ثقافة العيد دينيا وشعبيا (ح 8)

الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
جاء في موقع أبو ظبي للثقافة: يُعتبر عيدا الأضحى والفطر من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تعمُّ البهجة والفرح، وتُقدَّم الأطعمة المميزة وعروض الأداء والتقاليد الشعبية: يُعد عيدا الفطر والأضحى من أهم الأعياد الدينية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يعكس أهمية الدين الإسلامي في حياة الإماراتيين والدور الهام الذي تلعبه هذه الأعياد في تعزيز العلاقات الأسرية والمجتمعية. اعتاد الناس في هذين العيدين على زيارة الأهل لتهنئتهم بالعيد والتأكيد على أهمية التصدق على الفقراء والمحتاجين ونشر روح البهجة والاحتفال بإعداد الأطعمة الخاصة بالعيد وارتداء الملابس الجديدة. مظاهر الاحتفال بالعيد: اعتاد الرجال في الماضي شراء “كندورة” جديدة (ثوب تقليدي أبيض يرتديه الرجال في دول الخليج العربي) أو صباغة أثوابهم باستخدام زيت الجوز والهيل. كما اعتادت النساء ارتداء ملابس خاصة بالعيد وتصفيف شعورهن وعمل الجدائل وتعطيرها بعطور مميزة. اعتادت النساء والفتيات في الماضي وحتى الآن تخضيب أيديهن بالحناء. كما يحتفل الأطفال بارتداء الملابس الجديدة، والحصول على الهدايا الرمزية، وأداء الألعاب الشعبية والغناء والرقص. تمتد إجازة العيدين لثلاثة أيام على الأقل، تبدأ بصلاة العيد التي تقام في الصباح الباكر من اليوم الأول. وفي العيد تعقد المجالس عند الشيوخ وتقدم القهوة العربية والشاي والحلوى والتمور والفواكه. تتميز احتفالات العيدين عند سكان المناطق الصحراوية والمناطق الريفية بالبساطة، حيث يبدؤون اليوم الأول بتناول حبات من التمر وقليل من الحليب، ثم يجتمع الرجال والصبية لصلاة العيد، ويعودون بعد ذلك إلى البيت لتجتمع العائلة حول مائدة إفطار العيد. عيد الأضحى: تأتي عطلة عيد الأضحى مع نهاية شعائر الحج إلى مكة المكرمة تذكيراً بقصة إبراهيم عليه السلام. اعتاد الناس على ذبح الأغنام أو الماعز أو الأبقار بصحبة الجيران أو الأقارب الذين يشتركون في شراء أضحية واحدة يقتسمونها فيما بينهم. ويُوزَّع بعض اللحم على من حولهم من الأقارب والأصدقاء والمحتاجين. عيد الفطر: يأتي عيد الفطر كل عام بعد نهاية شهر رمضان المُبارك الذي يصوم فيه المسلمون من مطلع الفجر حتى غروب الشمس. تستعد النساء في الإمارات للعيد بتنظيف البيت وترتيبه. كما اعتاد رجال المناطق الصحراوية في الماضي على إطلاق النار في الهواء أول أيام العيد تعبيراً عن الفرح والبهجة بقدوم العيد من خلال أداء الرقصات التقليدية الشعبية، ومن بينها رقصة الرزفة.

جاء في الاندبندنت عربية عن ثقافة الاحتفال بالعيد كما تتجلى في الطقوس الشعبية العربية للكاتبة نشوة أحمد: تؤكد الباحثة المصرية هناء عبد الحميد الى مظاهر عدة للاحتفال بالأعياد لدى شعوب مختلفة حول العالم، قائلة: “تقوم بعض الشعوب الأفريقية، لا سيما في موريتانيا والسنغال بتحميم الأضحية. ويبالغون في احتفالاتهم، التي تتسم بطابع كرنفالي وتمتد لأيام عدة. وتضيف: “في إسبانيا، يحتفل الإسبان بمهرجان الطماطم، فينزل الناس إلى الشوارع، يعصرون الطماطم، ويقذفونها على بعضهم بعضاً بغرض الاستمتاع”. أما أعياد المكسيك، فتذكر منها عيد الموتى، الذي يُعدّ أكبر الأعياد هناك، بحيث يصنع المواطنون المكسيكيون جماجم من السكر ويزيّنونها ويتجولون بها في الشوارع، في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، بهدف إحياء ذكرى موتاهم وأسلافهم. ويصممون عروسة الكاترينا كرمز لهذا الاحتفال، اتساقاً مع احتفائهم بالأنثى لاعتقادهم أن الطبيعة هي الأم أي “امرأة”. وتختم حديثها، قائلة: “تجتمع كل الاحتفالات والأعياد حول العالم تحت مظلة واحدة، هي صناعة البهجة والحصول على قسط من الراحة وسعادة النفس”.

جاء عن أقلام المرجع الالكتروني ومضات اجتماعية لكي يبقى العيد عيدا لا وعيدا للسيد حسن الهاشمي: العيد لغة من‌ عَوَدَ بمعنى عاد، وقيل كلّ يوم‌ فيه‌ جمع‌ أو تذكار لذي‌ فضل‌، وقيل‌: حادثة‌ مهمّة‌، وقيل: لأنه‌ يعود كلّ سنة‌ بفرح‌ مجدّد. معجم الوسيط: 635، ولسان العرب: مادة عيد. أما اصطلاحا: هو الذكرى الّتي يجتمع المسلمون فيها ويجددون العهد مع الله تعالى فيحمدونه على ما منّ عليهم من الرحمة فيه والمغفرة والرضوان، ويتبادلون عبارات: كل عام وانتم بخير، ذهب التعب وبقي الأجر، تقبل الله طاعاتكم وأعمالكم، وغيرها من عبارات الود والانسجام وتصب عادة في تمني قبول الطاعات من الله تعالى، ومن البديهي أن العيد في الإسلام ليس للعب والتلهي وارتكاب المعاصي، وارتداء أفخر الثياب وأغلاها ثمناً، والتلذذ بأصناف الطعام، وألوان الشراب، والاستهتار بالأحكام والحدود الشرعية، كما درج على ذلك البعض في هذه الأزمنة. فالعيد في التشريع المقدس وإن كان لا يمنع من فرح المؤمن فيه، بل يدعو إليه، ولا يمنع من ارتداء الجديد، وأكل الطيبات، لكن بالمعقول من دون اسراف أو تقتير ومن دون أن يرهق كاهل رب الاسرة ويضعه في حرج الاحتياج أو الدين الذي ربما يخدش كرامته ويجعله في حالة العسر والحرج، ولذا علينا جميعاً السعي لفهم المعنى الحقيقي للعيد، وما هي الواجبات الملقاة علينا تجاهه؟ وما هي أعياد الدين الإسلامي وفلسفتها؟ وقبل ذلك كله ينبغي أن نتعرف على مشروعية الأعياد في الإسلام، فنقول: إنّ طبيعة الأعياد في الإسلام تختلف عن الأعياد في المعتقدات الأخرى، إن العيد في نظر الإسلام هو اليوم الذي يتنازل فيه الإنسان عن بعض الماديات لصالح أموره الروحية والمعنوية، خُذ مثلاً عيد الفطر في الأول من شوال لكل عام هجري: هذا العيد الذي يأتي بعد مرور شهر كامل على تنازل الإنسان عن أهم الحاجات الجسدية، والرغبات الشهوانية والجسمانية، وهي حاجته للطعام والشراب وما إلى ذلك من الأشياء التي يمتنع عنها الصائم في صيامه، فهو عيد قوة الروح وسلامته، والسيطرة على الشهوات والرغبات، لكسب معنوي، وهو التعادل بين الروح والجسم، إضافة إلى الثواب الأخروي، وامتلاك الإرادة الصلبة في مجال الطاعة لله عز وجل واكتساب فضائل روحية عديدة، مثل الإحساس بالفقراء ومواساتهم، والنزوع عن هوى النفس وشهواتها وغير ذلك، فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: (إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد) وسائل الشيعة للحر العاملي: ج15 ص308.

جاء عن موقع براثا دراسات العيد في القران وتحقيق جهد المؤمن والوحدة للشيخ محمد الربيعي: يمثِّل عيد الفطر في المفهوم الإسلامي، الزّمن الَّذي تتجمَّع فيه كلّ خلاصات جهد المؤمن، العباديّ والتأمليّ والحركيّ، الّذي بذله في شهر رمضان، ما يعني أنَّ العيد في الوقت الذي يمثّل الفرح الإنساني العفوي الملتقي بالرّحمة المضاعفة من الله عزّ وجلّ، يمثّل أعلى درجات المسؤوليّة، حيث ينطلق الإنسان منه ليحرّك نتائج التقوى في كلّ مجالات الحياة، ليكون الله تعالى حاضراً في كلّ فكر يختاره، وفي كلّ موقف تأييد أو رفض، وفي كلّ حركة فاعلة أو منفعلة، في الاجتماع، أو الاقتصاد، أو الثقافة، أو السياسة، أو الأمن، أو ما إلى ذلك، مما يقف فيه الإنسان ليختار بين الحقّ والباطل، بين العدل والظّلم، بين الصّلاح والفساد، بين خطّ الله وخطّ الشّيطان. وبذلك، يبتعد العيد عن حالة الاستقالة من المسؤوليّة، بما تعنيه الاستقالة من الاستغراق في أجواء العبث اللاهي الّذي ينحرف بتوازن الشخصيّة، ليعيش الإنسان فرصة الفرح الروحي، الذي قد يتحرّك في أجواء العبث البريء والمتوازن، الذي يلتقي فيه بالله في سموّ الرّوح، وبالقيم في حركة الحياة، وبالعدل في ميزان الموقف. إننّا في هذا الموسم المبارك، ندعو المسلمين جميعاً إلى الاستفادة من المخزون الروحي الذي عاشوه في شهر رمضان، ليحرّكوه في كل قضاياهم، من خلال إرادتهم الصلبة التي أكّدها الصوم والصبر، لأنّ كل العبادات في الإسلام، يُراد لها أن تكون حركة غنى فاعلة في صوغ الحياة على الصّورة التي يحبّها الله ويرضاها، فلا يمكن أن يكون المسلم صائماً بحقّ إذا سار مع الباطل، أو تحرّك مع الظلم، أو صادم القيم والأخلاق. إنّ رسالة الصّوم تمثِّل الحركة الذاتيّة لصنع الإرادة في الذّات، ولتجتمع الإرادات على مستوى الأمّة، لتصنع للأمّة عزّتها وكرامتها. ولذلك، لا يمكننا أن نفصل الصوم بمعناه العبادي عن الصوم بمعناه السياسي، الذي يمثِّل حركة في المسؤوليّة السياسيّة التي تحمي الأمّة ووحدتها وكيانها العام، كما أنّ العيد يمثِّل مناسبة للاحتفال بالقيام بهذه المسؤوليّة وحمل أعبائها على جميع المستويات.

عن وكالة أنباء الشرق الأوسط: تحتفل الأمّة الإسلامية بعيد الفطر السعيد، و هو اليوم الذي يحتفل فيه المسلمون بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، حيث يحتفل فيه بإفطارهم بعد إتمامهم لفريضة الصيام. ومن أحد الطقوس المعروفة عند المسلمين يوم العيد، والتي تعدّ سنة مؤكدة حسبما أجمع أغلب العلماء هي صلاة العيد وزيارة الاقارب وتبادل التهنئة بالعيد معهم وخروج العائلات للتنزه في الحدائق،لبس ملابس نظيفة وجميلة وجديدة،إعداد أصناف مختلفة من الحلويات والكعك كونه أشهر الأكلات التي يشتهر بها عيد الفطر ويعتقد الكثيرون أن كعك بدأ فى مصر مع بداية العصر الفاطمى ولكن الحقيقة التاريخية تؤكد أنه بدأ قبل ذلك بكثيرخلال العصور الفرعونية، و تزيين الجوامع والشوارع والبيوت، بأضواء الزينة الجميلة والملونة. ومن اهم السنن المستحبة في العيد: تكبيرات العيد، يستحب التكبير في الأعياد من قبل جميع المسلمين وفي كل مكان وكل وقت، بدايةً من غروب شمس ليلة العيد، وحتّى صلاة العيد.تناول الطعام قبل الذهاب للصلاة يستحبّ الذهاب إلى المسجد بسلك طريق معين، أمّا العودة من المسجد فتكون من طريق آخر مختلف عن طريق المجيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *