نعيم الخفاجي
قبل البدء نعزي شعب العراق بذكرى ولادة أقذر حزب طائفي شوفيني وهو حزب البعث، الذي صنعته الماسونية لتدمير شعب العراق وسوريا ولبنان، والذي يصاف يوم السابع من نيسان عام ١٩٤٧، الحمد لله سقط البعثيين بالعراق وسوريا ولم يبقى منهم سوى المقابر الجماعية واللآم.
قرأت بيان صدر من مجموعة من متزعمي فروع حركة الإخوان المسلمين بالعالم العربي والإسلامي، وكالعادة يسمون أنفسهم في علماء الأمة، اجتمعوا في تركيا يوم الجمعة الماضي، برعاية طيب أردوغان زعيمهم الروحي، واصدروا بيان دعوا شعوب العرب والمسلمين، إلى ما اسموه في النفير العام، بل ولم يكتفوا بمصطلح النفير، بل وطلبوا من أنصارهم مجاهدة اليهود وأقسموا في اغلظ الإيمان وطلبوا من قطعانهم ( في الزحف نحو سفارات الاحتلال الإسرائيلي وأميركا، من أجل محاصرتها، والرباط حولها، والاعتصام في الميادين العامة، دعما لغزة ومطالبة بوقف الحرب عليها،وأكد العلماء أنهم سيكونون في مقدمة الجماهير التي ستحاصر قنصلية الاحتلال ظهر يوم غد الأحد في إسطنبول).
ههههه شر البلية مايضحك، مر يوم أمس الأحد، ولم يحدث أي شيء في تركيا ولا غيرها، المتابع إلى فتاوى هذا الاتحاد، فتاوى تصب في صالح تنفيذ مشروع الإخوان الوهابي التكفيري، ولم تصدر أي فتوى من هذا الاتحاد بتبني قضايا العرب والمسلمين المحقة، بل هذا الاتحاد أصدر فتاوى في تدمير ليبيا وقتل القذافي وتدمير سوريا واليمن والعراق خدمة إلى مصالح استعمارية، فتاوى هذا الاتحاد البائس تنفذ مشاريع استعمارية.
لو تابعنا الاسباب الحقيقة لصدور هذه الفتوى، نجد هذه الفتوى صدرت، لصالح تركيا، ودعما إلى دويلة قطر، هذا الاتحاد لمشايخ الإخوان المتوهبين يعمل لصالح تركيا وقطر، بصراحة هذا، ليس اتحاد علماء، بل غرفة عمليات سياسية بعباءة دينية، لتنفيذ مشاريع استعمارية يستفيد منها طيب أردوغان ولو بجزء بسيط مثل ماحدث في سوريا.
شر البلية مايضحك، مقر اتحاد علماء الاخوان مقره بقطر، أصدر فتوى جهاد ضد اسرائيل في الوقت نفسه قطر تجري مناورات عسكرية مشتركة مع اسرائيل، ههههههههه.
بالأسبوع الماضي، تناقلت المواقع الخبرية، خبر مهم تم تسميته، في فضيحة قطر جيت، اضطرت حكومة قطر تصدر بيان، ( أن دولة قطر تدين بشدة التقارير التي تفيد بأن الدوحة قدمت أموالاً بهدف تقويض جهود مصر أو أي وسيط آخر مشارك في المفاوضات الجارية بين حماس وإسرائيل).
تصوروا قطر تتآمر على مصر خدمة لمشروع أردوغان الإخواني الذي يستهدف إسقاط نظام الجنرال السيسي، حتى يتم إسقاط بقية الأنظمة العربية، حال سقوط مصر، تسقط الأنظمة الخليجية، وفي الواقع على الارض، الأخوان الآن، وصلوا، لحكم الخرطوم، وسيط وسيطروا على غرب ليبيا في طرابلس الغرب، وفي حكم الصومال، ويحكمون اليمن الجنوبي، وتحت سيطرتهم البرلمان الأردني، وهم في تصاعد كبير في الجزائر ومو وموريتانيا والمغرب.
المفكر المصري سامح عسكر كتب بصفحته على منصة x ( من يُلاحظ أن فتوى ما يسمى(الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) بوجوب الجهاد ضد إسرائيل صدرت بعد فضيحة قطر جيت ؟ وبعد ضرب مطارات سوريا أمس؟
سكان غزة يتعرضون للإبادة منذ عام ونصف لم يحرك الاتحاد ساكنا، تركيا غضبت لقصف مطارات تي فور وحماة، وغضب القطريون من كشف فضيحة الرشاوى ضد مصر..، يبدو أن العلاقة بين إسرائيل وبين تركيا وقطر توترت، لذلك بدأوا في استخدام بعض أسلحتهم، ومنها السلاح الديني، والمعروف أن هذا الاتحاد جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وفي عمومه يأتمر بأمر الدولتين مثلما أفتى بالجهاد ضد الأسد بأمر مشابه).
ماتحدث به الاستاذ سامح عسكر يحتوي على الكثير من الحقائق في ارتباط هذا الاتحاد في أردوغان وقطر، واقولها وانا واثق من كلامي بنسبة مليار بالمائة، إن هذه الفتوى لا قيمة لها ولن يتفاعل معها احد حتى من أتباع هؤلاء المشايخ، بل نستطيع أن نسمي هذه الفتوى في ( الفسوة)، غالبية أنصار التنظيمات الاخوانية التكفيرية يخشون رد اسرائيل، بل ويحاولون كسب ود ورضا نتنياهو، لإن أنصار الإخوان لديهم انطباع انهم غير قادرين على مواجهة اسرائيل، لذلك سوف يسقطون الفتوى بعدم القدرة على المواجهة.
احد المعلقين كتب التعليق التالي( عندما يتبول الحكام على شعوبهم يأتي دور رجال الدين ليُقنعوا الشعوب بإنها تُمطر!!! أنا ارى ان هذه الفتوى التي صدرت من مجلس حاخامات الأمة هدفها رفع الحرج عن حكوماتهم).
لذلك فتوى الجهاد ضد إسرائيل ظهرت فجأة بعد فضيحة قطرجيت وقصف مطارات سوريا، التي أراد أردوغان نشر قواته المحتلة في هذه المطارات السورية، التي قصفتها إسرائيل.
فتوى مجاهدة اسرائيل كذبة، والغاية استعمال هذه الفتوى كأوراق ضغط يستخدمها أردوغان للضغط على نتنياهو لعله يسمح له في السيطرة على كل سوريا، لذلك هذا الاتحاد مجرد أداة بيد قطر وتركيا، يحرّك هذا الاتحاد الخلافات السياسية مابين أردوغان واسرائيل، فتوى اتحاد العلماء لاقيمة لها بل كانت هذه الفتوى مجرد ( فسوة) مجرد ريحة كريهة، الفتوى اسمها جهاد اسرائيل، لكن الواقع على الأرض نتنياهو نكح كبيرهم وصغيرهم، ورغم أنف أردوغان سوف يقبل في مشاريع اسرائيل في سوريا، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
7/4/2025