images

كامل الدلفي

وعدونا بالديمقراطية والحرية والازدهار الاقتصادي والحضاري

و المعرفي، الا أن الديمقراطية لم تأت الى العراق ..  فهل أظلت الطريق ام  خطفها اللصوص ، ام مرضت  وما كان مرضها وفي أي مستشفى ترقد الان ؟ 

اسئلة لا تحصى عن مصير الديمقراطية، وعما منعها من الوصول إلى مؤسساتنا و مدننا وريفنا و شوارعنا و ضمائرنا . . أيعقل ان يكون الأمر برمته مجرد وهم لا غير ؟ 

– ربما..! 

تقفز الى ذهني اسطورة هندية   قديمة قيل انها اسطورة بوذية  عن

 ” ستة عميان وفيل “، هؤلاء العميان لم يشاهدوا أي فيل في حياتهم

 وطُلب منهم ان يقدموا وصفا له، فسُمح لهم ان يقتربوا منه، ويقوم   كل واحد منهم  بفحص جزء من جسم الفيل ، ليجمعوا كل تصوراتهم ويخرجوا بنتيجة معقولة :

لمس الأول الذيل، وقال: الفيل مثل الحبل.

لمس الثاني البطن، وقال: الفيل مثل الحائط .

لمس الثالث الناب،   فقال الفيل  خنجر كبير.

لمس الرابع الخرطوم، فقال الفيل  ثعبان.

ولما لمس الخامس إذن الفيل قال، الفيل مروحة

يدوية مصنوعة من الجلد. 

أما  السادس  لما لمس ساق الفيل قال، انه جذع شجرة.    

المغزى من الاسطورة ان وصف الجزء لا يعطي تصورا كاملا عن الحقيقة .. لذلك أن الديمقراطية تعني للعراقيين كثيرا مما لمسوه منها وباسمها   فهي تمثل لهم بوابة ما يأتي:

الاحتلال -الفساد – غياب الاستقلال و السيادة- 

تنمر الجزء على الكل -المخدرات – الاستهلاك – موت  الكهرباء- قمع الانتاج – الامية – السرطان -التلوث البيئي – الجفاف -التصحر – الارهاب – المحاصصة. -الفقر العام. ليس هذا فحسب، بل أن القائمة تطول، وجميع معطياتها تؤكد أن الديمقراطية في العراق  لاتعدو أكثر من كذبة اميركية انطلت علينا وصدقّنا بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *