اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 47)

الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قال الله تعالى عن اليهود “وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ” كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ” فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ” (البقرة 113) “وقالت اليهود ليست النصارى على شئ” معتد به وكفرت بعيسى “وقالت النصارى ليست اليهود على شئ” معتد به وكفرت بموسى “وهم” أي الفريقان “يتلون الكتاب” المنزل عليهم، وفي كتاب اليهود تصديق عيسى، وفي كتاب النصارى تصديق موسى والجملة حال، “كذلك” كما قال هؤلاء “قال الذين لا يعلمون” أي المشركون من العرب وغيرهم “مثل قولهم” بيان لمعنى ذلك: أي قالوا لكل ذي دين ليسوا على شئ، “فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون” من أمر الدين فيدخل المحقُّ الجنة والمبطل النار.. قوله سبحانه “وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ” قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ” وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ” مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ” (البقرة 120) “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملَّتهم” دينهم، “قل إن هدى الله” أي الإسلام “هو الهدى” وما عداه ضلال، “ولئن” لام قسم “اتبعت أهواءهم” التي يدعونك إليها فرضاً “بعد الذي جاءك من العلم” الوحي من الله “مالك من الله من ولي” يحفظك “ولا نصير” يمنعك منه. قوله عز وعلا “وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ” قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ” بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ” يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ” وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ” وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ” (المائدة 18) “وقالت اليهود والنصارى” أي كل منهما “نحن أبناء الله” أي كأبنائه في القرب والمنزلة وهو كأبينا في الرحمة والشفقة، “وأحباؤه قل” لهم يا محمد “فلم يعذبكم بذنوبكم” إن صدقتم في ذلك ولا يعذب الأب ولده ولا الحبيب حبيبه وقد عذبكم فأنتم كاذبون، “بل أنتم بشر ممن” من جملة من “خلق” من البشر لكم ما لهم وعليكم ما عليهم، “يغفر لمن يشاء” المغفرة له “ويعذب من يشاء” تعذيبه لا اعتراض عليه، “ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير” المرجع. قوله جل جلاله “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ” بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ” وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (المائدة 51) “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء” توالونهم وتوادونهم “بعضهم أولياء بعض” لا تحادهم في الكفر، “ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم” من جملتهم، “إن الله لا يهدى القوم الظالمين” بموالاتهم الكفار.

جاء عن مركز الرصد العقائدي هل اليهود يعودون إلى بني إسرائيل أو هم بنو إسرائيل؟ للسيد رعد المرسومي: رابعًا– اليهودُ في القرآنِ، وإقترانُ ذكرهم بالنّصارى: بالعودةِ إلى الآيةِ الكريمةِ التي تطرّقنا إليها في نهايةِ الفقرةِ السّابقة: “فآمنَت طائفةٌ مِن بني إسرائيل وكفرَت طائفةٌ فأيّدنا الذينَ آمنوا على عدوّهم فأصبحوا ظاهرين” (الصفُّ 14)، نستدلُّ أنّ مجموعَ مَن آمنَ بالسيّدِ المسيحِ ساعةَ رفعِه إلى السّماءِ، كما وردَ في تفسيرِ الآيةِ السّابقة، 12 شخصاً فقط، ثمَّ أخذَت الرّسالةُ المسيحيّةُ بالأنتشارِ على يدِهم في بقاعِ العالمِ القديم. والملفتُ هو إجتماعُ اليهودِ مع النّصارى في غالبيّةِ الآياتِ القرآنيّةِ اللاحقةِ، وتبنّيهم نفسَ التوجّهاتِ الفكريّةِ والدينيّةِ كتلكَ التي تدّعي أنَّ اللهَ له ولدٌ، أو أنّهم (اليهودُ والنصارى) أبناءُ اللهِ وأحباؤه، أو عدمُ رضاهِم عن الرّسولِ إذا لم يتّبِع ملتَهم وغيرها منَ التوجّهاتِ، وقبلَ إستعراضِ آياتِ اليهودِ، نودُّ توضيحَ نقطةٍ، هيَ أنَّ اللهَ تعالى يخاطبُ اليهودَ في جميعِ تلكَ الآياتِ بصفتِهم عصاةً وكفّاراً فقط، بخلافِ خطابِه لبني إسرائيل، الذينَ بيّنَ اللهُ تعالى في الكثيرِ منَ الآياتِ تفضيلِهم على عالمي زمانِهم، وتحليلِ الطيباتِ لهم، وعدمِ تعميمِ الأحكامِ عليهم، وكانَ اللهُ تعالى يضربُ للمسلمينَ الأمثلة مِن بني إسرائيلَ، في الطاعةِ والمعصيةِ على حدٍّ سواء. وثماني آياتٍ ذُكرَ بها اليهودُ في القرآنِ الكريم، منها سبعةٌ مقترنةٌ بالنّصارى: 1. “وَقَالَتِ اليَهُودُ لَيسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيسَتِ اليَهُودُ عَلَى شيء” ﴿البقرة 113﴾، توضّحُ هذهِ الآيةُ مدى النظرةِ الدونيّةِ التي ينظرُ بها كلٌّ منَ اليهودِ والنّصارى بعضُهم لبعضٍ، فاليهودُ لا يعترفونَ بوجودِ شريعةٍ ذاتِ قيمةٍ عندَ النّصارى، والعكسُ كذلك. 2. “وَلَن تَرضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم” ﴿البقرة 120﴾ 3. “وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحنُ أَبنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُل فَلِمَ يُعَذِّبُكُم” ﴿المائدة 18﴾ 4. “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَولِيَاءَ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ” ﴿المائدة 51﴾، 5. وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغلُولَةٌ غُلَّت أَيدِيهِم وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا” ﴿المائدة 64﴾، في هذه الآيةِ ينعتُ اليهودَ ربّ العالمين بالبخل، فألقى عليهم لعنته، كما نشرَ بينهم العداوة والبغضاءَ إلى يوم القيامة. 6. “لتجدنّ أشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقرَبَهُم مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنهُم قِسِّيسِينَ وَرُهبَانًا وَأَنَّهُم لَا يَستَكبِرُونَ” ﴿المائدة 82﴾، هذه هي الآية الوحيدة تفرّق بشكل واضح بين اليهود والنصارى في تعاملهم مع المؤمنين. 7. “وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابنُ اللَّهِ” ﴿التوبة 30﴾. 8. “مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُسلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشرِكِينَ” ﴿آل عمران 67﴾، حقيقةً، إنَّ هذهِ الآيةَ الكريمةَ، وعلى الرّغمِ مِن ذكرِها المُتكرّرِ في مناسباتٍ عدّة، إلّا أنّنا نعتبرُها مِن أشدِّ الآياتِ وضوحاً على أنَّ اليهودية لا تمتُّ بصلةٍ لدينٍ سماوي، والنصرانيّةُ بالطبعِ، أمّا آيةُ “وَآتَينَا مُوسَى الكِتَابَ وَجَعَلنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسرَائِيلَ ﴿الإسراء 2﴾، فلا يوجدُ فيها ما يشيرُ لليهودِ أو اليهوديّة، كونَها توضّحُ أن الكتابَ الذي آتاهُ اللهُ لموسى (التوراة) لم يكُن لطائفةٍ إسمُها اليهودُ أو لديانةٍ إسمُها اليهوديّة، بل هدىً لـ “بني إسرائيل” وليسَ لمجموعةٍ أخرى.

جاء في موقع سكاي نيوز عربية عن المسجد الأقصى شاهد على تاريخ يمتد لآلاف السنين: أهمية القدس لأصحاب الديانات الثلاثة: مدينة القدس ليست فقط ذات أهمية تاريخية، إنما ذات أهمية دينية على مر التاريخ للمسلمين والمسيحيين واليهود. بجانب المسجد الأقصى وأهميته الدينية لدى عموم المسلمين، فهناك بالتحديد داخل الحي المسيحي توجد كنيسة القيامة، التي تتمتع بأهمية خاصة لدى المسيحيين في كل أنحاء العالم، إذ يعتقد البعض أن المسيح عليه السلام صلب هناك وقبره متواجد داخل الكنيسة والتي يتصادف أنه من هناك بعث في الناس. أما بالنسبة إلى اليهود تتمثل أهمية المدينة لوجود حائط المبكى الذي يعتقد اليهود أنه ما تبقى من هيكل النبي الملك سليمان، وهو أكثر المواقع قدسية لدى اليهود. كما يعتقد اليهود أنه الموقع الذي كان سيضحي فيه النبي إبراهيم بابنه إسماعيل.

جاء في موقع براثا عن الشيخ عبد الحافظ البغدادي: وعند الامم اماكن مقدسة لأنها وقع فيها نزول الرسالة او ان الله كلم رسول معين.”فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى” (طه 11-12). عن ابن عباس: قوله “إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى” (طه 12) يعني الأرض المقدسة، وذلك أنه مرّ بواديها ليلا فطواه، يقال: طويت وادي كذا. عن الأرض المقدسة للكاتب محمد وناس: (الارض المقدسة). يشير هذا المصطلح في الديانة المسيحية واليهودية الى ارض فلسطين، في هذه الارض اجتمعت كل الاديان الإبراهيمية وفيها تركت فيها ارثها.بداء من الناصرة وبيت لحم (الضفة الغربية) وكنيسة المهد، مرورا بطريق الجلجلة. وما تشكله هذه الرمزيات من تراث كبير في الديانة المسيحية قد يصل الى ان كل ما تحمله المسيحية قائم على هذه الرمزيات.مملكة داوود وحكايات معبد سليمان الى جدار المبكى (حائط البراق)، مرورا بكل هائل من الروايات التوراتية المشبعة بحكايات من هذه الارض المقدسة جعل اليهودية كدين مرتبط ارتباط وثيق بهذه الارض. بيت المقدس وقبة الصخرة. والاسراء والمعراج، الى القصص القرآني المشبع بذكر هذه الارض الى حد تكاد لا يخلو جزء من القراءن من ذكرهاثم الخليل وقبر نبي الله إبراهيم عليه السلام وارتباط هذه الاديان الثلاثة بإبراهيم عليه السلام. مع سيل من الأنبياء مقدسين عن الجميع عاشوا على هذه الارض ومازالت اثارهم موجود فيها الى اليومكل هذا مضاف الى كم هائل من الرمزيات والاثار اخرىالتي تركتها هذه الاديان الثلاثة، واختلاط هذه الرمزيات بين الاديان جعل من هذه الارض بصدق ارض مقدسة لدى الجميع.واعطى لجميع اتباع هذه الايان حق فيها مثل ما للأخرين، وبنفس الوقت اعطت ذريعة لكل غازي طامح وطامع ان يستخدم هذهالرمزيات لادعاء الحق في ملك هذه الارض وفرض سلطته عليها واعطاءها الصفة التي يشاء.الصليبيون وفرسان الهيكل وحروبهم التي استمرت 400 عام خلفت الموت والقتل ليس في ارض فلسطين فقط بل امتدت الى كل اطراف الشرق الاوسط وحتى اوربا.

جاء في الحديث (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل). وجاء في الحديث الشريف: يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني اسرائيل، الائمة بعدي اثنا عشر. قوله عز وجل”ولقد أخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا” (المائدة 12) عن ابن عباس وجابر الأنصاري قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ان عدد الائمة بقدر عدد نقباء بني اسرائيل أولهم علي بن ابي طالب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *