أسس بناء العراق غير صحيحة

نعيم الخفاجي

مشكلة العراق الحالية ليس في إجراء انتخابات برلمانية، الانتخابات تجرى، وكل المكونات يكون لها تمثيل، ولا يمكن إقصاء أي مكون، هناك خطة تقوم بها أجهزة مخابرات دولية وبدعم طائفي من دول الخليج الوهابية وتركيا أردوغان، في استهداف المكون الشيعي العراقي.

وللاسف موجود ساسة المكون السني وخاصة من أراذل البعثيين والوهابيين مستعدين لتنفيذ ذلك والتعاون مع بني صهيون، إذا كان ثمن الخيانة اعادتهم للحكم مرة أخرى في العراق.

المتابع للأحداث، والذي يعي حجم المؤامرات التي تستهدف كل أبناء المكون الشيعي، بالتأكيد يكون واجبه التحذير وعليه تقع مسؤولية نصح ساسة مكونه، من باب التحذير من وجود مخططات، شكلها  ظاهر بالعلن، يرفعون شعارات وطنية وفي الحقيقة، مطلقي هذه الشعارات أرذل بني البشر بالكرة الأرضية.

 بريطانيا وفرنسا هم من رسموا لنا حدود دول الشرق الاوسط، وأجهزة مخابراتهم الغربية اختارت للشعوب العربية ملوك ورؤساء وحكام وقادة، وصنعوا لنا،  أحزاب بعثية وقومية ودينية، هذا هو الواقع العملي على الأرض، حزب البعث مؤسسه ميشيل عفلق صناعة فرنسية، حركة الإخوان نشأت في بيئة سنية حنفية صوفية، النتيجة بريطانيا أمرت عبدالعزيز آل سعود بتوهيب قادة حركة الإخوان البنا وسيد قطب، من خلال دفع الأموال عن طريق رشيد رضا صاحب مجلة المنار، ونجحت دول الاستعمار في جعل الحركات الإسلامية الاخوانية السنية جماعات تكفيرية ظلامية.

بالدول العربية لا يوجد حزب قومي وديني تأسس بدون إشراف المخابرات البريطانية والفرنسية، انفرد الشيعة عن غيرهم،  فقد واكبت مرجعيات الشيعة عمليات التغير، وبسبب المد الإخواني والناصري والشيوعي، اجتمع بعض مثقفي الشيعة عام ١٩٥٧ على تأسيس حزب إسلامي شيعي، وتم تأسيس حزب الدعوة، رحم الله عمي الداعية الحاج كاظم التميمي أبو صاحب كان من ضمن جيل المؤسسين،  وبحكم انه عمي والد زوجتي، جلست في مجالسه ومجالس بقية جيل الدعاة الأولين و تحدثوا بصراحة، أنهم اسسوا حزب الدعوة ليكون حلقة وصل مابين المرجعية والشباب، الغاية التثقيف وعدم انحراف شباب الشيعة بالانضمام إلى تيارات واحزاب من صنيعة الماسونية ودول الاستعمار.

بريطانيا وفرنسا هم من رسموا لنا الحدود، وهم من دمجوا مكونات غير متجانسة مع بعض، دون تشريع دساتير تضمن مشاركة جميع المكونات دون إقصاء وتهميش احد، الهدف بقاء العراق دولة فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية مستدامة، يسهل السيطرة عليه.

نشاهد ترحيب غالبية أبناء المكون السني العراقي في التعاون مع بني صهيون والاعور الدجال لاحتلال العراق، مع العلم ساسة وأبناء المكون السني العراقي أكثر الناس استفادة ماديا بالعراق الحديث الذي يقوده الشيعة في حكومات محاصصاتية مع الجميع، تعصب مذهبي حقير، يجعل هؤلاء الساسة السنة من أراذل البعثيين والوهابيين مستعدين لتدمير العراق لأحقاد طائفية بغيضة.

نعم شكل المؤسسات البرلمانية والحكومية العراقية تقول يوجد 

برلمان منتخب، ويوجد رئاسات ثلاثة منتخبة مع توافق عليها، عبر الصندوق الانتخابي المحاصصاتي، وكل من يقف ضد الوضع السياسي الحالي فهو اما مرتبط مع قوى تابعة لبني صهيون و الاعور الدجال او مغفل احمق ساذج إن كان من أبناء المكون الشيعي، الديمقراطية تعني حكم الاغلبية بالوضع العراقي الحالي الاغلبية السياسية لساسة المكونات وهؤلاء الساسة  جاءوا  عبر صناديق الاقتراع، ولو كان العراق لايعاني من صراعات قومية ومذهبية لتم تبديل القوى السياسية الحاكمة عبر صناديق الاقتراع من كل أبناء الشعب العراقي.

بعض الكتاب وإن كان بعضهم بالاسم شيعة، لكنهم ممسوخين للأسف، تراه يثرثر ليل نهار، يجلد ذاته، ويطبل ضد ساسة أبناء المكون الشيعي فقط، وتراه أخرس أصم ابكم لايستطيع ينتقد اي سياسي من ساسة المكونان الشريكان  للمكون الشيعي بحكم العراق، بل وجدت احد أصحاب الألسن الطويلة العفنة دائما يبحث عن موائد ومثارد في اربيل وتكريت والرمادي وتجده يتذلل بطرق مبتذلة.

 نعم اعضاء البرلمان حصلوا على أصوات الناس ، ومن خلال الأصوات وصل هؤلاء النواب والساسة لإدارة مؤسسات ووزارات الدولة العراقية، نعم المشاركين في التصويت منحوهم تفويضاً للاشراف على مؤسسات الدولة.

ليس دفاعا عن ساسة العراق الجديد، من الرئاسات الثلاث بالعراق، لو كان فعلا يوجد استبداد بالعراق لما انا وغيري نكتب مقالات ننتقد بها شخص السيد رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد والسيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والسيد رئيس البرلمان محمود المشهداني، أو ننتقد الوزير والمسؤول الفلاني، بعهد صدام الجرذ، على سبيل المثال كان خالد القره غولي صحفي عدي الكسيح،  لايستطيع اغضاب عدي الكسيح رغم أن خالد القره غولي يبذل جهود جبارة لتوفير الراحة النفسية والروحية  إلى سيده عدي الكسيح، قادة جيش يكرمهم صدام الجرذ في عشرات الانواط والاوسمة وباليوم التالي يقوم في اعدامهم هههههه ههههههه.

نقل لي صديق لي وهو ابن اختي استاذ في علوم الرياضيات وشيخ متدين، أن أحد طلابه من أصحاب الاحتياجات الخاصة، يقول قمت في رعايته، واشرفت عليه في خلال تدريسه، وحكومة السيد المالكي قبلت أصحاب الاحتياجات الخاصة من خلال منحهم درجات، اكمل الجامعة، حصل على  وظيفة بسبب كونه من ذو الاحتياجات الخاصة،  والدولة أعطته بيت، يقول قبل عدة أيام صادفني بالشارع رأيته منزعج، يابه شبيك، قال له والله استاذ انا شقابض من الحكومة العراقية ماراح اروح انتخبهم هههههه هذا الشخص لو بحقبة صدام لكان يحلم يحصل على وظيفة وبيت يتم بنائه من قبل المحافظ أو وزارة العمل…….الخ.

هناك من يكذب ويفتري ويقول (كيف تصل إلى الحكم بطرق ديمقراطية، ثم تصر على فرض أساليب استبدادية وانتهازية……الخ من أساليب الكذب والخداع والنفاق).

هذا الكاتب وأمثاله لو سنحت لهم فرصة سرقة أموال الشعب لكان اول الفاسدين للاسف.

المكون الشيعي والمرجعيات الشيعية هم مع إقامة دولة مدنية وليست دولة دينية، لكن هذا قدرنا و حظنا العاثر بظل وجود دولة بني صهيون بقيادة المتطرف اليميني نتنياهو الذي يريد استعباد كل شعوب الشرق الأوسط بطريقة همجية متعصبة، مايحدث بالعراق والشرق الأوسط صراع دولي، نتنياهو يريد أن يحكم شعوب الشرق الأوسط حسب مزاجه، لذلك هذا الشر لايمكن الخلاص منه، فهو مفروض على الجميع، لذلك تبقى ساحتنا العراقية ارض خصبة بالصراعات القومية والمذهبية، ونحن ننتظر جولتين من الصراع القادم، الجولة القادمة تحدث في اسم الانتخابات وربما قبلها، ويتم التصعيد لدعم قوى سنية طائفية بدعم من نتنياهو واردوغان والجولاني السفياني والاعور الدجال، لكن القوى الطائفية يكون مصيرهم الفشل، وفي الجولة الثالثة يكون هدف الفوز بالوقت الضائع للقوى المظلومة المهمشة  التي تم ذبحها دون رحمة وبدون اي ذنب سوى كونهم شيعة.

الاستقرار والرفاهية لا تأتي أبداً بالشعارات الفارغة، وضعنا بالعراق يحتاج على ساسة المكون الشيعي ان يعترفون ان كل ما جرى على الشيعة من قتل وذبح وتهجير وتفخيخ وظلم سببه وجود صراع قومي مذهبي يعاني منه المجتمع العراقي، وإن رفع شعارات الأخوة والوحدة الوطنية وإن كانت مطلوبة لكن بدون إيجاد حلول تكون هذه الشعارات هراء، وأساس لاستمرار المعاناة ووصول الدكتاتوريات واستمرار الحروب والخراب، والكف عن أساليب الانبطاح والخنوع وفقدان الهوية وجلد الذات، والكف عن أسلوب الخديعة والكذب، شعارات الديمقراطية والحرية دون حل اصل الصراع القومي والمذهبي يكون مجرد لغوة وبناء على أساس رخو، اليوم لدينا استقرار أمني، ربما نصبح على وجود دخول جماعات تكفيرية ونجد الحواظن السنية يستقبلوهم مثل ما استقبلوا داعش بعام ٢٠١٤، وشحذوا سكاكينهم على كل شيعي يقع في أيديهم ولنا في سبايكر والفتحة وبشير وسجن بادوش والصقلاوية وسيد غريب وووو ……الخ.

يفترض بساسة المكون الشيعي إقامة إقليم وسط وجنوب، ودعم زعيم سني قبلي ليكون رئيس إلى الإقليم السني، صدقوني رئيس الاقليم السني  تقع عليه مسؤولية محاربة القوى البعثية الطائفية، وليعيش الجميع في سلام وأمان.

لكن بظل وجود متعصب بني صهيون نتنياهو ووجود الأعور الدجال، الدلائل والأحداث تشير نحن نعيش فتنة السفيانيين الأراذل المجرمين، وعلى المعسكر الشيعي المستهدف بالقليل توحيد الخطاب السياسي ورص الصفوف فإنها معركة لامحال واقعة والتضحيات تكون ليست بالبسيطة، نطمئن القوى البعثية الوهابية السفيانية هدف الفوز يكون للطرف المناوئ لكم عهد معهود، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

3/7/2025