نعيم الخفاجي
المقاومة الشيعية تندمج في مؤسسات الدولة اللبنانية، نعيم الخفاجي
بغض النظر سواء كانت موجودة توقيتات زمنية او لم توجد توقيتات زمنية حول إيجاد حلول إلى سلاح المقاومة الشيعية اللبنانية، الوضع في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في لبنان يسير نحو إيجاد حلول دائمة، تنهي اللغط حول سلاح حزب الله.
لا يوجد اي مبرر ليتحمل الشيعة في لبنان وغير لبنان عبء تحرير أي ارض عربية محتلة، الشيعة مكون مع مكونات أخرى يتكون منهم الشعب اللبناني، بقوة حزب الله لم يتم تغيير منصب رئاسة الجمهورية ولا رئاسة الوزراء، بقي الرئيس مسيحي وبشرط ماروني، وبقي رئيس الوزراء سني، وبقي الشيعة يترأسون البرلمان اللبناني، لذلك التهويل من سلاح حزب الله كذبة كبرى، نعم سلاح حزب الله يسبب قلق لدى الجارة إلى لبنان اسرائيل، هذا القلق، بسبب عدم وجود دولة فلسطينية تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
سبق أن رفع حزب الكتائب والزعيم الماروني البير جميل شعارات هيبة الدولة ولا سلاح فوق سلاح السلطة اللبنانية، وكان الهدف طرد ميليشيات ياسر عرفات المسلحة التي كانت تزعج اسرائيل، بواسطة أدوات لبنانية أشعلوا حرب أهلية لبنانية انتهت في اتفاق المسيح والسنة من خلال رئيس الحكومة صائب سلام على طرد عرفات بدعم من قوات الجيش الإسرائيلي بقيادة الجنرال أريل شارون والذي استخدم زوجة بشير الجميل لتكون طباخة طعام مفضلة له، وبقي الجنرال شارون يتحدث في احاديثه طوال حياته انه لم يتذوق طعم الطعام اللذيذ إلا في بيروت عام ١٩٨٢، من يد زوجة صديقه بشير الجميل، بفضل سلاح المقاومة الشيعية تم ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وكانت المفاوضات تسير نحو ترسيم الحدود البرية لولا غزوة السنوار في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، والتي أدخلت الشيعة في المواجهة لمحاولة وقف إبادة شعب غزة العربي السني.
الفيالق الإعلامية السعودية الوهابية ومعهم كتاب اراذل طائفيين من أنصار الجولاني السفياني من سنة لبنان وسوريا يطالبون ليل نهار في نزع سلاح القوى المقاومة الشيعية، هؤلاء الطائفيين كل عقلهم أنه يتم إبادة المكون الشيعي اللبناني وهذا لم ولن يتم، بل حتى القوى المسيحية ترفض ذلك، لأن خطر عصابات التنظيمات الاخوانية السنية الوهابية التكفيرية يهدد الوجود المسيحي في لبنان وسوريا وجميع دول المشرق العربي، قبل أيام شاهدنا تصريحات المبعوث الأميركي توماس برّاك التي أطلقها من بيروت وعبر عن ارتياحه حول الرد الذي سلمه إياه الرئيس اللبناني، وايضا اجتمع مع رئيس الحكومة السني ومع رئيس البرلمان الشيعي، الأمور تسير نحو انسحاب إسرائيلي من نقاط بالجنوب والتوصل إلى ترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل، خلال متابعاتي لما يكتبه كتاب سعوديين ولبنانيين وسوريين سنة طائفيين، تراهم يتحدثون بشكل واضح على محاولة استعباد واذلال الشيعة في لبنان، كتبوا عن زيارة المفتي السني اللبناني إلى الجولاني السفياني في يوم العاشر من محرم لتقديم التبريكات والتهاني إلى الجولاني السفياني، بل احد الكتاب اللبنانيين السنة اسمه خيرالله قالها بشكل علني اننا سنة طرابلس مع الجولاني السفياني، أساليب الاستقواء بالصهاينة وقوات الناتو ضد الشيعة ليست جديدة.
فعلها اهل السنة بالتعاون مع الصليبيين للقضاء على الشيعة الفاطميين في مصر والشام، وايضا بسبب تبني الشيعة الفاطميين تحرير فلسطين، الخليفة العباسي ايضا تعاون مع التتار للقضاء على البويهيين الشيعة في ايران، القوم هم أبناء القوم.
شيء طبيعي يخرج ملايين الشيعة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع في لبنان وغير لبنان، نحن نعيش في الدنمارك ايضا قمنا في إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع وخرجنا في مسيرات جابت شوارع كوبنهاكن، المسيرات غير موجهة ضد اي شخص في لبنان وغير لبنان، لكن طبيعة الطائفيين يعتبرون كل مسيرة ضدهم وهذا دليل على حقارة سريرتهم، وخبثهم ونتانتهم.
انا شخصيا اقترح على قيادات الشيعة اللبنانيين بالعمل على عمل مصالحات مع القوى المسيحية اللبنانية جميعا، والاتفاق على ترسيم الحدود البرية مع إسرائيل من خلال الرئيس اللبناني المسيحي ورئيس الوزراء السني، وجعل أفراد وسلاح المقاومة الشيعية ضمن الجيش اللبناني، والتحول إلى العمل السياسي، هناك حقيقة، أكبر مطي وحيوان الذي يتبنى قضايا العربان السنة، فلسطين قضية العرب السنة ومحيطهم من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني وليست قضية الشيعة فقط، أيها الشيعة فكروا كيف تعيشون وكيف تحمون مناطقكم من إجرام جيوش القوى السفيانية التكفيرية والتي باتت واضحة ومعروفة، علينا ككتاب وصحفيين ونعيش بالغرب، ونلاحظ بشكل واضح حدوث تغيرات كبيرة في الشرق الأوسط، وخاصة بعد فرار حاكم سوريا من مجاميع الجولاني السفياني التي دخلت إلى دمشق في الثامن من كانون اول عام ٢٠٢٤، من واجبنا ان ننصح القوى الشيعية في لبنان بضرورة التوقف عن قضية تحرير فلسطين بظل موافقة عربية سنية ومواقفه من أمة المليار ونصف مليار سني في اهداء فلسطين والجولان وجبل الشيخ وريف دمشق إلى الإسرائيليين، لأن مساحة اسرائيل صغيرة حسب قول اصهب الروم حلاب ابقار الخليج، فبات على القوى الشيعية اللبنانية المقاومة، تغيير آيديولوجياتهم، والتفكير وفق مبدأ الواقعية وترك الشعارات لقضية أهلها العرب السنة تنازلوا عنها.
من السهولة مراجعة المواقف من قبل قادة القوى الشيعية اللبنانية والعمل على تغيير أيديولوجيات المقاومة المسلحة واختيار أسلوب المقاومة السياسية.
حسب قناعتي الشخصية والتي هي نتاج عقود من الزمان من تجارب عملية مريرة مع القوى السياسية الإسلامية الاخوانية والبعثية والناصرية العربية، اكتشفت أن هؤلاء أمة خانعة منبطحة تتآمر وتطعن كل قوى عربية او إسلامية تتبنى قضاياهم، لذلك حان الوقت ليفكر شيعة لبنان مثل تفكير وذكاء الاستاذ نبيه بري فهو شخصية محترمة تجيد فن العمل السياسي، والف لعنة على العربان عملاء الاستعمار ولا حسي أحذية المحتلين، حان وقت إيجاد مصالحة شيعية مسيحية في لبنان لاتستثني أي فريق مسيحي، المصالحة مع الجميع، بل صدقوني سمير جعجع أشرف مليار مرة من إجرام الجولاني السفياني، نعم المصلحة توجب وتلزم القوى الشيعية في لبنان والعراق مراجعة المواقف ومواكبة التغيرات والعمل على رص الصفوف، نحن في حقبة زمنية عصيبة، ما أراه أنا، نحن اليوم في مواجهة القوى السفيانية التكفيرية، نحتاج الوحدة والتصالح وترك الخلافات الشخصية بيننا كأبناء مكون شيعي، وجودنا اهم من اي شعارات وأهم من العربان من المحيط إلى الخليج، الفكر الشيعي يتعايش مع كل الأديان والمذاهب بل الشيعة هم الوجه الحسن للاسلام، اكيد دول العالم الغربية ترحب بالشيعة حال تخليهم عن تبني قضايا العربان الخاسرة، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
11/7/2025