الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
قال الله تعالى في سورة البقرة عند مواضع اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ (اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف لوجود علامة جواز الوقف ج) وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ” (البقرة 45)، “ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً (اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف لوجود علامة جواز الوقف ج) وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” (البقرة 74).
على قارئ القرآن ان يتعلم احكام القرآن حتى يسمى تال للقرآن. فبعض الحروف تظهر في الكتابة وتقلب الى حرف آخر. هذا المقال يتطرق الى اقلاب الحرف نون الى ميم. و من تطبيقات احكام الاقلاب وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم لوجود حرف باء بعدها “مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بحيرة لوجود حرف باء بعدها) بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ” (المائدة 103). أو اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف لوجود علامة الوقف “فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ (اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف لوجود علامة الوقف أولى قلى) إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ” (الاعراف 30).
قال الله جلت آلاؤه في سورة البقرة عند مواضع اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف “وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً (اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف لوجود علامة جواز الوقف ج) قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة 80)، “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ (اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف لوجود علامة جواز الوقف ج) وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” (البقرة 110).
عن المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة التاء الطويلة والتاء القصيرة في فطرة علم القلم: التاء حرف يدل على مقاصد العقل في ان الفعل في حاوية تحويه وتلك مقاصد كل البشر في حرف التاء. سقى… ساقية… الساقية حاوية فعل السقي. جر… جرة… الجرة حاوية فعل جر الماء. سن.. سنة… السنة حاوية فعل السنن. سن.. سنت.. سنت حاوية فعل السنن. حين تكون حاوية الفعل تتصف بصفة قائمة… تكون حاويته في تاء قصيرة (ة). حين يكون الفعل قد استنفذ قيامته في حاويته… تكون حاويته تاء طويلة (ت) تاءان لا تختلفان بالنطق (صوتا) والاختلاف يقع في نطق القلم ذلك لان (الكلمة) رسالة يجب ان تحمل بيانها معها فيكون البيان في اللفظ لكي تبقى الكلمة رسالة تحمل بيانها على متنها “فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً” (فاطر 43) السنة هي (حاوية السنن) فعندما طلب الله من عباده النظر الى حاوية السنن القديمة وردت في لفظ مرسوم (سنت الذين خلو من قبل) فسنن الله في حاوياتها تكون قد استكملت فاعلياتها (اركانها) فجاءت في النص الشريف (سنت) وحين خوطب حملة القرءان ببيان حاوية سنن تمتك صفة القيام في فعلها وردت الكلمة رسما بالقلم (سنة) “سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً” (الأحزاب 62) النص القرءاني يؤكد تلك الصفة بوضوح بالغ “قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ” (لأنفال 38) “مضت سنت الاولين” كما يؤكد ذلك البيان التذكيري نص قرءاني اخر “فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ” (غافر 85) فكانت حاوية السنن (سنت الله التي قد خلت في عباده) “فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ” (الملك 27) زلفة.. حاوية فعل (الزلف) بفاعليتها القائمة الا انها انتجت السوء فـ (سيئت) وجوه الذين كفروا حيث استكمل السوء فاعليته فيهم فكانت بتاء طويلة… بين تاء فعالة (قصيرة) في زلفة وتاء توقفت في (سيئت) حيث انهت الفاعلية حاويتها واكتملت بالسوء “وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ” (التكوير 13) “وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ” (قّ 31) تلك ضابطة عقل فالذين سيدخلون الجنة سوف لن يدخلوها وهي (تحت الانشاء) بل هي (أنشأت) قبل ان يدخلها مستحقيها فتكون (ازلفت) بتاء طويلة لان الجنة قد (احتوت صفاتها) قبل استقبال مستحقيها.. اما التاء القصيرة في لفظ (الجنة) حيث تبقى حاوية (الجنة) قائمة في حق مستحقيها فتكون قيامة فاعلية الجنة في سكانها فكانت بتاء قصيرة اما الجنة التي (أزلفت) فهي تكون قد استكملت حاويتها الفعالة فكانت بتاء طويلة “وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ” (التكوير 8) “بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ” (التكوير 9) فعل الوأد يتفعل في قيامها عند سؤالها فكانت بالتاء القصيرة… السؤال في اسباب مضت فتكون حاويته (سئلت) بتاء طويلة لان السؤال سيكون في اسباب احتوت فعلها وكانت الاسباب قد استكملت فعلها وقت القتل ومثلها فعل القتل الذي اكتملت فاعلية حاويته في زمنه فكانت بتاء طويلة.
قال الله عز وجل في سورة البقرة عند مواضع اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف “وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ (اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف لوجود علامة الوقف أولى قلى) كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ” (البقرة 118)، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ (اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف لوجود علامة جواز الوقف ج) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة 153).
جاء في كتاب منهاج الصالحين للسيد السيستاني: السؤال: ما حكم قراءة القرآن بالقراءات السبعة المتواترة؟ وهل يجوز للمكلّف القراءة بأكثر من قراءة؟ وما حكم ما يفعله بعض القرّاء من القراءة بأكثر من شكل خلال نفس التلاوة؟ الجواب: يجوز، والأنسب اختيار ما هو المتعارف منها في زماننا وما كان متداولاً في عصر الأئمة عليهم السلام فيما يتعلّق بالكلمات والحروف. السؤال: أنا أقرأ القرآن على أرواح بعض المؤمنين وأستلم من أهليهم أجوراً رمزية، وأحياناً أخفت في القراءة وأحياناً أقرأ كحديث النفس حيث لا أسمع القراءة لكنّني أعيها، فهل يكون هذا مجزياً؟ الجواب: يكفي ما يصدق معه التكلّم عرفاً وهو الصوت المعتمد على مخارج الفم الملازم لسماع المتكلّم همهمته ولو تقديراً، أي: لو لا المانع من ضوضاء ونحوه، فلا يكفي فيه مجرّد تصوير الكلمات في النفس من دون تحريك اللسان والشفتين أو مع تحريكهما من غير خروج الصوت عن مخارجه المعتاده، نعم لا يعتبر فيه أن يستمع المتكلّم نفسه ولو تقديراً ما يتلفّظ به.
قال الله سبحانه في سورة البقرة عند مواضع اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف “أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ (اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف لوجود علامة جواز الوقف ج) فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ” (البقرة 175)، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ (اقلاب التاء القصيرة الى هاء ساكنة عند الوقف لوجود علامة جواز الوقف ج) فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ” (البقرة 178).