رسالة مفتوحة إلى الإدارة الأمريكية من مواطن عراقي حر

الكاتب : الدكتور ابو عبد الدليمي
—————————————
رسالة مفتوحة إلى الإدارة الأمريكية من مواطن عراقي حر

د. ابو عبد الدليمي

إلى من يرفعون راية الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية،

أنا مواطن عراقي حر، لا أتكلم باسم حزب أو طائفة أو جهة، بل أنطق باسم وطنٍ عريق، اسمه العراق، وطن الحضارة والإبداع، وطنٌ رغم الجراح لا يزال حيًّا في قلوب أبنائه.

حين احتلّت قواتكم بغداد في عام 2003، لم يكن ما جرى مجرّد تغيير نظام، بل زلزالاً هزّ كيان الدولة. تم تفكيك الجيش، وحُلَّت المؤسسات، وأُقصي الكثير من الكفاءات والعقول تحت شعارات مثل “اجتثاث البعث”، فخلق ذلك فراغاً عميقاً استغلّته أطراف خارجية وأحزاب طائفية لترسيخ نفوذها، وجرّ البلاد إلى الانقسام والفساد والولاءات الضيقة.

لكننا اليوم لا نكتب لنجترّ الماضي، بل لنؤكد أن الأمل ما زال قائماً، وأن العراق لم ولن يُهزم.

رغم كل التحديات، ما زال في هذا البلد من يؤمن به. من يعمل في صمت. من يحمل الحلم ويزرعه في تربة مثقلة بالألم، لكنه يرى فيها الحياة.
شبابنا نزلوا إلى الساحات مطالبين بالتغيير وبالإصلاح، نادوا بدولة المواطنة، لا دولة الطائفة أو السلاح.
ومؤسساتنا لا تزال تزخر بالكفاءات والخبرات التي يمكنها النهوض، إن توافرت الإرادة الوطنية والدعم الصادق.

ولهذا، أوجه رسالتي إليكم، لا كعتاب، بل كدعوة للمراجعة والعمل المشترك:
• ساعدوا العراقيين على استعادة دولتهم، لا عبر النفوذ أو الهيمنة، بل من خلال دعم القوى الوطنية التي تنشد وتتطلع للتغيير والإصلاح.
• احترموا سيادة العراق، لا من خلال الصفقات، بل بدعم قراره الحر وحماية استقلاله من التدخلات الإقليمية.
• ادعموا الشباب، التعليم، والمبادرات المجتمعية، بدلاً من تركهم يواجهون وحدهم نفوذ الميليشيات والسلاح المنفلت.

نحن لا نبحث عن معجزة، بل نطلب شراكة عادلة ومسؤولة.
العراق بلدٌ غني بتاريخه، بثرواته، وبشعبه. لا يحتاج سوى إلى من يحترم إرادته ويمنحه مساحة لينمو.

هذه رسالتي ليست صرخة يأس، بل نداء أمل.
وطني يستحق الحياة، وشعبي يستحق أن يُنصت إليه.

حرٌّ أنا، وسأبقى… وصوتي دعوة صادقة لصناعة عراقٍ جديد، فهل من مستجيب؟

— مواطن عراقي حر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *