عبد الحسن النصر الله… نقيب القلوب في ذي قار

وليد الطائي

عندما تتحدث عن الأخلاق، فأنت تتحدث عن عبد الحسن داود النصر الله،

وعندما تبحث عن التواضع في زمن التكبر، تجد اسمه يتصدر المشهد في محافظة ذي قار.

رئيس فرع نقابة الصحفيين في المحافظة، لكنه في الحقيقة رئيس قلوب الزملاء، وحامل همومهم، والمدافع عن حقوقهم، دون ضجيج أو تكلّف. رجل يفرض احترامه لا بمنصبه، بل بأدبه، ويكسب محبة الناس لا بالمجاملات، بل بخدمة حقيقية صادقة لا تنقطع.

من يقترب من هذا الرجل يُدهش بطيبته، ويتفاجأ بتواضعه الجم، ويشعر بالخجل من حجم نُبله وإنسانيته. إذ لم يعرف عنه يوماً أنه ردّ صحفياً طلب المساعدة، أو أغلق بابه بوجه سائل، أو استخدم موقعه لغير ما خُلق له: خدمة الزملاء، والدفاع عن الكلمة الحرة، وتعزيز مكانة الإعلام في ذي قار.

النصر الله ليس مجرد نقيب لنقابة فرع ذي قار أو إداري، بل أخٌ كبير لكل إعلامي في هذه المدينة، يحمل معهم هموم المهنة، ويضع يده على الجرح، لا يتوارى ولا يتنصّل. بل نراه حاضراً في كل مناسبة، مبادراً في كل أزمة، صبوراً في وجه الضغوط، مخلصاً في قراراته، ومحباً لزملائه بمقدار لا يُوصف.

في زمنٍ أصبحت فيه المناصب مكافآت لمن لا يستحق، يُثبت هذا الرجل أن بعض المواقع ما زالت تسكنها القامات الحقيقية، والرجال الذين يخدمون بصمت، ويعملون من أجل الآخرين لا من أجل الصور أو العناوين.

نكتب اليوم عن عبد الحسن داود النصر الله، لا لأنه يرغب بالتكريم، بل لأنه يستحقه. نكتب عنه لنقول له: إنك بين أهلك، وأن أخلاقك التي لا تصطنع، وتواضعك الذي يخجلنا جميعاً، وخدمتك التي لا تكلّ ولا تملّ، قد وضعتك في مكانة لا يصنعها منصب، بل تصنعها القلوب.

بوركتَ أيها النقيب الإنسان.

وبوركت خطاك التي ما زالت تذكرنا أن في العراق من بقي نزيهاً، خدوماً، طيباً، يشبه الناصرية… ويشبه العراق.