الكاتب : الدكتور ابو عبد الدليمي
—————————————
لماذا لستم على عجلٍ مثلي؟
د. أبو عبد الدليمي
أأستجدي من الأحرارِ وجدانَ الوطنيّه؟
أظنُّكمُ وُلدتُم على حبِّ الثّرى، بالفطرةِ الأبيّه،
فلماذا التردُّدُ في المسيرِ؟ وما الخفيّه؟
أهو استعجالي لخَلاصِ بلادي المنسيّه؟
أم أنَّ الوقتَ عندكمُ بطيءُ الخُطوةِ الهَنيّه؟
أما في العينِ دمعٌ من نداءِ الثاكلات؟
أما في القلبِ وجعٌ من صراخِ الراحلين؟
ألا تهزُّكمْ أشجانُ ماضٍ لا يلين؟
ألا توقظكمْ نارُ الأسى في الحائرين؟
أنا لا أستجدي، ولكنّي أُشعِلُ في القلوبِ فتيلَ حُريّه،
وأعلمُ أنَّ في الأرواحِ نارًا عربيّه،
فإن كنتمْ كأني، تهيمونَ عشقًا للأرضِ السخيّه،
فحيّ على المسيرِ، فإننا في ساعةٍ مصيريّه.
كفى صمتكمْ، فالعدوُّ طغى،
واستباحَ الربى والذرى والدّنا.
فهلّا وقفنا؟ وهلّا شجبنا؟
وهلّا كسرنا قُيودَ المُنى؟
أنا ماضٍ، حتى وإن وحدي ناديتُ بالنّدى،
فقد عاهدتُ أرضي،
ألا تُهانَ، وألا تُباعَ، وألا تُفقدا.