download (2)

عدنان علامة

تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل فشل اعتراض الصاروخ اليمني.

الصاروخ خلف حفرة عميقة وتسبب في إصابة 30 شخصا وألحق أضرارا بالمباني.

كشف تحقيق لسلاح الجو الإسرائيلي عن إجراء عدة محاولات اعتراض فاشلة للصاروخ الباليستي الذي أُطلق السبت من اليمن وسقط في ملعب بتل أبيب، مخلفا 30 مصابا.

وإلى جانب الجرحى، تسبب الصاروخ في أضرار بعشرات الشقق في المنطقة.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، يوم السبت الَماضي إنه أجرى محاولات لاعتراض الصاروخ لكنها منيت بالفشل.

وفي تحقيق أولي، قال سلاح الجو الإسرائيلي إنه بعد رصد الصاروخ الباليستي تم تفعيل حالة التأهب في المنطقة الوسطى. وأضاف “تم إطلاق صواريخ اعتراضية في الطبقة العليا من الغلاف الجوي أخطأت الهدف خارج حدود إسرائيل”.

وتابع “في وقت لاحق، تم إطلاق صواريخ اعتراضية باتجاه الصاروخ، وهذه المرة في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي، والتي أخطأت الهدف أيضا”.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، يعمل نظام الدفاع الجوي في إسرائيل على شكل طبقات ويسمى “نظام الدفاع متعدد الطبقات”.

وأشارت إلى أنه في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي تعمل مصفوفتا آرو 2 وآرو 3، وفي الطبقة الوسطى تعمل مصفوفة مقلاع داود، بينما في الطبقة السفلية مصفوفة القبة الحديدية.

وأضافت “قبل سقوط الصاروخ في يافا، تم اختراق طبقتين من الدفاع الجوي، وهو ما توصل إليه تحقيق سلاح الجو”.

جانب من إخلاء المباني بعد سقوط الصاروخ اليمني في تل أبيب (الفرنسية)فرط صوتي

ونشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر المحاولات الفاشلة لاعتراض الصاروخ.

وقالت الإذاعة إنه تم إطلاق صاروخين اعتراضيين تجاه الصاروخ الحوثي، ولكنهما فشلا في اعتراضه وانفجرا في الجو، ثم سقط الصاروخ بعدها في منطقة يافا.

من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ تجاه وسط إسرائيل.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن الجماعة قصفت هدفا عسكريا في مدينة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي، ردا على القصف الإسرائيلي لليمن والمجازر المستمرة في قطاع غزة.

وصباح الخميس، شنت إسرائيل سلسلة غارات على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحُديدة المطلة على البحر الأحمر غربي البلاد، الواقعتين تحت سيطرة الحوثيين.

الصاروخ ألحق أضرارا بعدد من المباني (الفرنسية)

ثغرة خطيرة

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن ثغرة خطيرة في طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي المختلفة، قالت إنها تفسر الفشل في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية خلال الأيام الأخيرة الماضية.

وتحدثت عن سبيين قد يكون أحدهما وراء الفشل في اعتراض الصاروخ اليمني:

“الأول أن الصاروخ أطلق على مسار باليستي مسطح وربما من اتجاه غير متوقع، ولذلك لم ترصده أنظمة الإنذار الأميركية والإسرائيلية،، وتم اكتشافه متأخرا ولم يكن لدى الصواريخ الاعتراضية وقت للمناورة نحوه”.

“الثاني، وهو الأرجح، تمكُّن الإيرانيين من تطوير رأس حربي مناور، ينفصل عن الصاروخ في الثلث الأخير من مساره ويقوم بالمناورة -أي تغيير المسار والقيام بانعطافات تم برمجتها مسبقا- حتى يصل إلى هدفه المحدد”.

ومن المعروف أن إيران -التي لها علاقة قوية بجماعة الحوثي- تمتلك صواريخ ذات رؤوس حربية قابلة للمناورة مثل خيبر شكن وعماد4 والتي ضرب بعضها قاعدتي تل نوف (في رحوفوت/وسط) ونفاتيم (في النقب/ جنوب) الجويتين في الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وفق المصدر ذاته.

وإلى جانب الفشل الإسرائيلي تم فشل ذريع آخر لفخر الصناعة الأمريكية “منظومة ثاد” للتصدي للصواريخ اليمنية.

وقال المدير التنفيذي لمعهد واشنطن ومسؤول المناصرة في الكونجرس  الامريكي سيف المثنى في تدوينة على منصة (إكس): “الصاروخ الذي انطلق من  صنعاء، أصاب مؤخرًا تل أبيب هذه المرة”. مضيفاً: “وصل الصاروخ وتجاوز القبة  الحديدية ومنظومة ثاد الدفاعية”.

لقد نسفت التقنيات اليمنية المتواضعة الخبرات الحديثة والمتراكمة لأمريكا وإسرائيل لعقود في صناعة منظومات الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ الباليستية ووضعت مبيعات هذه المنظومات المستقبلية  والتي تقدر بتریلیونات الدولارات في مهب الریح.

لذا تنوي دول محور الشر شن عدوان كوني على اليمن  وقد أعلن عنه نتنياهو أمس بقوله: “مثلما تصرفنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، سنتحرك ضد الحوثيين – النتيجة ستكون نفس النتيجة”.

لذا ستكون المنطقة حتى نهاية هذا العام عل صفيح ساخن جدًا في اليمن وسوريا والاردن وإيران والعراق ولبنان والسعودية لإستكمال مشروع إسرائيل الكبرى تحت ستار مشروع الشرق الأوسط الجديد.

وإن غدًا لناظره قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *