بالأسرار :-كيف عاد “مصطفى الكاظمي”إلى بغداد؟

سمير عبيد

١-وصلتني رسائل كثيرة واتصالات كثيرة من العراقيين في الداخل والخارج ومنذ عودة رئيس الحكومة العراقية السابق السيد مصطفى الكاظمي إلى بلده العراق .وجميعهم يريدون تفسيراً لعودته ورأينا في هذا الموضوع . والحقيقة لزمت الصمت وانا اتفرج واقرأ آراء وتصريحات المرتجفين والخائفين من عودة الكاظمي من جهة ،وأتابع وأقرأ تصريحات وآراء المتفائلين وحتى آراء الانتهازيين وقناصي الفرص من جهة اخرى .علما ان الكاظمي زميلا لنا منذ فترة المعارضة .ومن ثم خصماً لي عندما ورطه حيدر العبادي” رجل الصدفة وسوء القدر ان يكون رئيس حكومة جمهورية العراق” ليقوم جهاز المخابرات العراقي باعتقالي وتغييبي لسبعة اشهر ونصف بتهم كيدية فصلها العبادي ومدير مكتبه ابو الشون وزمرة داخل مكتبه “نحتفظ باسمائهم”واستاذ جامعي جبان و معتوه وانتهازي تقرب من العبادي حينها. ولله الحمد برأني القضاء العراقي الموقر من تهم العبادي ومكتبه وزمرته( والضحية لن تنسى جلاديها)بإذن الله.

٢-وعندما أصبح الكاظمي رئيساً للحكومة ورئيسا للوزراء مباشرة اتصل بي وقدم اعتذارات متلاحقة لما قام به جهاز المخابرات برئاسته ضدي( وكان صادقاً في اعتذاراته لاني اعرفه منذ فترة المعارضة رجل غير عدواني، ورجل مؤمن يثقافة ومشروع التسامح ) ولا انكر ان الرجل دعمني بتسهيل معاملاتي ودعمني لأعود مثلما كنت بعد صدمة الاعتقال ثم الخطف وترويع اسرتي ولازال الرجال يسأل ويتابع احوالي واحوال اسرتي ولازال يقول(اشعر بالالم والذنب امامك)وانا اقول له باستمرار يكفيك فخرا اصبحت رئيس حكومة وحرصت على ان تدق بابي معتذرا (وهذه فروسية، وتصرفات رجال دولة، ووفاء منك لأننا كنا رفاق بخندق واحد ضد نظام صدام) ولم يفعلها الاخرين لانهم لايمتلكون تلك الخصال والقيم الحميدة!

#أسرار عودة الكاظمي!

١-نعم صدق السيد الكاظمي عندما قال (كنت على التل مراقباً مايدور في بلدي العراق والمنطقة ولكني لم اتخلى عن السياسة وعن العمل الوطني).وانا شخصيا تكلمت معه وأكثر من مرة خلال فترة مكوثه خارج السلطة ان يعود وكان يقول لي (دعني على التل اراقب المشهد حاليا) .وبالمناسبة وهذا سر كنت اعرفه انه كان يزور عواصم عربية واقليمية وحتى دولية بدون ضجة لدعم تحسين الظروف السياسية في العراق وتحسين ظروف العراقيين.ويساعد عائلات متعففه.

٢-تتذكرون عندما زار السيد محمد شياع السوداني لندن بدون مقدمات وحتى رفاقه في الاطار استغربوا . ولكني كنت اعلم لماذا ومادار ؟

لقد زار السوداني لندن بترتيب بين زعيم سياسي رفيع “شيعي” ومع السفارة العراقية في لندن بشخص سفيرها السيد جعفر الصدر ليكون هناك لقاء بين السوداني والكاظمي بحضور جعفر الصدر وقيادي مقرب من الزعيم الشيعي (وبالفعل حصل اللقاء ) … وهذا يعني انهم ذهبوا إلى السيد الكاظمي لينزل من التل وليس هو الذي جاء لهم ( لكي يعرف الشعب العراقي الحقيقة).وحصل الاجتماع توازياً مع ترتيب من قبل السوداني وذلك الزعيم مع شخصية أميركية رفيعه لديها علاقات واسعة مع مستشاري ترامب وكان الاتفاق ان يرتب لهم لقاءات مع مستشار او اكثر من مستشار في ادارة ترامب ( والرجل نعرفه وبالفعل هو متمكن)

٣-فخلال اللقاء في لندن بين (السوداني والكاظمي وشخصية شيعية تابعة لزعيم شيعي وبحضور السفير جعفر الصدر الذي يجب ان يكون مرادف للسوداني كونه رئيسهُ وهو زائرا إلى لندن مكان عمل السفير الصدر)تم الاتفاق على تشكيل وفد يتكون من ( الكاظمي والشخصية الشيعية المقربة من الزعيم الشيعي وشخصية ثالثة ) وطبعا هنا طلب الكاظمي اختيار شخصية غيره ولكنهم اصروا ان يكون هو بالوفد وهو رئيس الوفد والمحادثات.ولكن الذي حصل نعرفهُ ولكن (نمتنع عن الخوض فيه الآن )!

#الخلاصة !

١-الكاظمي ليس أسم عابر لكي يستنكر البعض عودته إلى بغداد. فهو كان رئيس الحكومة العراقية سواء رضوا ام رفضوا وهذه حقيقة يعرفها الشعب والمنطقة والاقليم والعالم .

٢- الكاظمي تفوق على جميع رؤساء الحكومات العراقية وعلى جميع الزعماء في الطبقة السياسية وخلال ( سنة ونصف فقط) بحيث تمكن من كسر حاجز اعتقال العاصمة بغداد ومنعها من التواصل مع العرب والعالم .فجعل بغداد حرة طليقة و قبلة للعرب وقادة المنطقة والاقليم والعالم .وجعل بغداد يقترن اسمها بورش ومبادرات ومؤتمرات كبيرة. وجعل العراق يتصدر نشرات الأخبار العالمية بالإيجاب . وبفترة الكاظمي تراجع العنف والجريمة وتراجع احتقان الشارع العراقي .وبفترة الكاظمي كان جهاز المخابرات العراقي يضرب بقوة بحيث تمكن من الوصول إلى عدد من قادة داعش وقتلهم واعتقال الآخرين ،وبفترة الكاظمي كان جهاز المخابرات العراقي يلاحق الدواعش والارهابيين في تركيا وسوريا ولبنان ودول اوربية ويسجل نتائج كبيرة.وكانت سمعة الجهاز اقليميا ودوليا جيدة .

٣-وحتى المستشارين الذين وضعهم الكاظمي وعابوا عليه كثيرا وكانوا يعيرون به الكاظمي فهم افضل من مئات المستشارين الذين وضعهم السوداني واحزاب الاطار .ولم يعطي الكاظمي رواتب ومنح علنية للجيوش الإلكترونية ولم يعطي اسلحة ولا وهواتف آيفون وعباءات غالية الثمن مثلما فعل السوداني اخيرا !

٤- الكاظمي اول رئيس حكومة يترك في العراق في خزينة الدولة ٩٠ مليار دولار كاش ، و١٣٩ طن ذهب ، و٢٥ مليار دولار اموال الامن الغذائي ( والتي تبخرت طبعا )بحملة شيطنة الكاظمي ومساعديه ومستشاريه .وسرقة القرن هو الكاظمي الذي اخبر القضاء بها وعليها وليس جماعة الاطار .ومشروع المجسرات الانقاذية في بغداد هي خطة الكاظمي ولكن ليس بهكذا تصميم وبكلف مالية معقولة. وليس الكلف المليارية التي وضعتها حكومة السوداني وبطريقة شوهت العاصمة بغداد ولم تحل مشكلة الاختناقات!

٥-ويبقى الكاظمي ليس من جماعة الاسلام السياسي. ورجل ليبرالي وطني لا يمتلك حزب. ومقبول ( اميركيا وإيرانيا وخليجيا وتركيا ) وهذه الصفة لم يصلها اي رئيس حكومة عراقية وحتى الساعة.

٦-الكاظمي لا يؤمن بالعنف السياسي ولا يؤمن بالشعارات والعنتريات. ولهذا انقذ بغداد والعراق عدة مرات عندما ارادوا جماعة الاطار والمليشيات جر الكاظمي لذلك ولكنه لم يفعلها وابقى بغداد امنة وسالمة . وكان الرجل يتجول بين الناس بالمحلات والمطاعم ولن يجرؤ غيره على ذلك .

٧-واخيراً لا يوجد ضد الكاظمي ملفات فساد وملفات قضائية بشهادة السيد نوري المالكي .. والسؤال ( اذن لماذا شوهتوا سمعة الرجل وجعلتموه سارق ولصّ وفاشل وكذاب ومدمر ؟) كم هو جميل عندما يُنصف الرجال من قبل التاريخ والايام !

#ملاحظة : ولكني لا اخفي ان الكاظمي في دائرة الخطر .لأن هناك اطراف مستنفره من عودته و لا تريد الإصلاح. ولا تريد دماء جديدة. ولا تريد غير نفسها في المشهد على الرغم من الفشل السياسي والمصائب التي حلت ولازالت في العراق بسببها وسبب سياساتها الفاشلة والفاسدة !

سمير عبيد

١٢ نيسان ٢٠٢٥

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *