المتقاعدون والحاكم الطاغية

حسن المياحي

نعم … ، وأجل … ، وبلى … لما يظلم الحاكم ويتفرد ويستبد وتأخذه نشوه الربوبية والإلوهية البشرية المجرمة ، فهو الطاغية الفرعون الهالك ، وأنه المتصور نفسه ، أنه ( أنا ربكم الأعلى ) كما أعلنها بكل تحد وطاغوت ، وبكل تجبر وتعفرت ، وبكل كفر وعصيان ، وبكل تجرؤ وإنفلات … ، فرعون النبي الرسول موسى عليه السلام …. ويعلنها كل حاكم طاغية ظالم تشبهٱ به ، وإنقيادٱ لشهواته ونزواته ومشتهياته ، وطاعة لغروره وسذاجته وسطحية تفكيره وضعف عقيدته التوحيدية الإلهية الجليلة ….

گول لا …..

 يظهر أن السيد محمد شياع السوداني — الذي تؤمل منه أن لا بكون كذلك —- لما صار رئيس مجلس الوزراء ، أنه قد رفع شعار {{ النيگروفيلي }} الذي يعني { فليحيا الموت } للمتقاعدين ….

حقيقة لقد أصبح السيد السوداني — قلعه الله من منصب رئيس مجلس الوزراء ، ورجع الى سابق عهده الشخص المؤمن المحب للفقير والمتقاعد والمحتاج —- العدو اللدود للمتقاعدين … !!!؟؟؟

حقٱ المنصب الأكبر من الشخص يغير عقيدة وتفكير وسلوك وأخلاق من يجلس على ذلك الكرسي الأكبر والأضخم لما يكون هو بجرمه أصغر منه ، وأنه هو الممتطى بدلٱ مما هو الذي يسيره بسيرة الحكام الصلحاء العدول ، الذين يزينون الكرسي والمنصب لما يقعد عليه حاكمٱ عادلٱ يخاف الله ويخشاه  ، وليس الكرسي والمنصب هما اللذان يزينانه ، ويغرناه أن يعلن إلوهيته وربوبيته فرعنة على شعبه ….

خذ من الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام أسوة ، وقدوة ، ومعلمٱ نبراسٱ مضيئٱ إقتفاء بعدله … ، وإستقامته … ، وسلوكه الرسالي النبوي الكريم ، الذي هو قد زان الخلافة عندما جلس على كرسيها يحكم بالحق ، ويدفع الباطل ، ويحكم بين الرعية بالسوية …. والحق يدور حيثما دار ويدور ، وتوجه ويتوجه، وقال ويقول ، وأمر ويأمر ، وعمل ويعمل ، وسلك ويسلم ، وتخلق ويتخلق ، علي عليه السلام ….

قاتل الله المنصب والكرسي لما يقودان المسؤول اللاكفوء واللابقدر ، ويجعلانه ويصيرناه عبدٱ لشهوات ورغبات نفسه الأمارة بالسوء لما يظلم الفقير والمستضعف من الناس والشعب العراقي ، كما هو حال المتقاعدين في العراق تحت حاكمية الطغيان البراجماتي الذاتي الفرعونية ….. الذي يبيع الشعب ويضحي به ويؤديه الى الحاجة والعوز ، والى الهلاك والموت … لما يفضل بقاء وجوده الحاكم الطاغي الظالم في المنصب على حساب معيشة الشعب والناس والمتقاعدين ، ولما يؤثر شهواته الذاتية ، ورغباته المصلحية الأنانية ، ونزعاته الشريرة بظلم الناس والشعب وبالخصوص المتقاعدين المستضعفين ….. ظانٱ أن المنصب والكرسي يدومان ويخلدان له …. ونسي ذلك الغافل الحكمة التي تقول { لو دامت لغيرك ، ما وصلت اليك …. } ، والمنصب والكرسي كلاهما ليس إلا محطة على الطريق ، المكوث فيها قليل زائل ، والحساب على التمتع بهذا القليل صعب عسير ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *