العراق وانقلاب 17 تموز الأسود (استحوذ عليهم الشيطان) (ح 3)

الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
ان حزب البعث الذي قاد انقلاب 17 تموز عام 1968 أسوء من حزب الشيطان فمع شروره فانه يخاف الله جل جلاله، ولكن حزب البعث لا يخاف الله والى يومنا هذا لا يعترف بجرائمه التي أدت الى مقتل ملايين الأبرياء وتفريغ خزينة العراق وتدمير البنية التحتية. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن الشيطان “اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ” ﴿المجادلة 19﴾ “استحوذ عليهم الشيطان” أي استولى عليهم وغلب عليهم لشدة اتباعهم إياه “فأنساهم ذكر الله” حتى لا يخافون الله ولا يذكرونه “أولئك حزب الشيطان” أي جنوده “ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون” يخسرون الجنة ويحصل لهم بدلها النار.

جاء في الموسوعة الحرة عن صدام حسين: الانقلاب الذي قام به حزب البعث العراقي – ثورة 17 تموز 1968 – والذي دعا لتبني الأفكار القومية العربية والتحضر الاقتصادي والاشتراكية والعلمانية، كما لعب صدام حسين دورًا رئيسيًا في انقلاب حزب البعث عام 1968 والذي وضعه في هرم دولة البعث كنائب للرئيس البعثي اللواء أحمد حسن البكر وأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة. وصل صدام إلى رأس السلطة في دولة بعث العراق، حيث أصبح رئيسًا لجمهورية العراق وأمينا قطريا لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1979 بعد أن قام بحملة لتصفية معارضيه وخصومه في داخل حزب البعث بدعوى خيانتهم للحزب. وفي عام 1980 دخل صدام حربًا مع إيران استمرت 8 سنوات من 22 سبتمبر عام 1980 حتى انتهت الحرب بتفاهم سياسي عراقي-إيراني في 8 آب/أغسطس عام 1988. وقام بعد انتهائها بإهداء إيران 120 طائرة حربية روسية الصنع. وقبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت وأصبح مصدر تهديد لأمن الخليج العربي في 2 آب/أغسطس عام 1990. والتي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية عام 1991.

