الكاتب : غالب الحبكي
—————————————
الانترنت ينهي زمن التلفاز ويحوله الى شاشة مهجورة.
مع توسع وانتشار الثورة الرقمية وهيمنة الانترنت على الفضاء الاعلامي لم يعد التلفاز يحتفظ بمكانته المرموقة، كنافذة رئيسية للاخبار والترفيه، بل اصبح شاشة مهجورة كأنه غريب الديار ينتظر ويتمنى ان يقف امامه احد لكن لم يعد احد يقف امام شاشته الا نادرا، لعقود طويلة كان التلفاز حجر الاساس في صناعة وتشكيل وعي الشعوب إذ كان هوالعامل الرئيسي في تغيير انماط حياتهم وتوجيه المجتمع وفق الاجندات المطلوبة، حيث دخل كل منزل واصبح صوتا يوميا لا يستغنى عنه لكنه اليوم يواجه زوالا تدريجياً بعدما سلبته المنصات الرقمية جمهوره وغيرت معادلة الاعلام بالكامل.
يرى “خبراء الاعلام” ان هذا التحول السريع ليس بمجرد تطور تقني بل هو ولادة عهد جديد يعيد تشكيل التواصل الوجه البشري والمشهد الثقافي. فالاجيال الحديثة باتت تفضل منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية الالكترونية للحصول على المحتوى بشكل لحظي بينما توفر خدمات البث الرقمي بديلا اكثر تفاعلية يجمع بين التنوع والسهولة
ومع هذا التغير الجذري تسعى القنوات التلفزيونية الى مواكبة العصر عبر تعزيز حضورها الرقمي في محاولة لاستعادة جمهورها القديم لكن يبقى السؤال مطروحاً هل يستطيع التلفاز استعادة هيبته ام ان عجلة الزمن تجاوزته وصار مجرد اثر من الماضي يشكوا للزمن غربته حاله كحال الراديو الذي انتهى، ولم يعد له مكان، وأمسى كأنه قطعة ديكور في الزاوية مضى عليها الزمن .