انوار داود الخفاجي
شهدت موانئ العراق تحولًا نوعيا بعد اعتماد برنامج “سكودا” للأتمتة، الذي يهدف إلى استبدال المعاملات الورقية التقليدية بمنظومة إلكترونية حديثة. هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي الحكومة العراقية لتحديث البنية التحتية الاقتصادية، تعزيز الشفافية، وتحقيق التكامل مع المعايير الدولية.
أحد أبرز الآثار الإيجابية لاستخدام برنامج سكودا في موانئ العراق هو زيادة الكفاءة التشغيلية. المعاملات الورقية كانت تتسم بالبطء والتعقيد، مما يسبب تأخيرًا في تسليم البضائع ويؤدي إلى تكاليف إضافية على التجار.
مع برنامج سكودا، أصبح بإمكان الموانئ معالجة الوثائق والبيانات بشكل أسرع وأدق. تقنيات الأتمتة ساهمت في تقليل الزمن المستغرق لإنجاز المعاملات، مما أدى إلى تسريع عمليات تفريغ وتحميل البضائع، وبالتالي تقليل أوقات انتظار السفن في الموانئ.
ان النظام الورقي كان بيئة خصبة لظهور الفساد الإداري نتيجة للمعاملات اليدوية التي يمكن التلاعب بها. برنامج سكودا قلل من التدخل البشري في العمليات، حيث أصبح النظام الإلكتروني يسجل البيانات تلقائيًا ويحتفظ بسجل دقيق لجميع المعاملات.
هذا التطور ساعد في تعزيز الشفافية والحد من الممارسات غير القانونية مثل التلاعب بالرسوم الجمركية أو التزوير. كما أصبح بإمكان الجهات الرقابية تتبع العمليات بسهولة، مما يعزز الثقة بين المستثمرين والحكومة.
من خلال التحول إلى الأتمتة، تمكنت موانئ العراق من تقليل التكاليف التشغيلية بشكل كبير. عدم الحاجة إلى الورق، وتقليل الاعتماد على العمالة اليدوية في تسجيل البيانات، خفّض التكاليف التشغيلية وأدى إلى تحسين الكفاءة الاقتصادية.
في الوقت نفسه، أسهم النظام الإلكتروني في تقليل التهرب الجمركي وزيادة الإيرادات الحكومية. إذ يمكن للنظام تحديد القيم والضرائب بدقة استنادًا إلى البيانات المسجلة إلكترونيًا.
ان اعتماد برنامج سكودا جعل موانئ العراق أكثر توافقًا مع المعايير الدولية لإدارة الموانئ وسلاسل التوريد. الأتمتة عززت من قدرة الموانئ على العمل ضمن شبكات التجارة العالمية، مما جعل العراق وجهة أكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية.
بالإضافة إلى ذلك، تسهيل المعاملات وزيادة سرعة الإجراءات رفع تصنيف العراق في مؤشرات التجارة العالمية، مما يدعم الاقتصاد الوطني.
بالنسبة للتجار وشركات الشحن باتوا يستفيدون بشكل مباشر من النظام الإلكتروني الجديد. تقليل الإجراءات المعقدة والتواصل السريع مع الجهات المعنية جعل تجربة العملاء أكثر سلاسة. كما أن إمكانية متابعة حالة البضائع إلكترونيًا وفّرت راحة وشفافية أكبر.
ان التخلي عن الورق لصالح الأتمتة الإلكترونية يعكس التزام العراق بالمساهمة في حماية البيئة. تقليل استهلاك الورق والطاقة المستخدمة في العمليات التقليدية يعزز من التوجه نحو التنمية المستدامة.
وفي الختام تحول موانئ العراق إلى برنامج سكودا للأتمتة يمثل خطوة رائدة نحو تعزيز الكفاءة، الشفافية، والاندماج في الاقتصاد العالمي. بفضل هذا النظام، تمكنت الموانئ من تحسين الأداء التشغيلي، زيادة الإيرادات، وتحقيق تجربة أفضل للعملاء، مما يعزز من موقع العراق كمركز تجاري مهم في المنطقة. هذا التحول الإيجابي يؤكد أهمية الاستثمار في التكنولوجيا لتطوير القطاعات الحيوية ودعم الاقتصاد الوطني.