لعل الكثير يحسد الصحفي والاعلامي العراقي على المكانة التي يتمتع بها في الاوساط السياسية والاجتماعية او على حتى الاجور التي يتقاضاها .وينسى هذا الكثير ان المشاكل التي يعانيها الصحفي في اجواء عمله لا تكاد تطاق بسبب التعقيدات التي يواجهها يوميا في وضع امني غير مستقر تنتشر فيه التنظيمات الارهابية والميلشيات والعصابات الاجرامية ان ما يتعرض له الصحفي العراقي يوميا من قتل وتهديد مستمر بالقتل واختطافهم أو اهليهم واقاربهم في بعض الأحيان ناهيك عن الغبن الشديد الذي تمارسه بعض المؤسسات الاعلامية بحق الصحفيين العراقيين النقيب مؤيد اللامي وفي احد المؤتمرات الصحافية الاوربية قال أن من بين الخمسة الآف صحفي عراقي المسجلين بنقابة الصحفيين “هناك حوالي 40% منهم هددوا وشردوا إما داخل العراق او خارجه”. وهم “يعيشون تحت ظروف في غاية الصعوبة ماديا وصحيا”. الصحفي يبحث عن الحقيقة فتراه يبحث عن الاخبار وهو في صراع مع الزمن سواء كان عاملا في صحيفة مطبوعة ام في اذاعة ام في تلفزيون فهناك وقت محدد عليه ان يجمع مادته ويحررها والتي يامل من رئيس التحرير عدم اعادتها عليه ولهذا فتراه يعيش حالات الترقب والانتظار مع حالات اليأس والانكسار احيانا ولهذا فمن غير المستغرب ان ترى التعب والانهاك بادية وحاضرة ومرتسمة على وجوه الصحفيين المعاناة لا تنتهي فالمسؤولين في العراق يتهربون وبشكل دائم من التصريح لوسائل الاعلام مع اغلاق الكثير منهم لهواتفهم النقالة الامر الذي يعيق تقديم مادة خبرية مقبولة فيما يشكو الكثير من الصحفيين العراقيين من القوات الامنية التي تقيد عمل الصحفي والاعلامي العراقي بشتى الاعذار مع انه هذا الصحفي يحمل كتب من قيادة العمليات في بغد اد والمحافظات تخوله بالتصوير ودخول المؤسسات الحكومية مع حملهم الهويات الخاصة بمؤسستهم الاعلامية وهوية نقابة الصحفيين وهنا لابد من الاشارة الى أن هناك غموضا واضحا حول مواقف النقابة من حول مصير الصحفيين العاطلين عن العمل والذين تستغني عنهم مؤسساتهم الاعلامية ويعانون الامرين حتى يحصلوا على وظائف جديدة في مؤسسات الدولة او المؤسسات الاعلامية الخاصة وما حدث مؤخرا للعديد من الصحفيين حيث تم اغلاق بعض القنوات الفضائية والتقليص الذي عملته بعض المؤسسات الاخرى خير مثال على ذلك الشيء الاخر المعيب حقا في حياة بعض الصحفيين العراقيين هو الوضعية الهشة في الجانب المادي الامر الذي يجعل بعض الصحفيين والاعلاميين مع الاسف يتعاطون، الرشوة و ينتظرون ( الجكة ) من هذا المسؤول او ذاك وقسم اخر جعل غرفة رئاسة التحرير للمقاولين واصحاب الشركات ونشر اخبار مفبركة ضد هذه الوزارة او تلك بغية الحصول على مقاولات ليتحرك هؤلاء ويكون التقاسم فيما بعد . وهذا الامر شكل اخر من اشكال الفساد، وما وردني من بعض الزملاء ان مسؤولين في دوائر ومكاتب اعلامية يفرضون اتاوات على الشركات والمديريات التابعة لهم مقابل نشر اخبارهم شيء يثير العجب من هذا السلوك المنافي لاخلاقياتنا الاجتماعية فضلا عن اخلاق المهنة . الغصة الاخرى التي سمعناها مرارا في عدة مؤتمرات وندوات اعلامية هي عدم حصول اعداد هائلة من ( الصحفيين الحقيقيين ) على هوية النقابة مع انهم يراجعون باستمرار دون جدوى فيما ترى اعدادا هائلة ايضا من السواق وحمايات المسؤولين والبنجرجية يمتلكون هذه الهوية بغية انتفاعهم منها في ( الزوجي والفردي ) والاراضي والمكأفات التشجيعية مما يجعل هذا الصحفي في حالة بائسة حقا دعوة مخلصة لكل الجهات المختصة ان تعي هذه الاخطار والمشاكل وان تتعامل مع الصحفي الذي يريد نقل الحقيقة للمجتمع والعمل على الارتقاء بالعمل السياسي ليكون في خدمة الناس لا خدمة السياسيين وعوائلهم ومقربيهم