ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم

تامر الزغاري

أزال الملكية وأسس الجمهورية وحكم 5 أعوام، هل هو دموي خائن دمر العراق أو بطل منقذ نصيرا للفقراء؟

صاحب ال47 لقب.

نشأته

هو عبد الكريم قاسم محمد بكر عثمان الزبيدي، ولد في المهدية في منطقة في بغداد في 1914/11/21م، ونشأ يتيما حيث توفي والده وهو طفل صغير، تخرج من المدرسة الحكومية عام 1931م وعمل مدرسا في المدرسة الشامية الإبتدائية، ثم انتسب للكلية العسكرية عام 1932م وتخرج منها عام 1934م.

دوره العسكري

شارك في الاضطرابات القبلية في منطقة الفرات الأوسط عام 1935م، وفي الحرب الأنجلو-عراقية عام 1941م، وأما أهم حرب فهي حرب فلسطين عام 1948م حيث برز فيها كقائد مميز وفي نفس الوقت نال شعبية بين الضباط الذين اعترضوا على سياسية الحكومة العراقية في حرب فلسطين، وخاصة حينما أتت أوامر مشددة تمنع الجيش العراقي من تحرير مدينة حيفا بعد أن خالف الجيش العراقي الأوامر سابقا وحرر مدينة جنين.

وصوله للحكم

بعد حرب فلسطين أسس تنظيم عسكري سري يدعي “تنظيم المنصور” وفي عام 1956م إتحد تنظيمه مع تنظيم أكبر وهو “تنظيم الضباط الأحرار”، وإستطاع أن يقود التنظيم الذي وصل به لحكم العراق بعد أن نفذ إنقلاب عسكري أدى لمقتل العائلة الملكية والملك فيصل الثاني في 1958/07/14م.

الإختلاف حوله

يعتبر عبد الكريم قاسم اكثر من قام بإحداث تغيير مفصلي في تاريخ العراق الحديث فقد قام بتغيير نظام حكمها من ملكي الى جمهوري وانسحب ذلك الى تغييرات اجتماعية واقتصادية وداخلية وخارجية.

ولكن اختلف حوله التقييم:

– بين من يراه بطلا و منقذا ونصيرا للفقراء ومحققا لحكم الشعب.

– وبين من يراه خائنا لقسمه دمويا مدمرا ادخل العراق الى الفوضى.

**** حيث من يراه بطلا يروا انه له إنجازات كثيرة منها انه:

– انهى النظام الملكي واسس النظام الجمهوري الاقرب الى الشعب.

– انحاز للفقراء حينما ألغي نظام الإقطاع وسن قانون الإصلاح الزراعي.

– انهى تبعية العراق لبريطانيا وانتزع الاراضي الممنوحة للشركات الأجنبية.

– حافظ على إستقلالية العراق وصنع زعامتها حيث حمى العراق من أن تكون تابعة لبريطانيا أو أمريكا أو الإتحاد السوفيتي، وكان زعيما ندا لجمال عبد الناصر الذي كان يسعى للسيطرة على جميع البلاد العربية.

– حكم حوالي 5 سنوات بنى خلالها بحسب إدعاء محبيه 25 مستشفى وآلاف المستوصفات، و 22 جسر و10 مدن سكنية، ووزع دورا سكنية للموظفين وللعمال من ذوي الدخل المحدود فأسهم في حل مشكلة السكن، وبُنيت أحياء سكنية للضباط وضباط الصف في جميع محافظات العراق، وبنى 2334 مدرسة و44 مصنع.

**** ومن يراه خائنا يعتبرون أنه:

– حنث بقسمه للملك فيصل الثاني وأنهى النظام الملكي الاكثر إستقرارا من النظام الجمهوري.

– أنهى النظام الملكي الذي كان له الفضل في إستقلال العراق وفي عمل أكبر بنية تحتية والذي خصص 70 بالمئة من إيرادات النفط للإعمار.

– دموياً إرتكب مجازر عديدة منها إبادة العائلة المالكة في قصر الرحاب وإعدام رفاقه في ساحة أم الطبول.

– كان إنعزاليا ضد وحدة البلاد العربية، فإنقلابه أدى لفك الوحدة الناشئة حديثاً بين العراق والأردن والضفة الفلسطينية فيما عرف بدولة (الإتحاد العربي الهاشمي) والذي كان الملك العراقي فيصل الثاني رئيسا لهذه الدولة الجديدة، وكذلك منع العراق من أن تتحد مع سوريا ومصر فيما عرف أنذاك بالجمهورية العربية المتحدة.

– أدخل الجيش في السياسة فإنتقل الجيش من الحدود الى القصور فدخلت البلاد في سلسلة انقلابات عسكرية كان عبد الكريم قاسم ضحية لإحداها، حيث إنتهى حكمه بعد أن تم الإنقلاب عليه ثم إعدامه في بغداد بتاريخ 1963/02/09م.

***** المصادر:

1) عبد الكريم قاسم البداية والسقوط، جمال مردان

2) العراق في عهد قاسم، أوريل دان

3) عبد الكريم قاسم وساعاته الأخيرة، أحمد فوزي

4) عبد الكريم قاسم لهفة المشتاق لبناء العراق، علي العكيدي

5) سقوط عبد الكريم قاسم، العميد خليل حسين

*****************

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *