أمريكا من الهجوم إلى الهروب

الكاتب : صفوة الله الأهدل
—————————————
لا إله إِلِّا الله أمريكا التي كانت تدّعي الألوهية لاتستطيع أن تدفع عن نفسها الخطر؛ بل تقف اليوم عاجزة عن ثني الشعب اليمني عن مساندة غزة، أمريكا التي تدّعي القوة والملك لاتستطيع حماية نفسها من ضربات القوات المسلحة اليمنية فضلًا عن حماية ربيبتها إسرائيل، أمريكا التي ظل حكام العرب وإعلامهم لها عاكفين تتبخر اليوم أمام بأس رجال الله في اليمن، أمريكا بعظمتها وماتمتلكه من طائرات الشبح ومدمِّرات وقطع حربية تسقط وتحرق وتغرق في البر والبحر.

أتت أمريكا بخيلها ورَجلها وعسكرت في البحر الأحمر متحديةً بذلك العرب والمسلمين، وكل من يقف بوجهها أو يعترض توجهها ويرفض سياستها العدوانية الطاغوتية، سمحت للإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، ومجازر يندى لها جبين الإنسانية في غزة بدعم عسكري وغطاء سياسي منها.

تواطئ الأنظمة العربية، وصمتت الشعوب العربية، وتخاذل المسلمون، وتنصل علماء الأمة عن نصرة عرب ومسلمين مستضعفين في غزة؛ خوفًا من بطش أمريكا وجبروتها ومن العصا الغليظة التي في يدها، باستثناء اليمن الذي كان له رأي آخر وموقف مختلف؛ صنع من المستحيل شيء، وجعل من المعجزة حقيقة، ساند غزة ووقف بجانبها، وأذل إسرائيل، وكسر شوكة أمريكا ونسف بقوتها وحطّم جبروتها وأضاع هيبتها وسمعتها، بل وأغرقها في الوحل وجعل من أسطورة أمريكا قشة؛ دخلت هذه المعركة بخمس مُدمِّرات مع أساطيل وقطع حربية وخرجت بهن وهن مُدمَّرات، بدأت هذه المعركة من موقع الهجوم وانتقلت الآن إلى موقع الدفاع، باتت ملاحقة في الجو والبحر تبحث عن مخرج يُخرجها من هذه الفضيحة المدوية.

أمريكا حاولت عبثًا بغاراتها الجوية ثني الشعب اليمني عن مساندة غزة وعن وقف العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي في عمق كيانه وعن محاصرته في البحر؛ لأنها لم تستطع تصديق حقيقة مايحصل اليوم، تقول في نفسها كيف لي أن أُهزم أمام هؤلاء الفقراء الحفاة، كيف لي أن أخسر المعركة أمام هؤلاء المستضعفين، كيف لي أن أهرب وأرجع خائبة أمام هؤلاء المحاصرين المعدمين، لماذا لم استطع أن انتصر عليهم؟ من هم، وما سر قوتهم ومن أين يستمدونها، ومن الذي يقف يخلفهم، لماذا هم هكذا أقوياء لايؤثر فيهم شيء من حربنا عليهم، مالذي بقي ولم نفعله فيهم؟!

#اتحاد_كاتبات_اليمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *