026c48c2-a0c8-4f9e-9b8e-fb6d8c647b17

مهدي قاسم

رغم القناعة والمعرفة السائدة عند اغلب متصفحي رواد صفحات التواصل الاجتماعي باحتمال وجود منشورات ملفقة و فيديوهات مفبركة ، بشكل شبه يومي ، فأنهم يصدّقون كل شيء يمر من تحت أنظارهم ..

طبعا ، الغاية من نشر هذا النمط والنوع من المنشورات والفيديوهات ، هي الترويج لأخبار و أحداث كاذبة وزائفة بغية خلق بلبلة و أجواء من عداء ، و صراعات سياسية أو مشاحنات طائفية هستيرية ، مما قد تنتج عنها مصادمات دموية ومجازر رهيبة ..
ومن هنا حتمية و ضرورة الانتباه والتيقظ والتحميص و التنقيب عن المصدر المؤكد والموثوق قبل الاقتناع وبناء الرأي و اتخاذ الموقف ..

ومع ذلك ، فهناك الكثير جدا من بين هؤلاء الرواد يصدق مثل هذه الأخبار و الفيديوهات الملفقة الزائفة ، بل ويرّوج لها ، الى درجة ، يكوّنون على ضوئها أراء خطيرة بعضها يدعو إلى الثأر و الانتقام من هذا الطرف أو ذاك ..
ومن المؤسف جدا ، أنه لو نظرنا إلى خلفيات المروّجين أو المشتركين فيها بتعليقاتهم ــ سواء بنوايا حسنة أو مقصودة ــ سنجدهم خليطا من كل فئات تقريبا ، : أي من ” عامة ” ، من ” جهلة ” ، من ” مثقفين ، أي كّتابا وشعراء و إعلاميين و ساسة فئويين ” طبعا فضلا عن طائفيين غلاة وحاقدين كبارا ــ من كل الأطراف …..
ومما يزيد الطين بلة : هو نية إدارة الفيسبوك في رفع الأشراف الرقابي عن الفيسبوك ، وهو الأمر الذي يعني نشر أي شيء بلا قيود او رقابة !.

غير أن لهذا الإجراء أمرين ، أحدهما إيجابي و ثانيهما سلبي في آن واحد :

الأول : التعبير الحر و المطلق عن الرأي والفكر والموقف ، بدون أية رقابة أو عقوبة ردعية كالحظر مثلا ، مثلما هو سائد الآن ..
الثاني : استغلال حرية الرأي هذه ، لأهداف و غايات و نوايا سيئة ومضرة بالمجتمع برمته ، و ذلك بهدف إثارة اجواء من الفوضى المنفلتة و الاضطراب والبلبلة ، قد تؤدي إلى صراعات اجتماعية مكوّناتية و مصادمات دموية ـــ مثلما أسلفنا آنفا ..
هذا دون أن نذكر منشورات و فيديوهات و صور تهدف إلى تهديم أواصر و بنية الأسرة والعائلات ، والترويج في الوقت نفسه لقيم نيو ليبرالية ـــ الجديدة المنحطة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *