بطاقة الناخب… الكارت الذي يُباع به العراق..!

حسن درباش العامري

مستقبلك ومستقبل ابنائك…فلا تتنازل عنها لمن لا يستحقها …

موضوع يجول في خاطري ولكني لا ادري كيف افتتح الدخول ،فقلت في نفسي ربما تدفعني الوقائع لأكتب عنها لاني لا اكتب حتى اجد مايشدني شدا لتكون كلماتي صادقة فما يخرج من القلب ليستقر في قلوب الشرفاء الوطنيين الذي انجبتهم أرحام طاهرة وشهور مؤمنه ..منذ أيام تصلني رسائل تطلب مني التحدث حول الانتخابات والمال السياسي وبيع البطاقات الانتخابيه وبيع الاصوات ،واليوم استلمت رسالة من صديق عزيز يطالبني بتناول الموضوع !! فكان هذا المقال….

بطاقة الناخب، هذه البطاقة الصغيرة التي يحملها المواطن في جيبه، ليست مجرد وسيلة للوصول إلى صندوق الاقتراع، بل هي مفتاح تقرير مصير العراق. بها تُصنع الحكومات، وتُمنح الشرعيات، وبها أيضًا – للأسف – يُباع الوطن.

لقد تحولت بطاقة الناخب اليوم إلى سلعة رخيصة في أسواق السياسة الفاسدة، لا تُشترى بالرغبة في التغيير ولا بالبرامج الانتخابية، بل تُشترى بالنقود المسروقة من المال العام، ويُدفع ثمنها من ميزانية الصحة والتعليم والخبز والدواء.

فأي بلد هذا الذي يشتري مستقبله بأمواله المسروقة؟
عندما يبيع المواطن صوته…
حين يبيع المواطن صوته، فإنه لا يبيع بطاقة، بل يبيع:
فرصة ابنه في التعيين.
أمل ابنته في الدراسة.
أمان أمه في المستشفى.
لقمة أخيه العامل الكادح.
حلمه هو بحياة كريمة.

إنّ بيع الصوت الانتخابي يعني منح الفاسدين تفويضًا جديدًا لنهب العراق من جديد، ويعني إعادة تدوير الأزمات وإدامة الفقر وتدوين الشقاء بأيدينا.

أدوات الشراء… أموال فاسدة ومسالك مشبوهة
المال الذي يُشترى به صوت المواطن، هو نفسه المال الذي سُرق من قوت الشعب، هو المال الذي كان يجب أن يُبنى به مستشفى أو طريق، أو يُصرف به راتب أو إعانة، فإذا به يعود إلى الشعب كرشوة سياسية حقيرة، في موسم المساومات الانتخابية.
هؤلاء الذين يشترون الأصوات لا يسعون لبناء الدولة، بل لبناء نفوذهم، ولا يفكرون بالمواطن، بل بالكرسي، ولا يخافون الله، بل يخافون فقط أن تفلت السلطة من أيديهم.

أي مستقبل نمنحه لأطفالنا؟
هل يرضى أحدنا أن يكون مستقبل أولاده مرهونًا بسعر بطاقة؟
هل نرضى أن نبقيهم في نفس دائرة الفساد والعوز والإهمال التي عشناها؟
هل نريد لأحفادنا أن يلعنونا غدًا لأننا بعنا الوطن مقابل ورقة نقدية تافهة؟
إن السكوت عن هذه الظاهرة مشاركة فيها، والتساهل معها خيانة لأمانة الوطن، ومحاربة بيع الأصوات ليست معركة موسمية، بل معركة وجودية، من أجل أن يبقى العراق عراقًا، لا مزرعة مباعة ولا غنيمة سياسية.

رسالة إلى المواطن:
صوتك هو حصنك، وصندوقك هو سلاحك، فلا تفرّط به.
لا تبيع العراق مقابل مال لن يدوم، وكرسي لن يُقرّب لك دواء أو فرصة أو كرامة.
انتخب من ترى فيه الكفاءة والنزاهة، لا من يلوّح لك بحفنة دنانير مسروقة.