ضياء الخليلي
بلا شك ان حدود الدول والمناطق تتغير حسب الظروف السياسية الدولية وتصبح امراً واقعاً يدافع عنها الانسان وتمس مشاعره فحدود العراق او اي بلد آخر في منطقتنا العربية والاسلامية بعد اتفاقية سايكس بيكو في مطلع القرن الماضي هي ليست نفسها حدود هذه الدول قبل سايكس بيكو صحيح ان جميع الدول في منطقتنا كانت تحت السلطنة العثمانية ولاتوجد حدود رسمية لكل دولة معترف بها دولياً كما هو اليوم لكن هناك حدود داخل السلطنة العثمانية لكل بلد من هذه البلدان وكان الشعور الوطني لكل مواطن من هذه الدول محدود ضمن تلك الحدود القديمة بعد سايكس بيكو اصبحت حدود جديدة لهذه البلدان وأصبحنا نقاتل من اجل هذه الحدود في حين ان هناك مناطق كانت ضمن حدودنا قبل سايكس بيكو اصبحت لاتهمنا في الشعور الوطني ومناطق لم تكن من ضمن حدودنا اصبحت بعد سايكس بيكو من ضمن وطننا الجديد اصبحت تمس مشاعرنا .
حتى على مستوى التقسيم الإداري المحلي لكل بلد هناك شعور محلي يتغير بتغير الحدود فبعض القرى والنواحي والأقضية كانت لهذه المحافظة وكانت تمسنا شعورياً لكن بمجرد ان اصبحت ضمن حدود محافظة اخرى اداريا ضعف التعاطف والانتماء لها .
اليوم التحالف الصهيو ترك امريكي يحاول انتاج شرق اوسط جديد بحدود جديدة وعندما تصبح هذه الحدود امراً واقعاً بمرور الزمن ومع الأجيال الجديدة سيكون الشعور الوطني مع الحدود الجديدة ولاتحرك لدينا اي منطقة من بلداننا الحالية اي تعاطف او شعور وطني عندما تُقتطع وتصبح دولة اخرى او ضمن دولة اخرى وهناك شواهد كثيرة فمثلا كانت الكويت ضمن حدود العراق قبل سايكس بيكو وكان اجدادنا سواء في العراق والكويت لديهم نفس المشاعر الوطنية تجاه بعضهم لكن عندما اصبحت الكويت دولة مستقلة بتعاقب الأجيال اصبح العراقيون لايكترثون للكويت والكويتيون لايكترثون للعراق وحتى إذا كان هناك تعاطف فهو بسيط والحال مشابه بالنسبة للأهواز حالياً هي ضمن الحدود الإيرانية ففي عصر اجدادنا كان امر العراق يهم الأهوازيين اما اليوم إذا تلتقي أهوازي فالعراق لايعني له شيئاً وهذا اثر الحدود والتقسيم التي اصبحت امراً واقعا على الارض تبعها امراً واقعا على الشعور الوطني .
سوريا ولبنان وفلسطين وحتى الاردن كانت تسمى بلاد الشام واكيد كان الشعور الوطني للمواطن الشامي هو نفسه في سوريا او لبنان او فلسطين بعد سايكس بيكو الامر اختلف اصبحت كل واحدة منها دولة لها حدودها ومشاعر شعبها الوطنية ضمن هذه الحدود ومن المؤكد عندما يتم تقسيم هذه الدول في المستقبل ضمن المشروع الصهيوني سيكون الانتماء الوطني للاجيال القادمة ضمن المُقسم الجديد وحتى في العراق قد يُطبق هذا الأمر وبوادره قد تكون ظاهرة اليوم فالمواطن من كردستان او الغربية لايهمه الجنوب العراقي صحيح لازال مواطن الجنوب يهمه كل العراق لكن إذا اصبح التقسيم الامريكي امر واقع في العراق ضمن حدوده الجديدة فمن المؤكد اجيال العراق الجنوبي سوف لايعنيها وطنياً وشعوريا العراق الشمالي او الغربي وكذلك الحال بالنسبة للعراقي الكردي او عراقي المناطق الغربية ستتجذر وطنيته ضمن حدوده الجديدة