الوطنية والطائفية… الموضوعية واللا موضوعية

الشيخ عز الدين محمد البغدادي

اعتقد ان الطائفية يمكن ان تعد نوعا من المرض العقلي، لأنها تمنع الانسان من التفكير الموضوعي.. بينما الرؤية الوطنية هي رؤية موضوعية بصورة عامة، قادرة على تمييز المصلحة، ويمكن ان تتخذ مواقف تستند الى قاعدة معرفية واحدة.

وانا هنا عندما اتكلم عن الطائفية لا اقصد بالتاكيد الاحزاب الدينية الشيعية فقط، بل الشيعية والسنية معا. ولا اقصد بها الاحزاب الاسلامية فقط، بل وكذلك كثيرا من الاحزاب والتوجهات العلمانية التي وقعت في شراك الطائفية ايضا.

وكمثال على ذلك ما حدث في سوريا، فالطائفي السني يرفض حل حزب البعث في العراق ويرفض حل الجيش العراقي، لكنه يؤيد حلهما في سوريا. اما الطائفي الشيعي فهو على العكس يؤيد حلهما في العراق، ويرفض حلهما في سوريا.

اما الرؤية الوطنية فهي تحدد بشكل صحيح موقفها واهدافها، وترى ان الحل خاطئ في الحالتين.. شخصيا ورغم ان البعث العراقي الى الان لم يصدر موقفا للبراءة من جرائم صدام الا اني انتقدت قانون الاجتثاث في العراق لأسباب كثيرة بعضها دينية وبعضها سياسية وان كانت كلها ترجع الى موقف اخلاقي وقراءة واقعية. ورفضت كذلك التعذيب او الاهانة، او التصفيات التي حصلت دون حكم قضائي. ولنفس الاسباب ارفض ذلك في سوريا دون تمييز بين الحالتين، ودون تبرير لأحدهما. وهذا ما تقتضيه المروءة والشرف الانساني والدين والرؤية السياسية الواقعية دون تبرير ودون خداع للنفس.

عز الدين البغدادي

One thought on “الوطنية والطائفية… الموضوعية واللا موضوعية

  1. اجتثاث البعثيين والقوميين والاسلاميين والشيوعيين.. هو الحل لانقاذ العراق وسوريا..
    السموم الثلاث على مائدة السياسية العراقية والسورية.. هم هذا الثالوث المشاوم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *