أبريل 24, 2025
1000040140

الكاتب : ا. غالب الحبكي
—————————————

الشهيدة التربوية “إخلاص تركي” رمز الشرف والعفاف.

قصتنا اليوم مع الشهيدة “إخلاص”، المعلمة التي كانت تعمل في إحدى المدارس الحكومية الابتدائية في محافظة البصرة الفيحاء، جنوب العراق. في ذلك اليوم، كانت تقود سيارتها، تمر عبر شارع بدا وكأنه يهمس لها بأسرار القدر.

لم تكن تعلم أن القدر كان ينسج لها قصة ستُروى للأبد. أثناء مرورها، انفجرت سيارة مفخخة في ساحة الطيران، وكأن الأرض نفسها قد صرخت من الألم. خرجت إخلاص من سيارتها، والنار تلتهم ثيابها، وكأنها تحاول أن تسرق منها هويتها. وسط الدخان والنار، كانت تقف كأنها في مواجهة الكون بأسره، لا تعلم أن جسدها الطاهر قد أصبح مكشوفاً ولم يعد شيء يستره.

نظرت حولها و الى كيانها مذهولة، وكأن الزمن توقف ولم يعد بسرعة بانت لها الحقيقة، حيث أحترق كل شيء، عادت، الى سيارتها المشتعلة، وكأنها تعود إلى حضن الموت، مفضلة أن تحترق تحت لهيب النار على إلا تُكشف أمام أعين الناس. كانت تلك اللحظة أشبه بلوحة سريالية، حيث النار والكرامة يتصارعان لا يُنسى مشهد الكرامة والشرف والعفاف..

من زاوية ليست بعيدة، كان هناك أحد رجال الأمن يراقب المشهد، وكأن الزمن قد جمده في مكانه. حاول الاقتراب لإنقاذها، لكن النيران حالت بينهما كأنها جدار بين عالمين، تمنعه من الوصول، عندها التهمت النيران السيارة بالكامل، لم تكن إخلاص قد ماتت؛ بل أصبحت فكرة، رمزاً، نوراً يضيء في ظلام الزمن.

وكأنها كانت تحمل رسالة لجميع النساء العالم ، تقول فيها إن جمال المرأة يكمن في العفاف والشرف و جمالها الحياء، نعم إلست أخلاص المرأة البصرية إنها المرأة العراقية الحرة الإصيلة ، هي الأم والمربية للأجيال، هي الأخت شامخة الأصل والنسب، الأستاذة التي أصبحت شهيدة الطهر والعفاف والشرف. لروحها السلام والذكر الطيب.

ولموقفها الشريف الشجاع الخالد، أقام المخلصون نصباً تذكارياً تخليداً لعفتها وحشمتها، ليبقى شاهداً يحكي للأجيال قصة امرأة عراقية عظيمة اختارت أن تكون رمزاً للعفة والشرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *