اسم الكاتب : رياض سعد
لم يبحث بنو البشر عن أمر كما بحثوا عن الحقيقة , فالبعض فنى زهرة عمره في سبيل البحث عن الحقيقة وتقصي الحق ومعرفة الصدق ؛ وذلك لانهم خبروا الاضرار الفادحة التي تترتب على شيوع الاوهام والشكوك والخرافات والخزعبلات والاباطيل والاكاذيب بين بني البشر ؛ فلا حياة كريمة مع التزييف والتشكيك والافتراء والكذب … ؛ ولا حضارة ومدنية مع شيوع الخرافات والامية والجهل والادعاءات الكاذبة … ؛ ولا استقرار وازدهار مع الشعارات الطوباوية والتظاهرات والثورات الشعبوية الاعتباطية والحركات السياسية السطحية والاحزاب القشرية … .
فالويل كل الويل للمجتمعات المريضة والمأزومة والتي تعيش الكذب والزيف والادعاءات الفارغة ؛ سواء على مستوى القيادة و النخب أو على مستوى الأفراد والجماهير .
وماذا يتوقع المواطن البسيط من المسؤول الحكومي والزعيم الشعبي الذي يمتهن الخداع والمراوغة , وديدنه التزييف والتزوير , وعقيدته الادعاء والنفاق والتمثيل … ؛ غير البؤس والخراب والدمار …؟!
فهؤلاء يتظاهرون بالوطنية والصدق والشرف والنزاهة والالتزام الديني والانضباط الاخلاقي والقانوني … ؛ أول النهار ويكفرون بهذه القيم والمثل والمبادئ والشعارات الوطنية والدينية والاخلاقية … ؛ آخره ؛ -( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإِذا خلوا إِلى شياطينهِم قالوا إِنا معكم إِنما نحن مستهزِئون)- ؛ وذلك لقصد الإيهام وإدخال الريب والشك والحيرة في نفوس المواطنين … ؛ من خلال تكرار شعاراتهم المزيفة واستمرار تضليلهم الماكر وحيلهم واباطيلهم المتتالية وكيدهم ومراوغتهم المستمرة ؛ تنفيذا لأوامر ومخططات الاعداء او لما تمليه عليهم نفوسهم المريضة الامارة بالشر والسوء والضرر والاذى .
وبما ان المعادلة السياسية القديمة الجديدة في اوطاننا ؛ تستطبن هذه الحقيقة الملازمة للساسة والسياسة ؛ الحاكم هو الزمن فأن صلح , صلح الزمن , وان فسد , فسد الزمن ؛ واذا قال صدام او فلان او علان قال العراق والوطن ؛ والدين يعني فلان , وتمثيل المذهب محصور ب علان … الخ ؛ ( ومن هل المال حمل اجمال ) … ؛ وحال الساسة والزعماء كما تعرفون فهم اول من خدع الجماهير وبخس حقوقهم وحرمهم من ثرواتهم واستحقاقاتهم الوطنية والانسانية في العيش الكريم ؛ بتوجيه من قوى الاستعمار البريطاني والاحتلال الامريكي وغيرهما من قوى الشر … ؛ اضحت النتيجة كالتالي : خداع الناس بعضها لبعض في المعاملات الاقتصادية والثقافية وفي العلاقات الاجتماعية , وخداع الجماهير والافراد والشخصيات والنخب للساسة والزعماء من خلال مدحهم بم ليس فيهم واطراءهم بالباطل والتملق لهم والركض خلفهم … , وانتشار الرياء والنفاق والتمثيل بين رجال الدين واتباعهم , و المماطلة والتسويف في انجاز الاعمال الموكلة للعمال والموظفين والمقاولين … , حتى المتسولين يخدعون من يسألونه المال بحيث يظهرون بمظهر المرضى، والمعتوهين، وذوي الاحتياجات الخاصة، وهم ليسوا كذلك، ليستجلبوا عطف الناس عليهم، ويأخذوا أموالهم بغير وجه حق … ؛ بل قد يخدع المرء نفسه ولا يعلم ؛ فالإنسان ابن البيئة ؛ اذ يصاب بالعدوى سريعا …!! .
وإذا تأملت هذه الصفات الخبيثة والسلوكيات السلبية ؛ لوجدت أنها لا تقوم إلا على ساق الكذب، وصدق من قال : لو ان الشرور وضعت في بيت لجعل مفتاحه الكذب … ؛ وقد نسبت روايات للنبي محمد ؛ مفادها : ان المؤمن قد يرتكب الزنا , وقد يسرق الا انه لا يكذب ابدا ؛ فقد قال النبي محمد : ( {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله} / النحل ) و ( لا، لا يؤمن بالله و لا باليوم الآخر من حدث فكذب ) ؛ لذلك حرم الاسلام الكذب وعده من الكبائر ؛ وقد لا يتعلق الكذب بالأقوال فقط ؛ فقد يكذب المرء من خلال افعاله ؛ اذ تراه صائما مقيما للصلاة مستغفرا … ؛ الا انه يضمر خلاف ذلك ؛ وصدق من قال :
صلي وصام لأمر كان يطلبه *** فلما قضي لا صلى ولا صام
فعندما تنتهي المهمة وتسقط الاقنعة ؛ تنكشف الحقيقة , وقد ترى وجوها عليها غبرة، ترهقها قترة، كانت قد خدعتنا من خلال مساحيق وعمليات التجميل لفترة طويلة ؛ وتغلغلت بين اوساطنا … ؛ فالمنافقون والمزيفون والعملاء والخونة والمرتزقة … ؛ يصعب العيش معهم والثقة بهم … ، وكيف يمكن أن يكون التآلف والوداد والثقة مع إنسان كنت تظن أنه الدواء الشافي لجرحك ، وصرحك العالي في بنيانك، وحلمك الوردي لأملك، وإذا به يهوى أمامك وتنكشف حقيقته عند سقوط قناعه المختبئ خلفه (1) …؟!
ولأنها وجوه ليست حقيقية ؛ بل وجوه من ورق ؛ وشخصيات كارتونية وزعامات مصطنعة وقيادات وقتية مزيفة ؛ سرعان ما تهوي بها الريح فترميها بعيدا ؛ في مزابل التاريخ .
المواقف هي وحدها من تكشف الأقنعة وتعري الحقيقة المغيبة ، والتعامل هو من يكشف لك الحقيقة، فمن رام معرفة صدق الوجوه فليتأمل في المواقف، وليتأمل أصحابها، سترى حقيقة الوجوه … ؛ فلا تغركم الشعارات الطنانة والعبارات الرنانة فقد تكون اداة للموت والدمار والخراب وطريقة للوصول الى الاهداف المشبوهة والمسرحيات السياسية المكشوفة .
لقد عمل الطغاة والاعداء والعملاء والمنكوسون على تفريغ الكلمة من محتواها، وتوظيفها لخدمة مشاريع الكذب والمكر من خلال الوعود الكاذبة المزيفة ، والشعارات العريضة الفضفاضة الفارغة، فوقعت الاغلبية والامة العراقية ضحية كذبة كبرى أسموها تارة القومية العربية واخرى الامة الاسلامية وثالثة المذهبية والطائفية ورابعة الشيوعية العلمانية والليبرالية والديمقراطية المشوهة … الخ ؛ ليتوه الشعب في متاهات المزاودات القومية والاسلامية والمذهبية والسياسية المنكوسة ، والسمسرة السوقية الرخيصة حتى بدأ يضل طريقه (2)، ويفتقد كرامته على مراحل بسبب مصادرة الكلمة الحرة – في عهود الحكومات الهجينة – أداة التعبير الأهم عن الحرية المفقودة، وعن الفكر الحيوي الحر الخلاق الذي يشكل أرضية متينة لنهوض الأمة العراقية من كبوتها ؛ ومحاربتها والتضييق عليها ومحاصرتها بعد عام 2003 … ؛ فما فائدة المعلومة العلمية والكلمة الصادقة ؛ اذا تفنن المنكوسون في اقصاءها , وعدم الافادة منها وتطبيقها على ارض الواقع , واستبعادها من طاولة النقاشات والاطروحات والمقترحات …؟! .
لقد أصرت الانظمة الهجينة والعميلة المتعاقبة على أسلوب الكذب والخداع والزيف والدجل ، وتفريغ الكلمة من مضمونها وتحوير غاياتها النبيلة ومعانيها السامية ؛ من أجل تحقيق مشاريعها المظلمة … ؛ وكذلك فعلت بعض الاحزاب والحركات والشخصيات السياسية والدينية والثقافية ؛ مستهترين بسر الكلمة الحرة وسحرها كوسيلة فضلى ومثالية للتفاهم بين بني البشر والنهوض بالوطن ؛ ولا زال البعض يصر على محاربة ومطاردة واقصاء وتهميش رواد الكلمة الصادقة والفكر الحر , واحتقار وامتهان وازدراء الكلمة الحرة والمعلومة العلمية والرأي الرصين … .
إن الشعب العراقي الكريم لم يهرق كل هذه الدماء الغزيرة في مقارعة النظام الصدامي البعثي الطائفي العنصري من أجل استبدال طغيان بطغيان آخر، أو الارتهان لأي عقيدة متعصبة، أو نظرية طارئة، وليس ثمة قاعدة ثابتة غير قاعدة العقل الأبديةٌ والاحتكام للعلم والكلمة الحرة فهي صالحة لإقامة التفاهم بين الناس …. ؛ والانسانية الكاملة وقضية حقوق الانسان والمواطنة مرهونة بالحريات الشخصية وحرية حق التعبير ؛ وحق التعبير مرهون بتخليص الكلمة من أصفادها واغلالها حتى تتحول إلى بلسم يشفي صدور الطامحين إلى حياة حرة كريمة لكل إنسان نبيل وعراقي اصيل .
ومن غرائبية التفاصيل العراقية ظهور ممارسة غريبة في كل تفاصيل الحياة ذات شعار واحد «إفراغ الأمر من محتواه» سابقا وحاليا ؛ كم من أمور تحس أنها لأهداف نبيلة وتدلف إليها بحسن نية، فتجد في نهاية الأمر انك شريك في جرم ما أو في فاصلة حياتية ما … او معمعة عقائدية لا تؤمن بها , أو حتى في محدودية الموضوع الإنساني تجد أنك مجرد «إنسان مضر لفئة ما»… ؛ وقد تهب مندفعاً مع الشعارات و ( الهوسة ) … ؛ ففي بلدنا صار الناس يهتمون بالشعارات والتظاهرات أكثر من لب الموضوع ذاته وجوهر القضية … ؛ أو ربما كان الاجتماع والانفضاض لمجرد الحراك او الاستعراض الاجوف ليس الا … ؛ فلا تصاب بالدهشة إن قرات الكلمات الرنانة وادركت مدلول الشعارات وأبعادها العميقة مع خواء التنفيذ الفعلي وفشل التجربة … ؛ أو ربما تمر العملية في جوهرها إلى نهاية تحوير وتحريف الأمر… (3).
وقد أظهرت التجارب التاريخية والمعاصرة ؛ إصرار الحكومات الهجينة ولاسيما القومية و البعثية على تبني سياسة المؤامرات والمخادعات المتتالية من أجل إفراغ الاتفاقيات السياسية والمشاريع الاقتصادية والتنموية والشعارات الوطنية من محتواها الايجابي … ؛ فقد درج البعثيون والطائفيون المنكوسون على استعمال الكلمات والشعارات في غير مواضعها بل جعلوها في تضاد مع معانيها الحقيقية ؛ مما شكل خلطا ولبسا في المفاهيم ؛ اذ تفرق العراقيون الى شيع وجماعات تبغض بعضها بعضا بينما كان شعارهم الوحدة العربية ؛ ولو كان الامر كما يدعون لتحققت الوحدة العراقية قبل العربية … ؛ وكذلك ادعاءات الاشتراكية التي الت الى تفشي الطبقية والامتيازات المالية والاقتصادية للفئة الهجينة وزبانية النظام , ولعب التكارتة واقرباء صدام بمقدرات الاقتصاد العراقي المنهار , ونهبوا وسرقوا الثروات ؛ مما ادى الى انتشار البطالة والبؤس والحرمان والمرض والعوز بين العراقيين الاصلاء ؛ واما شعار الحرية فحدث عنه ولا حرج ؛ اذ تكفي رؤية اضغاث الاحلام الى وصول المواطن الى حبل الاعدام …!! .
وهو ما أدى لإفراغ الكثير من الكلمات والشعارات من معانيها ودلالاتها ؛ وتفريغ الامور من محتواها الأصل وإلباسها ثوبا معمماً هلاميا مطاطيا ؛ ولذا شاع بين العراقيين هذه المقولة : ( القانون مثل الجته انريد نمطها , انريد نرجعها …) .
وازداد الامر سوءا بمرور الايام وتفاقمت هذه الظاهرة التي تفرغ الكلمات من معانيها السامية لتحل محلها عبر التحوير والتزوير دلالات متعفنة وسلبية وسمجة … ؛ و اصبح المواطن العراقي مُحبط من هذه الشعارات الجوفاء التي استهلكت الكلمات الرنانة وشوهت القيم الوطنية … ؛ دون نتائج ملموسة على ارض الواقع ؛ وكما قال المثل العربي : (أَسْمَعُ جَعْجَعَة ولا أرى طحنا ) … ؛ مما جعل بعض الكلمات والشعارات تتساوي والابتذال لإفراغها من محتواها وانعدام تلمس مخرجاتها.
حتى اضحى بعض ساسة العراق بل وبعض العراقيين ؛ أضحوكة عند الاخرين ؛ بسبب الاستهلاك الاعلامي واليومي للشعارات الطنانة والكلمات ذات الدلالات الكبيرة والعميقة دونما تفعيل واقعي او اثر ملموس على حياة المواطن او الوطن , مما حول المجتمع الى ساحة نفاق اجتماعي خصب وتضارب ما يُقال بما يُفعل ؛ ولعل الامثال الشعبية العراقية وضحت لنا هذه المعمعة وسلطت الاضواء عليها : (ظلمة ودليلها الله ) و (ما تعرف رجلها من حماها ) و (هو احنه راسنه من رجلينه مجاي نعرف ) … الخ .
وطالما سمعنا عند قرب الانتخابات او بدء تشكيل الحكومات ؛ عبارات وكلمات من قبيل : الكفاءات – التكنوقراط – محاربة الفساد – النزاهة – الشفافية – التخطيط الواعي – التوزيع العادل للثروات – انصاف الشرائح المظلومة – المصالحة الوطنية … الخ ؛ وفي كل مرة نجبر انفسنا على تصديق هذه الادعاءات والشعارات ؛ الا اننا وكالعادة نصدم بحقيقة هؤلاء ؛ فالواقع يقول عكس ما يقولون , وافعالهم تكذب ما يدعون , وكان الاحرى بهم طرح الكذب والتكلم بالصدق , والايفاء بالعهد والالتزام بالوعد ؛ و قالت العرب قديما : “الرائد لا يكذب أهله” .
نعم قد اثرت هذه الظاهرة بصورة سلبية على السلوك الجمعي للعراقيين ؛ فالاستهلاك المفرط المجوف اجتماعيا واعلاميا وثقافيا لهذه الشعارات والعبارات والكلمات ؛ وصل حد الابتذال والاشمئزاز والتناقض في استخدامها ؛ مما ادى الى تغافل المواطن العراقي عن قيمة الشعارات الوطنية والكلمات ذات الدلالات العميقة والمفيدة ؛ وبالتالي فقدت قيمتها واهميتها ؛ واصبح المواطن لا يتفاعل معها ويمر عليها مرور الكرام ؛ وكأنه لا يسمع ولا يرى , وهذا الامر ترجم واقعيا بتراجع نسبة المشاركة في الانتخابات الاخيرة … ؛ فهو يتعامل مع الشعارات كأنها تخاطب بشرا آخرين في كوكب آخر ليسوا على الأرض فلا يخصه الأمر ، كأن الكلام ليس موجها له ، أو كأن هذا الكلام باللغة الإنجليزية وهو لا يعرف غير العربية فبالنسبة له كأنه طلاسم …؛ ولعل اقتران الانجازات الحكومية البسيطة – ( من اكساء الشوارع وتنظيف حركة المرور … الخ ) – وارتفاع وتيرتها بقرب موعد الانتخابات ؛ يزيد الطين بلة ؛ ويرسخ قناعة المواطن بكذب هذه المسرحيات وصورية هذه الانتخابات .
وعليه لابد من مراجعات جادة من قبل الكل لالتزام الصدق في الاقوال والافعال وترشيد استهلاك الكلمات والشعارات ومصارحة الجماهير بالأخطار والتحديات والامكانيات ؛ والاعلان عن البرامج الانتخابية والحكومية الواقعية والتعريف بالشخصيات المرشحة للانتخابات وتسليط الاضواء على مؤهلاتها , وبيان اهمية الانتخابات في بناء المجتمع الديمقراطي والمدني المستقر , والالتقاء بالجماهير والقواعد الشعبية المغيبة … .
وكل هذه الظواهر السلبية لا تشكل عائقا امام الارادة العراقية ؛ ولا تدفع بالمواطن العراقي الاصيل الواعي بالابتعاد عن مجريات الاحداث , والصعود على التل , وعدم المشاركة الايجابية في صنع القرار السياسي والمصير العراقي ؛ فلأن تُشْعل شمعة واحدة ، خير منْ أن تلعن الظلام الف مرة ؛ واعلم عزيزي القارئ بان بيئة الإنسان تمثّل انعكاساً واضحاً وصريحاً لطبيعة معتقداته وأفكاره، وما يفكّر به معظم الوقت، وبعبارة أخرى : إن البيئة التي نحيط بها أنفسنا هي التعبير المباشر لمعتقداتنا وأفكارنا ؛ لذا جاء في كتاب القران الكريم : (( نَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )) ؛ وعليه اذهب وشارك في الانتخابات وانتخب مصيرك وحدد مستقبلك ومستقبل ابناءك ؛ مارس دورك بشرف وكرامة و وطنية ؛ واختار من هم احرص عليك من نفسك , والذين يدافعون عنك وعن حقوقك ؛ وتذكر دائما : ان عزتك ورفعتك من عزة ورفعة قومك وابناء جلدتك فلا تستبدل بهم احدا .
……………………………………………
1-عندما تسقط الأقنعة / د. سعود شنين البدري / بتصرف .
2-أما آن أن نهتدي إلى الكلمة الحرة؟ / سليم المحروق / بتصرف .
3-إفراغ المحتوى! / فدوى موسى / بتصرف .