جاء في موقع الجزيرة عن انقلاب قاده البكر وصدام يوم أطاح حزب البعث بالرئيس المسالم عبد الرحمن عارف وتولى حكم العراق للكاتب طه العاني: إنجازات وحروب: ويرى المحلل السياسي العراقي نجم القصاب في حديثه للجزيرة نت أن “حزب البعث حكم العراق بمرحلتين، مرحلة البكر والتي كانت مرحلة إيجابية واقتصادا قويا وعلاقات خارجية قوية، والتي تعد نهضة مؤقتة، حتى مجيء صدام حسين عام 1979”. وينوّه القصاب إلى أنه، وخلال الفترة 1968 – 1978، شهد العراق تحقيق الكثير من الإنجازات وسيادة القانون، وتوظيف مئات الآلاف من العمال والموظفين، وتدشين مشاريع الري والزراعة والصناعة، مشيرا إلى أن العلاقات الخارجية العراقية كانت إيجابية، وهذا يسجّل لدولة المؤسسات، لكن الأوضاع تدهورت بعد عام 1979 مع تسلم صدام حسين للسلطة وبدء مرحلة نظام حكم الفرد الواحد. النهضة التي شهدها العراق في عهد البكر خلال سبعينيات القرن الماضي تعتبر النهضة العربية الحقيقية منقطعة النظير، كما وصفها الباحث حسام بوتاني، لافتا إلى أن ذلك النهوض لم يقتصر على العمران فحسب، وإنما شمل مقدرات البلاد الاقتصادية والصناعية والزراعية والتعليمية. ويشير بوتاني إلى أن تلك الحقبة شهدت تحولا كبيرا في التطور في مسار الدولة العراقية، فالأنظمة الصحية والتعليمية والتصنيعية والعسكرية التي تأسست في السبعينيات لا تزال هي المؤثرة والحاكمة حتى اليوم، لافتا إلى أن اتفاق مارس/آذار لحل القضية الكردية وتأميم النفط العراقي ومحو الأمية، هي الإنجازات الأبرز التي تحققت خلال سبعينيات القرن الماضي. نقطة التحول: ويعتبر القصاب أن المرحلة التي تلت فترة حكم البكر، كانت بداية سيئة للعراق، حيث جاء صدام حسين لتبدأ مرحلته بإبعاد الخط الأول من حزب البعث والذين عارضوا تنازل الرئيس البكر وتسلم صدام للحكم، ما أدى إلى صعود الخط الثاني من الحزب ودخول العراق في حروب مع إيران وغزو الكويت والحصار الذي فرض على البلاد بعد ذلك ( 1990-2003). يقول بوتاني إن أبرز التداعيات التي أعقبت انقلاب عام 1968، هو تفرد الحزب الواحد بالسلطة وحكم الفرد الواحد، وإقصاء الآخرين، حتى عام 2003، وهو ما تسبب بالانغلاق السياسي في العراق، وانسداد مدخلات شرعية النظام إلا من الحالة الثورية التي أطّرها الحزب. وأضاف أن تحييد الجيش عن السياسة من أبرز ما جاء به الانقلاب، فمنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا، أصبح الجيش العراقي محيدا عن السياسة، وهو ما وضع حدا للانقلابات العسكرية، وأسس لهذه المرحلة الرئيس الراحل صدام حسين. وبحسب بوتاني، فإن انقلاب 17 يوليو/تموز 1968، يمثل نقطة التحول الأبرز في تاريخ الدولة العراقية منذ تأسيسها مطلع عشرينيات القرن الماضي، وذلك لأسباب عديدة، منها أن البعث أول حزب ثوري يتولى السلطة في العهد الجمهوري بالعراق.

قال الله تعالى عن الشيطان “طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ” ﴿الصافات 65﴾، “وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ” ﴿ص 37﴾، “وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ” ﴿ص 41﴾، “وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” ﴿فصلت 36﴾، “وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ” ﴿الزخرف 36﴾، “وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ” ﴿الزخرف 62﴾، “إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ” ﴿محمد 25﴾، “إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” ﴿المجادلة 10﴾، “اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ” ﴿المجادلة 19﴾، “كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ” ﴿الحشر 16﴾، “وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ” ﴿الملك 5﴾.

جاء في موقع براثا للكاتب قاسم العجرش: 17 تموز 1968 عاد الجيش كأداة للبعثيين، للقضاء على عبد الرحمن عارف، الذي حل محل اخيه عبد السلام، الذي قتله الجيش في حادث تحطم طائرته بطريقة مريبة! وبعد 13 يوم قام جماعة صدام والبكر في الجيش بإنقلاب، على إنقلابيي تموز ليصفى الجو للبعث. منذ 1968 لغاية 2003، كان الجيش ذراع البعثيين وصدام في قمع العراقيين..كرد وشيعة وسنة، مسيحيين وآيزيديين وفيليين وتركمان، إسلاميين وشيوعيين، قوميين ومستقلين..أبناء عشائر وحواضر، شروكَية وغربية، نساء واطفال، شباب ورجال وشيوخ، 38 سنة مارست قطعات من الجيش الباسل “على شعبه”، أقسى سياسات القمع والإذلال، أبرزها ما قام به في آذار 1991 حينما قمع الإنتفاضة، في أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة، وفي البصرة والناصرية والعمارة وألأهوار، وكربلاء المقدسة والنجف ألاشرف، والدجيل وخانقين ومندلي. في كل بقعة من خارطة العراق..الجميع نالوا نصيبهم من القمع، على يد الجيش “الباسل على شعبه”، وتحول العراق الى مقبرة جماعية. اثناء وقبل حرب صدام نيابة عن الأمة العربية، ضد “الفرس الصفويين المجوس”، نفذ الجيش جرائم القتل والتهجير بحق مئات الآلاف من الفيليين، ورماهم على الحدود..والى ألأمام سر نحو حقول الألغام. بعدها في عام 1990 هاجم جيش “الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، أحد دول “الأمة العربية”، فيحتلها وينهبها ويحولها الى المحافظة التاسعة عشر. وبعدها القصة معلومة، حصار وجوع وقهر وإذلال لعموم العراقيين، وما نزال نعاني آثار هذا العمل الأهوج، الذي نفذه الجيش الذي قال لصدام عد عيناك. في 2003 ينهزم الجيش امام تحالف دولي تقوده امريكا، التي اخرجت قائده العام الرفيق المناضل المهيب الركن من حفرة. قصة هزيمته في 2014 أما الإرهاب، وتسليمه الموصل وثلث العراق؛ الى 200 نفر من الوهابيين معروفة لكم، وما نحجي بيها، فقد كادت بغداد أن تسقط، لولا أنكم أرسلتم أولادكم بناءا على فتوى المرجعية للقتال دفاعا عن العراق،وانتصرتم، يومها كان المدنيين بصعدون اللوريات متوجهين الى جبهات القتال،فيما كان الجنود يودعونهم ويقومون بإركابهم.

جاء في موقع المعرفة عن ثورة 17 تموز عام 1968: الانقلاب: كان التخطيط لانقلاب ضد عارف ويحيى جارياً اعتبارا من مارس 1968، عندما نوقش الموضوع في “مؤتمر الضباط” الذي عُقد في منزل اللواء البعثي أحمد حسن البكر. كان حزب البعث قد نظم في وقت سابق مظاهرة كبيرة ضد عارف في سبتمبر 1967. وفي 17 يوليو 1968 تم الانقلاب بواسطة عناصر حزب البعث العراقي، وبالتعاون مع غير البعثيين.و نُصب البكر رئيساً، وعُين عبد الرحمن الداود وزيرا للدفاع وعبد الرزاق النايف كرئيس للوزراء، واستولوا على السلطة في انقلاب أبيض، فيما وضع الرئيس عارف على متن طائرة متجهة إلى لندن. ثم في 30 يوليو أمر البكر بإبعاد نايف وداود من مناصبهما ونفيهما، مما أدى لسيطرة حزب البعث على العراق حتى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس 2003. ثم عين البكر رئيسا للوزراء وقائدا عاما للجيش. وفقًا لسيرة ذاتية شبه رسمية، قاد الرئيس العراقي المستقبلي صدام حسين شخصياً عبد الرزاق النايف تحت تهديد السلاح إلى الطائرة التي نقلته إلى خارج العراق. واكنت السفارة الأمريكية في بيروت، هوي المصدر الأمريكي الرئيسي للمعلومات الاستخباراتية بشأن العراق بعد إغلاق السفارة الأمريكية في بغداد، بأن نايف وداود اللذان مسؤولين عن المخابرات العسكرية والأمن الشخصي للرئيس عارف، هما من بادرا بالمؤامرة، وأن البعثيين، بمن فيهم البكر وحردان التكريتي وصالح مهدي عماش، طُلب منهم فقط المشاركة من أجل تشكيل تحالف أوسع لدعم الحكومة الجديدة. ويقول وولف هونيكوت: “على الرغم من أن نايف أعدم، إلا أن الانقلاب نظمه بكر ونائبه صدام حسين”. وأن كل من فصيلتي نايف وبكر تحركا بدافع معارضة يحيى. لذا بعد الإطاحة به، تم نفي عارف إلى المملكة المتحدة، وحتى يحيى لم يتم إعدامه، ويرجح أن سبب ذلك، الرغبة بتجنب الاهتمام الدولي السلبي الذي نتج عن إراقة الدماء التي صاحبت تغييرات أخرى في الحكومة في تاريخ العراق المعاصر.