منظمة عراقيون ضد الفساد
بغداد – المنطقة الخضراء:في تطور خطير يُنذر بحدوث كارثة إقليمية ليس على دول المنطقة ولكن العراق سيكون بين فكي كماشة، ومع بدأ الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة 13 حزيران 2025 تم إطلاق إسرائيل عملية “شعب الأسد”، التي أعلن عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كضربة “تاريخية” تستهدف تفكيك المنشآت النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية، مثل سجيل وخرمشهر، لإجهاض طموحات طهران النووية. لكن الخطر الأكبر يلوح في الأفق الإن على العراق، الذي يُجرّ عنوة إلى قلب هذا الصراع المميت.
في تطور يُضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى المشهد الاستخباراتي في العراق، كشفت تسريبات استخباراتية صادمة عن نجاح جهاز الموساد الإسرائيلي في إيجاد موطئ قدم خفي له داخل البلاد من خلال شركات أمنية خاصة تعمل تحت غطاء حماية السياسيين والشخصيات النافذة. هذه الشركات، التي تُقدم خدمات الحراسة الشخصية وتأمين المقرات الحساسة في بغداد، المنطقة الخضراء، ومدن أخرى مثل أربيل والبصرة، تُشكل واجهة مثالية لعمليات تجسس محكمة. بعض هذه الشركات، التي تُديرها شخصيات ذات صلات دولية مبهمة، توظف عملاء يحملون جنسيات أجنبية أو عراقية، تم تجنيدهم سراً من قبل الموساد لجمع معلومات حيوية عن تحركات قادة الفصائل الولائية الموالية لإيران، مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء ، ومواقع مقراتهم البديلة وبيوتهم الآمنة. هؤلاء العملاء، المزودون بتقنيات متطورة مثل أجهزة تنصت مخفية وبرامج بيغاسوس لاختراق الأجهزة الإلكترونية، يتسللون إلى دوائر النخبة السياسية والعسكرية، مُستغلين ثغرات الأمن العراقي الهش لتمرير بيانات حساسة إلى إسرائيل. هذا الاختراق العميق، الذي يُدار ببراعة شيطانية، يُعزز قدرة الموساد على التحضير لعمليات مثل “شعب الأسد”، مُحولاً العراق إلى ساحة مفتوحة للعبة استخباراتية مرعبة. الأخطر من ذلك هو أن هذه الشركات، التي تُروّج لنفسها كحامية للسياسيين، قد تكون بمثابة قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار الوطني، حيث تُشكل جسرًا خفيًا يربط بين أجندات إسرائيل ودوائر القرار في بغداد، مُعرضة العراق لخطر الانهيار تحت وطأة التدخلات الخارجية وخيانات الداخل.
ان اسم العملية العسكرية “شعب الأسد”والتي اطلقتها الحكومة الاسرائيلية قبل ساعات من موجات القصف الخمسة ورغم دلالاته الرمزية القوية، هو إشارة إلى رمزية “أسد يهوذا” (سفر التكوين 49:9)، التي تُمثل القوة والسيادة في التراث اليهودي. وأن الاسم اختير كرسالة سياسية موجهة إلى الداخل الإسرائيلي والخارج، لتصوير إسرائيل كقوة لا تُردع، جاهزة لسحق “التهديد الوجودي” الإيراني. هذا الاختيار يعكس طموح نتنياهو لتحويل العملية إلى لحظة تاريخية تُعيد تشكيل ميزان القوى في المنطقة، حتى لو كان الثمن تحويل العراق إلى ساحة دمار.
ومع بدا عملية “شعب الأسد”، فإن العراق سيصبح ساحة صراع مفتوحة. الفصائل الولائية، التي تهدد بعمليات استشهادية ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية، كما أعلن أبو آلاء الولائي، قد تجر البلاد إلى فوضى عارمة. ضربات إسرائيلية محتملة على مقرات الحشد الشعبي في بغداد، النجف، أو كربلاء، قد تدمر البنية التحتية الهشة، وتُشعل مواجهات طائفية، بينما الشعب العراقي، المنهك من عقود الحروب، يدفع ثمن ولاءات خيانية لطهران. التسريبات تشير إلى أن إسرائيل قد تكرر سيناريو الضاحية الجنوبية، حيث يظهر أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، ليطالب سكان بغداد ومحافظات أخرى بإخلاء منازلهم بحجة استهداف “أهداف عسكرية”، مُعيداً مسرحية الدمار الإسرائيلية إلى أرض الرافدين.
وسط هذا الجحيم الوشيك، يقف العراق على مفترق طرق. هل ستستيقظ مؤسساته التنفيذية والتشريعية والقضائية لتفكيك شبكات الجواسيس وكبح جماح الفصائل الولائية قبل أن تُغرق البلاد في هاوية جديدة؟ أم ستظل أرض الحضارات رهينة لأطماع إسرائيل، خيانات وكلاء إيران، وتلاعب الأكراد الغامض؟ الشعب العراقي، الذي سئم أناشيد “مشينه للحرب”، يستحق دولة تحمي كرامته، لا أن تُضحي به على مذبح أجندات إقليمية. الساعة تدق، والعراق ينتظر من ينقذه من ظلام هذه العاصفة.