عبد الامير العبادي
حينما تجد الانظمة الدكتاتورية والرجعية تتمادى في غيها بسلب ارادة وحرية الشعب وتستمر بسياستها لعقود ،اعرف انه لاخلاص البته ابدا من سلوكيتها اليومية والتأريخية لانها جبلت على نوع من السياسة سواء الاجرامية والفاشية
وعلية لاجدوى ابدا من رفع شعارات اصلاحية تتصور ان مد جسور الاصلاح مع هذه الانظمة كفيل بتحقيق مرادها
ولنا في تجارب الشرق الاوسط امثلة
هل الدعوات الى هذه الانظمة لاصلاح سياستها اتت أكلها ووعت قيادات دول هذه المنطقة من اصلاح نفسها من مصر الى الاردن والمغرب وسوريا وليبيا والعراق وايران وكذا بقية الدول والامر يمتد خارج هذه الدول
لقد حكم نظام البعث وصدام اربعة عقود حيث مارس القتل والموت والدمار والحروب ولم يصلح سياساته المتهورة تجاه شعبنا العراقي واغرق العراق بالدماء وانهى نسيجه المجتمعي وأفشل اقتصاده وخرج (بالقنادر )الاميركية ثم ترك العراق ضيعة تائهة بيد ايران تركيا ودول الخليج
وعجبي على بعض السياسيين الذين يطلون علينا عبر الفضائيات بخطاب اصلاح النظام القائم
الاصلاح خطاب وهمي خطاب الضعفاء او الانتهازيين او الجبناء اذ كيف يمكن اصلاح سلطة رجعية متخلفة فاسدة عميلة متنوعة الولاءات
سلطة فاسدة تركت الفساد دستورها الاصيل لتأتي بخطابات
وسياسة قمعية تتكأ على خطاب طائفي تستثمر فيه عواطف المجتمع عبر موروثها التأريخي المستمد من وصايا ما يسمى المراجع القديمة والحديثة
اسأل الاخوة الذين يدعون الى الاصلاح واقول اي اصلاح تطالبون به
ا قول ان الاصلاح يأتي من سلطة قدمت انجازات واخطأت حينئذ من الممكن مطالبتها بالاصلاح اما اذا كانت السلطة منذ ٢٠٠٣ كلها اخطاء من حكم برايمر ولحد هذه اللحظة دلوني كيف يتم اصلاحها
كيف يتم اعادة العلاقات الاجتماعية واعادة النسيج الجمعي المطرز بالطيبة كيف يتم اعادة المدن الى مدنيتها او الغاء الطائفية والعشائرية والثارات بين افراد المجتمع ومن يصلح الاف الشهادات المزورة او القضاء على المخدرات والفساد المعشعش في كل مفاصل الدولة كيف يتم الاصلاح وربابنة السفينة وقادتها هم انفسهم من يقود وهو الخراب بعينه
اذن اكررسؤالي سيما لبعض المحلليين عبر الفضائيات او المدنيون او اساتذة الجامعة الذين تصدح اصواتهم بالاصلاح
الا تجدون ان الثوب الممزق كلما اعدت خياطة اجزائه المفتوقة عاد ليمزق من جهة اخرى هذا هو حال هذا الوطن
لقد تمزق من الشمال الى الجنوب والشرق والغرب كيف اصلاح
الدولة التي تحكم من رجال الالقاب والبداوة والعقلية الرجعية الرثة لا ولم تبن هذا البلد بعد ان مضى على وجودهااكثر من اثنان وعشرون عاما وهي تمسك معاول التهديم
التغيير وحده وان طال كفيل باعادة العراق الى مجده وهذا لن يأتي الا بالتضحيات الجسام والفكر العلمي الثاقب المجردمن اشاراتنا السابقة ولعمري ارى ذاك يتجسد بالوعي وشحذ الهمم ويتحمل ذلك رجال الجيش الاشاوس والقضاء والنقابات ورجال الفكر والثقافةوهذه ارى انها ان وحدت خطابها جاء التغيير اليها مسرعا.