مهدي قاسم
كل تقييم لحدث تاريخي كبير ما ، بدوافع عاطفية أو عقائدية منحازة مسبقا ، سواء مع أو ضد ،..
سوف لن يمتلك قيمته التاريخية المستقلة ولا مصداقيته الأكاديمية الحقيقية المعتبرة ا ..
فمن هنا .. هباء في هباء تماما ،..
هذا التمجيد المفرط و التعظيم المهول لهذه الشخصية التاريخية أم تلك بهدف الرفع نحو قمة القمم ….
.أو ……………….
الشتيمة المقذعة و المسببات المقززة بهدف الدحرجة نحو قاع الحضيض بقصد التسقيط و الإساءة المهينة ..
أذ …………………………….
ربما لهذا السبب لم يسطع حتى الآن ، بعض الأقوام و الشعوب الاتفاق النهائي و الحاسم على مسارات تريخها الطويل رغم مرور قرون طويلة على ذلك ، فنجدها منخرطة حتى الآن في تبادل الشتائم و الإساءات ..
لكون كل فئة منها تعتقد أنها محقة و على حق مائة بالمائة ، و غيرها من فئات أخرى مخطئة و ضالة تماما ..
…………………………………..
و شيء آخر :
أما شعوب و أقوام أخرى فإنها قيّمت أحداث و تحولات تاريخها برمتها بعيدا عن عواطف عقائدية أو انحياز فئوي ، إنما من خلال أبحاث مؤرخين مستقلين إلى حد كبير و بمقاييس ومعايير علمية و أكاديمية تعتمد ا حقيقة وقوع الأحداث الفعلية التي وقعت فعلا ، على نحو ما لها وما عليها من إيجابيات و سلبيات ، ولكن قبل هذا و ذاك ، مصداقية الوثائق و شهود العيان الكثيرين ومن أطراف مختلفة وربما متضادة أيضا ، فضلا عن أخذ بنظر الاعتبار عوامل محلية و عالمية التي ربما ساهمت في خلق و تفجير تلك الأحداث ــ مثال على ذلك :
عندما اندلعت في عام 1956 الثورة الشعبية في هنغاريا ــ المجر ــ ضد النظام الستاليني القمعي بقيادة الديكتاتور راكوتشي ، انحاز إليها القائد الشيوعي المجري المعروف إمرة ناج ، الذي اعتقل بعد قمع الثورة بفعل التدخل السوفياتي العنيف ، ثم ُحكم عليه وعلى رفاقه سوية بالإعدام و نُفذ الحكم فيما بعد ..
ولكن بعد انهيار أنظمة المعسكر السوفياتي ، و الاتفاق السياسي بين الأحزاب المجرية على إقامة نظام تعددي ديمقراطي في البلاد ، جرت عملية رد الاعتبار لإمرة ناج ـــ و رفاقه طبعا ــــ و عُد بطلا قوميا و شهيدا وطنيا من أجل حرية شعبه ، و على ضوء ذلك أُقيم له تمثالا ، حيث اعتادت الأحزاب المجرية سواء منها اليمنية أو اليسارية و كذلك الليبرالية ــ في مناسبات وطنية ــ بوضع أكليل زهور على قبره و تحت تماثله ..