مجلس عزاء بمناسبة استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام (التمسك بأهل البيت)

الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
أقام مسجد الإمام الحسين عليه السلام مجلس العزاء بتلاوة من القرآن الكريم، ومجلس عزاء للشيخ حسن العامري، فأذان المغرب وصلاتها، ومأدبة عشاء للمتبرع مؤسس المسجد الحاج عطا علي.

بسم الله الرحمن الرحيم “وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ” (الاحزاب 56) ابتدأ الشيخ حسن العامري خطبته بهذه الآية المباركة التي كانت تتمحور حول (التمسك بأئمة أهل البيت والامام الصادق عليهم السلام) وقد نعى الشيخ العامري في بداية الخطبة ونهايتها. وقال إن الحديث عن أهل البيت وخاصة عن الامام الصادق عليه السلام حديث الفقير المحتاج الى الغني. نحن فقراء لاهل البيت في علمنا وعلاقتنا مع الله والايمان به مما يتطلب أن نغني أنفسنا بالتمسك بقيم ومبادئ أهل البيت وكما جاء في الزيارة الجامعة (مَنْ أَرَادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ) فهم السبيل إلى الله تعالى. أهل البيت هم العنوان الى الجنة. ان حديث الثقلين الذي جل المسلمين يؤكدون صحته (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) أي بتعبير آخر الذي لا يتمسك بالكتاب والعترة معا فانه ضال لان الحديث واضح بكلمات الاثنين (وانهما) (لن يفترقا) (يردا). فالتمسك بالكتاب دون العترة تنطبق عليه قول الله تعالى “قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)” (الكهف 103-104). لا يقبل الدين الجزئية “الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ” (الحجر 91) أي آمنوا ببعضه وكفروا بالآخر. فالصلاة ضرورة من ضرورات الدين فمن نكرها فلا يقبل صيامه وعباداته الأخرى. كان الشيطان يتعبد الله آلاف السنين ولما لم يقبل أمر الله بالسجود كانت نتيجته اللعنة “قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78)” (ص 77-78).

نحن نحتاج الى منهج هل البيت الذي اسسه الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وشيد مدرسته الامام جعفر الصادق عليه السلام، لأن الامام شيد مدرسة التشيع التي أسسها جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. قال الله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ” (البينة 7) في تفسير السيوطي: علي وشيعته هم خير البرية. انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة. قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: اَنْتَ اَخي وَوَصِيّي وَوارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَدَمُكَ مِنْ دَمي وَسِلْمُكَ سِلْمي وَحَرْبُكَ حَرْبي وَالإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَدَمي، وأنت غدا على الحوض خليفتي، وأنت تقضي ديني، وتنجز عداتي، وشيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي في الجنة. وشهد يوم الغدير نحو مائة ألف “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ” (المائدة 67). عن أنس بن مالك: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله طائر مشوي، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي، يأكل معي من هذا الطائر. فجاء علي عليه السلام.

كان النبي محمد صلى الله عليه وآله دائما يشجع المسلمين أن يكونوا شيعة علي عليه السلام “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ” (المائدة 55) جل التفسيرات تقول ان الآية المباركة نزلت بعلي عليه السلام. والآية التي تليها “وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ” (المائدة 56) أي أن حزب الله هم شيعة علي عليه السلام الذين ينتمون الى مدرسة الامام الصادق عليه السلام التي شيدها خلال نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي. وورد ان أكثر من أربعة آلاف محدث هم من تلامذته. وصل عدد أحاديثه الى أكثر من 90 ألف حديث. من تلامذته أبو حنيفة النعمان القائل (لولا السنتان لهلك النعمان). أن الاساس العقائدي للمذاهب الاسلامية المعروفة جاء من مدرسة الإمام الصادق عليه السلام التي أسسها الرسول الأعظم والائمة عليهم السلام من بعده. كان الامام الصادق عليه السلام ينصب مأتما للحسين عليه السلام ويأتي بالشعراء ليرثوه بقصائدهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *