نوفمبر 22, 2024
download

اسم الكاتب : عدنان فرج الساعدي

تعرضت دولة مابعد عام 2003 إلى هزات عنيفة طيلة الفترة الماضية ولكنها استطاعت بشكل أو أخر الصمود والخروج من عنق الزجاجة أو تم إخراجها بمساعدة جهات أخرى .

تمثلت هذه الهزات في وجود 175 الف جندي أمريكي ومن دول أخرى في قوات التحالف الدولي الذي أسقط نظام البعث في نيسان 2003 وما سببه من إحتقانات وحرب أهلية وتعطيل لعمل مؤسسات الدولة .

كما تمثل في هزات أخرى كثيرة لامجال لشرحها الان كان أخرها الاحتجاجات الكبيرة التي إجتاحت البلاد والتي انطلقت في الاول من تشرين الماضي

والغرض من وضع هذه المقدمة سبب رئيس نتصور إنه كان سبباً في هذه الهزات وهو فقدان منهجية إعلام الدولة . دولة ما بعد عام 2003 حيث افتقدت الى أدنى مقومات الاعلام الحكومي الناجح الذي يضع الصورة كاملة للمواطن العراقي حيث إن الإعلام يمثل ركيزة كبرى من ركائز الدولة وله الدور الكبير في صناعة أدوات تشكيل الرأى العام للصالح العام.

.

قد لا يتوقع الجمهور العدد الهائل من المنتسبين الذين يعملون في دوائر العلاقات والاعلام والمكاتب الاعلامية في مقر الوزارة او المؤسسة أو أقسام الاعلام في الشركات والتشكيلات التابعة لهذه الوزارات والمؤسسات الاخرى ..

ومع هذه الكم الهائل لانجد هناك عمل يعطي صورة عن عمل هذه الوزارات والاسباب هو فقدان كامل للمهنية وأساليب العمل الحديث ولصيغ العمل المعمول بها اليوم في مختلف دول العالم .

ففي وزارتنا تجد مديريات عامة للاعلام تضم المئات من الملاكات غير المدربة وغير المؤهلة للعمل وهي تعمل بالتوجيه دون أي حركة ابداعية حيث يعتقد هؤلاء ان مثل هذه التحركات يمكن ان تنعكس وبالاً عليهم لذلك يرفضون تقديم رؤى او افكار تطويرية فيما يرفض أغلب المسؤولين ( وكلاء – مديرين – رؤساء أقسام ) الظهور في وسائل الاعلام او حتى التصريح لها ولاساباب مختلفة أكثرها تتعلق بعدم الصلاحية أو الخوف من التبعات .

ويمكننا أن نرجع لايام لسنوات الموازنات الانفجارية حيث عملت معظم مكاتب الوزارات ومديرياتها على اصدار صحف ورقية ومجلات وصور كانت في أشد حالات البؤس ومع إن الصرف عليها كان كبيرا جدا ويقدر باكثر من 30 مليون دينار شهريا عدا اجور الملاكات العاملة الا انها لم تنتج شيئا يذكر وضلت تكرر اوعز الوزير استقبل الوزير زار الوزير ووجه الوزير .

واغفلت هذه الوزارات والمؤسسات العمل على ايصال الرسالة عبر البوسترات الضخمة في الشوارع وكذلك لم تتحرك وبشكل شبه مطلق بل الصحيح بشكل مطلق على ادارة الاعمال الكترونيا وعمل ممنهج للاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي لحد هذه اللحظة وحتى عندما اصبحت للوزارء صفحات في التواصل الاجتماعي كان كبيراً بصفحة الوزير دون أي صفحة أخرى من صفحات الوزارة . والغريب هنا هو اذا انتقل الوزير لوزارة أخرى أو تقاعد انتقلت صفحته معه ؟ مع العلم ان الصرف عليها وتمويلها كان من قبل أموال الوزارة وليس من أموال الوزير ؟

بعض الوزارات والهيئات أنشأت صفحات في مواقع التواصل فيما بقيت لا تفهم الكيفية في إدارتها وافتقدت اية خبرات لاداراتها وبقيت تعمل في بيروقراطيتها لذلك لن ولم تصل هذه الصفحات لاي مديات مؤثرة للجمهور المستهدف ننتيجة البيروقراطية التي يتمتع بها المسؤولون في دوائر الدولة .

شخصيا ومن خلال عملنا في تجمع * اعلاميون عراقيون بلا حدود * زرنا عدد من الوزارات واطلعنا على اساليب العمل فكانت النتيجة إنها تقليدية محظة ولا تتناسب بشكل مطلق مع الثورة الاعلامية في الاتصالات والمعلومات والشبكات الالكترونية .

هذا الأمر جعل الرسالة لا تصل للمواطن العراقي ولهذا نجد يفتقد لابسط المعلومات عن العمل الحكومي والانجازات المتحققة بل الاغرب ان معظم الصحفيين العاملين في الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى ليس لديهم أدنى معلومات عن مجمل المشاريع المنجزة ما بعد عام 2003 وليس بعيدا ان يكذبوك عندما تعرض عليهم الارقام التي حصلت عليها من الجهاز المركزي للاحصاء في وزارة التخطيط بسبب حجم الكذب والتسقيط الذي تعمل عليه جهات واجندات خبيثة .

ونتصور ان الاسباب في هذا المجال ترجع لعدة أمور ..

منها عدم تعامل المكاتب الاعلامية مع الصحفيين بشكل شفاف وعدم قدرة هذه المكاتب الاعلامية للوزارات على تنظيم مؤتمرات لبيان المنجز واطلاع الصحفيين على الارقام والمعلومات عن مشاريعها وتوزيع الفولدرات التي تحتوي المعلومات والارقام المهمة مع شبه إنعدام في بث مثل هذه المعلومات في وسائل إعلام الدولة ( فضائيات – إذاعات – صحف – مواقع الكترونية – مجلات ).

وقد يكون السبب في وسائل الاعلام نفسها حيث عمل ويعمل قسم كبير منها على طمس معالم أي مشروع يفتتح أوبياناً مهماً لوزارة معينة ولاسباب كثيرة منها تتعلق بالتشهير أوحتى بالابتزاز .

هي دعوة مخلصة للقائمين على هذا الأمر المهم في مكتب رئيس الوزراء أن ينظموا اليات وبرامج واجتماعات محددة للعاملين في هذا القطاع بغية الاستفادة الامثل من الاعداد الكبيرة والطاقات الموجودة وزج طاقات شبابية كفؤء تحمل معها فنون العمل الصحفي وبما يخفف من الهجمة التي تشهنا الاجندات المختلفة التي تريد سؤءاً بهذه الدولة الفتية . وأن تعذر الأمرفأنصح الاستعانة بشركات إعلامية محلية او دولية لهذا الغرض .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *