فاضل حسن شريف
جاء عن موقع الأمة العراقية عن ذكرى الانقلاب الأسود الذي أطاح بالزعيم عبدالكريم قاسم للكاتب نعيم الخفاجي: عبدالكريم قاسم حرر الفلاحين من عبودية النظام الإقطاعي الحقير، كان الإقطاعيين يسلطون الاشرار، يتم تنصيبه ( السركال)، مهنته تعذيب الفلاحين، إضافة عندما يأتي الإقطاعي، لتفقد الفلاحين، يسلط الخيزران على ظهور الفلاحين. علينا أن نتذكر ثورة الزعيم ويوم الانقلاب عليه، في مثل هذا اليوم الثامن من شباط عام 1963، قام حثالات البعثيين الأراذل، ومعهم بعض القوميين ولأسباب طائفية نتنة، بسرقة ثورة الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم محرر شرفاء العراق من عبودية الإقطاع والذل، ومحرر العراق من التحالفات الاستعمارية، بمثل هذا اليوم نجحت قوى الاستعمار في دعم حثالات البعثيين لتنفيذ أقذر عملية انقلاب عسكري جبان، بحيث وصلت الخسة والنذالة في المقبور عبد السلام عارف غدر بصديقه الزعيم عبدالكريم وقتله شر قتلة بدون اي رحمة. للأسف كان يفترض في عبدالكريم قاسم يسلح الناس لإفشال الانقلاب لكن شاء قدرنا البائس أن يقتل الزعيم، ويصل البعثيين للحكم وادخلوا العراق بحروب وصراعات داخلية، واعدامات وابادة طائفية وعرقية للأسف استمرت ليومنا هذا. عبر تاريخ البشرية، تكون نهاية القتلة أيضا يتم قتلهم، قتلة الإمام الحسين عليه السلام تم قتلهم بعد أستشهاد الإمام الحسين ع ببضع سنوات، نذكر بعض اسماء النكرات الذين شاركوا بقتل الزعيم الخالد، وكيف كانت نهايتهم، اولهم المجرم العقيد الركن عبد السلام عارف: مات في سقوط طائرة وتفحمت جثته، ولم يدوم له حكم العراق سوى ثلاث سنوات فقط، وهوس أهالي البصرة صعد لحم نزل فحم. المجرم صالح السعدي (امين عام القيادة القطرية لحزب البعث): وضع مكبلاً في طائرة يوم 13 تش2 1963 من قبل رفاقه البعثيين ونفي خارج العراق مات سكران، بعد إصابته بتشمع الكبد نتيجة الإدمان على تناول الكحول. العميد عبد الغني الراوي، ورغم مشاركته في قصف مقر وزارة الدفاع وذكر ذلك الحقير عبر قناة الجزيرة، إنه اتصل على عبدالكريم قاسم بالتليفون، يعني عبدالكريم كان يسمح للجميع في الاتصال به دون وجود موظفين بالمكتب، تأكد من وجود عبدالكريم قاسم في مبنى وزارة الدفاع وقام بقصف الوزارة بالطائرة التي كان يقودها، النتيجة اتهموه البعثيين في عمل انقلاب ضدهم، وهرب للسعودية، تجاوز على الشيخ محمد رضا شبيب الساعدي بعد الانتفاضة عام 1991، وقام بضربه بالقندرة السيد الدكتور حسن العلوي بسبب تجاوز هذا الطائفي الراوي على الشيخ الساعدي رحمه الله، صالح مهدي عماش (وزير الدفاع بعد الانقلاب) تخلص منه البعثيين بالسم، طاهر يحيى عاش بالذل بل واجبروه رفاق دربه البعثيين في تنظيف المراحيض ورأيت ابنه محمد كان ضابط برتبة ملازم دفاع جوي، قتل في كمرك السالمي قصفه طيار أمريكي في حرب تحرير الكويت، نقل لي تصرفات البعثيين مع عائلته. القذر احمد حسن البكر طرده عبدالسلام عارف، بعد مقتل عبدالسلام، عبدالرحمن عارف قربه بعد هلاك عبدالسلام، النتيجة غدر به وعمل انقلاب 17 تموز الأسود عام 1968، قرب صدام النتيجة صدام اذله وعزله واهانه وجعله اضحوكة، احضره صدام بالقندرة ليلقي خطاب إعلان الاستقالة من رئاسة الجمهورية عبر خطاب تلفزيوني، وقام صدام في إعدام الرفاق في قاعة الخلد، ووضع الرفيق ابو هيثم البكر في الإقامة الجبرية في داره ذليلا امر الطبيب أن يعطي ابو هيثم جرعة عالية من الأنسولين وطم عاره، حردان التكريتي تم اغتياله في الكويت من قبل السفارة العراقية في الكويت، المجرم الفريق ركن طه الشكرجي شارك بالانقلاب ضد عبدالكريم، وتلوثت اياديه في دماء الأكراد، اعدم مئات الضباط والجنود بسبب رفضهم قتل الأطفال والنساء الاكراد، واتذكر وقع اسيرا بحرب صدام العبثية ضد ايران، لأن صدام نصبه قائد في الجيش الشعبي، شاعر البعث شفيق الكمالي عدمه صدام مع ابنه، رغم ذيليته لصدام، في حكومة الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم كان الفنان يوسف العاني وبدر شاكر السياب يشتمون بالزعيم لأسباب مذهبية، بعد وصول البعثيين هرب السياب للكويت وصادروا بيته وعاش بالذل، أما يوسف العاني مسخوه البعثيين وحولوه.
ان الحاكم الذي يعفو عن ظالم نيابة عن اخرين بدون الاذن من شعبه فانه ابتعد عن شرع الله كما قال عز من قائل”وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ” (الانبياء 47)، و”الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ” (غافر 17)، و”يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا” (ال عمران 30). ان الله سبحانه وتعالى سوف يحاسب عبد الكريم قاسم على دماء الابرياء التي اسيلت بعد قتله عام 1963 من قبل نفس الذين عفا عنهم بعد محاولة اغتياله ومنهم الطاغية صدام. أن على عبد الكريم قاسم أن يسأل مناصريه هل يعفو عن من أرادوا اغتياله لان اي ضرر يصيبه سوف يصيب مناصريه، وهم غالبية الشعب العراقي في وقتها. بل بالعكس استمر في جعل الاعداء في مناصب امنية وعسكرية واستخباراتية حساسة، وهم الذين انقلبوا عليه. وهذا درس للحاكم بان لا يعفو عن مجرم الا بعد استشارة رعيته او اذا اعتقد ان رعيته لم يوافقوا على العفو، وأن لا يقرب من اعتدوا عليه ومناصريهم في مراكز امنية وعسكرية حساسة. والله سبحانه وتعالى طلب من الإنسان أن يتفكر ويستخدم عقله ولا يسير تحت العاطفة. فالحاكم الذي لم يتخذ من عبد الكريم قاسم عبرة له فيعفو عن المجرمين ويقربهم له فانه بذلك كالبهيمة لا عقل له كما قال الله سبحانه”أَفَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَو آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ” (الحج 46) حيث يرى بام عينيه ما حصل لعبد الكريم قاسم ويكرر الخطأ فانه اعمى القلب. وقال الله عز وجل”أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا” (الفرقان 44).
عن مجاهد، عن ابن عباس. واختار ذلك ابن جرير، رحمه الله تعالى. وقوله: “لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ” (المائدة 95) أي: أوجبنا عليه الكفارة ليذوق عقوبة فعله الذي ارتكب فيه المخالفة “عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ” (المائدة 95) أي: في زمان الجاهلية، لمن أحسن في الإسلام واتبع شرع الله، ولم يرتكب المعصية. وتفسير الآية واضح اولا ان فاعل الذنب في زمن الجاهلية وهو عن صيد الحيوان وليس الانسان”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ” (المائدة 95)، حيث لا زال تشريع الاسلام جديد غير واضح المعالم، واحسن اسلامه اي تحت المراقبة بحيث يتبع شرع الله والا لم يعفى عنه. اما عمل ذنب مع انسان فالآيات واضحة أن الله سبحانه قد يغفر له إذا تاب واعاد المظالم إلى أهلها بشرط عفو الناس عنه. قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (مَنْ كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلَّلْه منها، فإنه ليس ثمَّ دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه). فلا يستطيع أحد أن يعفو على الظالم نيابة عن المظلوم. وحاكم الدولة يمثل الشعب فهو عليه أن يستشير الشعب عند العفو على مجرم اذنب بحقه او حق الشعب طالما هو يحكم. فالاعتداء على الحاكم الممثل للشعب يعتبر اعتداء على الشعب نفسه. فالعفو يجب أن يصدر من الشعب نفسه وليس من الحاكم لوحده.
جاء في موقع عراقيبيديا عن عبد الكريم قاسم: بعد سقوط النظام عام 2003م : بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003م عاد اسم عبد الكريم قاسم ليبرز في الكثير من المحافل كقائد وطني وزعيم ومؤسس للدولة العراقية وانتشرت صوره في الكثير من البيوت والمكاتب وفي الشوارع وأقيمت له النصب والتماثيل في العديد من المدن العراقية كالبصرة في ساحة الزعيم عبد الكريم قاسم وبغداد في ساحة عبد الكريم قاسم حيث أقيم له تمثال من البرونز بالحجم الطبيعي بتبرعات جماهيرية ووضع التمثال في نفس المكان الذي تعرض فيه عبد الكريم قاسم لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1959م. ودخلت صوره ضمن أعلى نسب الإقبال والشراء في العراق وفق احدى استطلاعات الرأي التي أجرتها قناة العربية.وقد افتتحت الهيئة العامة للآثار عام 2009م وبمناسبة أعياد ثورة تموز 1958م قاعة في المتحف الوطني مخصصة للمقتنيات الشخصية الخاصة بعبد الكريم قاسم والهدايا التي تلقاها خلال فترة حكمه إضافة إلى الأسلحة التي كان يستخدمها ومجموعة من الصور النادرة له وبعض اصدارات الصحف وحوت القاعة كذلك على تمثالين له أحدهما من البرونز والآخر من المرمر للنحات خالد الرحال.
اذا كان قتل الصيد المتعمد له جزاء مثل ما قتل من النعم المماثلة كالعصفور فكيف بقتل انسان بتعمد الذي سيشمله قانون العفو العراقي جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ۗ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ” (المائدة 95) “يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حُرُم” محرمون بحج أو عمرة، “ومن قتله منكم متعمِّدا فجزاءٌ” بالتنوين ورفع ما بعده أي فعليه جزاء هو “مثلُ ما قتل من النعم” أي شبهه في الخلقة وفي قراءة بإضافة جزاء “يحكم به” أي بالمثل رجلان “ذوا عدل منكم” لهما فطنة يميزان بها أشبه الأشياء به، وقد حكم ابن عباس وعمر وعلى رضي الله عنهم في النعامة ببدنة، وابن عباس وأبوعبيدة في بقر الوحش وحماره ببقره وابن عمر وابن عوف في الظبي بشاة وحكم بها ابن عباس وعمر وغيرهما في الحمام لأنه يشبهها في العَبِّ “هديا” حال من جزاء “بالغ الكعبة” أي يبلغ به الحرم فيذبح فيه ويتصدق به على مساكينه ولا يجوز أن يذبح حيث كان ونصبه نعتا لما قبله وإن أضيف لأن إضافته لفظية لا تفيد تعريفا فإن لم يكن للصيد مثل من النعم كالعصفور والجراد فعليه قيمته، “أو” عليه “كفارةٌ” غير الجزاء وإن وجده هي “طعامُ مساكين” من غالب قوت البلد ما يساوى قيمته الجزاء لكل مسكين مد، وفي قراءة بإضافة كفارة لما بعده وهي للبيان، “أو” عليه “عدل” مثل “ذلك” الطعام “صياما” يصومه عن كل مد يوما وإن وجده وجب ذلك عليه “ليذوق وبال” ثقل جزاء “أمره” الذي فعله “عفا الله عما سلف” من قتل الصيد قبل تحريمه، “ومن عاد” إليه “فينتقم الله منه والله عزيز” غالب على أمره “ذو انتقام” ممن عصاه، والحق بقتله متعمداً فيما ذكر الخطأ.
جاء عن الكاتب ضياء المحسن: ان عفا الله عما سلف هو جزء من الآية 95 في سورة المائدة، وظاهر النص يتحدث عن العفو عمن ارتكب جرما بحق الناس، ثم عفا عنه الرسول الأكرم بأمر من الجليل الرحيم، لكن الآية لم تقف عند هذا الحد، فالباري عز وجل حاشاه أن يكون فعله وقوله مجزوء كما يفعل بني آدم، إذ يكمل النص بقوله سبحانه وتعالى: “ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو إنتقام”. وهنا إكتملت الصورة من خلال التهديد بعدم العودة مرة ثانية في إرتكاب نفس الجرم الذي تم ارتكابه في المرة السابقة. أقول فعليه الإنتقام من كل من سولت له نفسه أن يتلاعب بمصير البلد.
إن الله عز وجل يبين ان الحكم يصبح نافذ من حين نزول الآية وليس على ما مضى عقاب، فمن ذلك أنه عز وجل قال بعد التشديد على حرمة الربا”فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة 275) ومن ذلك قوله سبحانه بعد تبليغه حرمة الصيد في حال الإحرام: “عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام” (المائدة 95). كما أن الكافر إذا أسلم فإنه لا يأمر بتلافي ما قد سلف منه من عصيان الأوامر الإسلامية، و كما ورد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وآله: (إن الإسلام يجب ما قبله) أي بقطعه، فكأن الكافر يحيا حياة جديدة بعد إسلامه. ومن ذلك قوله تعالى: “قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف” (التوبة 7) و”عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ” (التوبة 43). وهذا هو الموافق للمنطق، لكي يطلع الناس على واجباتهم ويكونوا آمنين ومطمئنين ضمن حدود القانون.
يقول الدكتور عبد الحميد العباسي عن عفا الله عما سلف ان الآية تخص المغفلين أما الناس اليوم مُبَلغون وليسوا غافلين, مبلغون بواسطة الانظمة والقوانين والدساتير بما يجوز وما لا يجوز لهم فعله، فهم ليسوا عن الأحكام والحدود غافلين. لذا فالعفو عن اخطائهم وعدوانهم, يصبحُ غيرَ واردٍ. فالحكومة ليس لها ان تعفوا عمن اضرَّ بمواطنيها, بل العكس، الحكومة (المدعي العام) ملزمة بمقاضات المعتدي وانصاف المظلوم. اقول ان الدكتور العباسي وضع النقاط على الحروف فان الاية من ناحية العفو فتطبق على من كان في الجاهلية ولم يعلم بنزول الحكم، ولكن بعد تشريع القوانين الاسلامية فالخطأ يقابل بالانتقام من المخطئ لا ان يعفى عنه.