، وإظهار حاجة الفقير أمام الناس، وقد يكون في الإبداء مصلحة، كما لو كان مدعاة للأسوة والاقتداء، وعندها يكون الإبداء أفضل.. وقيل: إن إخفاء صدقة التطوع أفضل من ابدائها، وبالعكس الصدقة المفروضة، ولا نعرف حجة لهذا التفصيل، وحديث: (صدقة السر تطفئ غضب الرب) يشمل الواجبة والمستحبة، كما أن لفظ الفقراء في الآية يشمل الفقير المسلم، وغير المسلم، وقد أفتى الفقهاء بإعطاء الصدقة المستحبة لغير المسلم إذا كان محتاجا، لقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: (لكل كبد حرى أجر). “ويُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ”. من هنا للتبعيض، أي بعض سيئاتكم، وجئ بها، لأن الصدقة لا تمحو جميع الذنوب، وإنما تمحو بعضها. “واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”. وما دام اللَّه سبحانه يعلم السر، تماما كما يعلم الجهر، فالأفضل السر، لأنه أبعد عن الرياء الا إذا كان في العلانية مصلحة، كالأسوة والاقتداء، وان كثيرا من المخلصين يبالغون في إخفاء صدقاتهم، فيتبرعون للمشاريع الخيرية باسم بعض المحسنين.