نزار حيدر
نــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر لـ [النَّهارِ] البَيروتيَّةِ؛ خسارةُ طهران في دمشق عظِيمةٌ لكنَّها لا تجرُؤ على التَّحشيدِ ضدَّها من بغداد
١/ لا يختلفُ إِثنان على عظمةِ وإِستراتيجيَّةِ الخسارةِ الفادحةِ التي مُنيَت بها طهران إِثرَ التَّغيير الدِّراماتيكي الذي شهدتهُ سوريا بزَوال نظام الأَسد الذي استثمرَت فيهِ أَموالاً ودِماءً كثيرةً على مَدى عُقودٍ.
٢/ طهران تُحاولُ مدَّ الجسور مع النِّظام الجديد في سوريا ولكن ليسَ من مُنطلقِ الضَّعف والهزيمة، ولذلكَ تسعى ليكونَ لها مَوطئُ قدمٍ قويَّةٍ في الدَّاخل السُّوري لتُفاوضَ عليهِ وكأَنَّ دمشق بحاجةٍ إِلى دورِها، كما فعلَت ذلكَ من قبلُ في العراق بُعيدَ التَّغييرِ عام ٢٠٠٣.
وموطئُ القدمِ هذهِ لا تكونُ إِلَّا بتوظيفِ البُعد الطَّائفي في الأَزماتِ السوريَّةِ المُتتاليةِ لحدِّ الآن وتحديداً في السَّاحل السُّوري الذي يُمثِّل المعقِل [الطَّائفي] للنِّظامِ السِّياسي السَّابق.
٣/ ولقد أَشارَ إِلى ذلكَ مرَّات المُرشد الإِيراني الأَعلى في عدَّةِ تغريداتٍ وخطاباتٍ دعا فيها مَن أَسماهم بالشَّبابِ الثَّوري السُّوري للإِنقضاضِ على الحكمِ الجديدِ.
هذا التَّوجيه الإِيراني تناغمَ معهُ فلولُ النِّظام السَّابق من ضُبَّاطٍ عسكرييِّنَ وضُبَّاط مُخابرات ورِجال أَعمال كانُوا يموِّلونَهُ، فجرَّبوا حظَّهم الشَّهر الماضي والذي كانت نتيجتهُ سقوط أَعدادٍ هائلةٍ من الضَّحايا من الطَّرفَينِ، ومازالوا يُحاولونَ ويكرِّرونَ مُحاولاتهِم وإِن كانت بوتيرةٍ أَبطأ.
٤/ أَمَّا التَّقارير التي تحدَّثت عن نشاطهِم اللُّوجستي المُسلَّح على الأَراضي العراقيَّة وبإِشراف طهران ووكلائِها من الفصائلِ فيبدو لي حسبَ معلوماتي الخاصَّة أَنَّها تهويلٌ تقفُ وراءهُ أَطرافٌ سياسيَّةٌ مُتضرِّرةٌ من خطواتِ رئيس الحكومةِ السيِّد السُّوداني لتطبيعِ العلاقةِ مع دمشق خاصَّةً بعدَ دعوتهِ للرَّئيس الشَّرع لحضورِ قمَّةِ بغداد هذا الشَّهرِ.
إِنَّهم يحاوِلونَ بنشرِ مثلِ هذهِ التَّقاريرِ إِحراج السُّوداني أَمامَ المُجتمعِ الدَّولي والإِقليمي خاصَّةً الدُّول الرَّاعية للوضعِ الجديدِ في سوريا والتي يبذُل معها السُّوداني جُهداً سياسيّاً وديبلوماسيّاً واسعاً لإِقناعِها بمحوريَّةِ دورهِ في السِّياسةِ الخارجيَّةِ لبلادهِ وليسَ كما يقولُ مُنافسُوهُ من ساسةِ الإِطارِ التَّنسيقي وغيرهِم بأَنَّهُ لا يمتلكُ بيدهِ من مفاتِيحِها شيءٌ.
٢٠٢٥/٥/١