بمناسبة المولد النبوي: أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 313)‎

فاضل حسن شريف

7339- في مجمع البيان: بإسناده قال أنس بن مالك: كان النبيّ صلى الله عليه وآله ينحر قبل أن يصلّي، فأمر أن يصلّي ثُمَّ ينحر.

7340- أخرج البخاري بإسناده قال: “قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: أنت منّي وأنا منك”.

7341-  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لا خير في الصدق إلا مع الوفاء. المصدر: بحار الأنوار.

7342- في المجمع للطبرسي: بإسناده عن جابر بن سمرة: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله خطب إلاّ وهو قائم، فمن حدّثك أ نّه خطب وهو جالس فكذّبه 166.روي هذا المعنى عن عبد الله بن مسعود أيضاً.

“7343- جاء في موقع مدينة الحكمة: الاستسقاء بالنبيّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم: أشار المؤرخون إلى ظاهرة الاستسقاء برسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم التي حدثت أكثر من مرة في حياته، حين كان رضيعاً وحين كان غلاماً في حياة جدّه وعمه أبي طالب. فالمرة الأولى: لمّا أصاب أهل مكّة من الجدب العظيم، وأمسك السحاب عنهم سنتين، أمر عبد المطلب ابنه أبا طالب أن يحضر حفيده محمداً صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم فأحضره ـ وهو رضيع في قماط ـ فوضعه على يديه واستقبل الكعبة وقدّمه إلى السماء، وقال: يا ربِّ بحق هذا الغلام، وجعل يكرّر قوله ويدعو: اسقنا غيثاً مغيثاً دائماً هطلاً، فلم يلبث ساعة حتى أطبقت الغيوم وجه السماء وهطل المطر منهمراً حتى خافوا من شدته على المسجد أن ينهدم. وتكرر الاستسقاء ثانياً بعد مدة وكان النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم في هذه المرة غلاماً حين خرج به عبد المطلب إلى جبل أبي قبيس ومعه وجوه قريش يرجون الاستجابة ببركة النبيّ صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم، وقد أشار أبو طالب إلى هذه الواقعة بقصيدة أولها: أبونا شفيع الناس حين سقوا به * من الغيث رجاس العشير بكور   ونحن ـ سنين المحل ـ قام شفيعنا * بمكّة يدعو والمياه تغور. ونقل المؤرّخون أن قريشاً طلبت من أبي طالب أن يستسقي لهم فخرج أبو طالب إلى المسجد الحرام وبيده النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم ـ وهو غلام ـ كأنه شمس دجى تجلّت عنها غمامة ـ فدعا الله بالنبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم فأقبلت السحاب في السماء وهطل المطر فسالت به الأودية وسرّ الجميع وقد ذكر أبو طالب هذه الكرامة أيضاً عندما تمادت قريش في عدائها للنبيّ صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم ورسالته المباركة فقال: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه   ربيع اليتامى عصمة للأرامل   تلوذ به الهلاك من آل هاشم   فهم عنده في نعمة وفواضل. وكلّ هذا يعرب لنا عن توحيد كفيلي رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم الخالص و إيمانهما بالله تعالى، ولو لم يكن لهما إلاّ هذان الموقفان لكفاهما فخراً واعتزازاً. وهذا يدل أيضاً على أن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم قد نشأ في بيت كانت الديانة السائدة فيه هي الحنيفية وتوحيد الله تعالى.

7344- وقال السيد القاضي نور الله التستري في كتابه القيم (إحقاق الحق): “لما نزل قوله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” (الحجرات 10) آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين الأشكال والنظائر بوحي من الله تعالى، ليكون كل أخ يعرف بنظيره وينسب إلى قرينه، ويستدل به عليه ويتضح به شرف منازل الأصحاب، ويتميز به الخبيث من الطيب، والمميز لهم كان جبرئيل عليه السّلام، مع إنّ مماثلة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا تقع إلا على الصحة والسداد، لأنه صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يجوز إنّ يشبه الشئ بخلافه ويمثله بضده، لكن يضع الأشياء في مواضعها للمواد المتصلة به من الله تعالى، فقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام: أنت أخي وأنا أخوك يريد به إنّ المناظرة والمشابهة والمشاكلة بينهما من الطرفين وفي جميع المنازل إلا النبوة خاصة، والعرب تقول للشئ انه أخو الشئ إذا شبهه وماثله وقارنه ووافق معناه، ومن ذلك قوله تعالى: “إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً” (ص 23) وكانا جبرئيل وميكائيل عليهما السّلام، وقوله تعالى: “يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْء” (مريم 28) ومعلوم إنّ الإخوة في النسب فقط لا توجب فضلاً، لان الكافر قد يكون أخاً لمؤمن، لكن الإخوة في المماثلة والمشابهة هي الموجبة للفضل، ومولانا أمير المؤمنين عليه السّلام حصلت له من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الإخوة فيها وفي مراتب كثيرة. منها: انّه مماثله في النفس بنص القرآن المجيد وقد سبق بيانه في آية المباهلة. ومنها: انّه مضاهيه في الولاية لقوله تعالى: “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ” (المائدة 55) الآية وقد تقدم أيضاً. ومنها: انه مناظره في العصمة بدليل قوله تعالى: “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ” (الأحزاب 33) الآية. وقد مضى شرحه. ومنها: أنه مشابهه ومشاركه في الأداء والتبليغ بدليل الوحي من الله سبحانه إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم يوم أعطى براءة لغيره، فهبط جبرئيل عليه السّلام وقال: لا يؤديها إلاّ أنت أو رجل منك، فاستعادها من أبي بكر ودفعها إلى علي عليه السّلام، وقد سلف بيانه. ومنها: انّه نظيره في النسب الطاهر الكريم. ومنها: انّه نظيره في الموالاة، لقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من كنت مولاه فعلي مولاه كما مر. ومنها: فتح بابه في المسجد كفتح باب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وجوازه في المسجد كجوازه ودخوله في المسجد جنباً كحال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقد مرّ أيضاً. ومنها: انه نظيره في النور قبل خلق آدم بأربعة آلاف عام، والتسبيح والتقديس يصدر منهما لله عزّوجلّ، وقد تقدم هذا أيضاً. ومنها: أن نظيره في استحقاق الإمامة، لأنه يستحقها على طريق استحقاق النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم النبوة سواء، بدليل قوله تعالى لإبراهيم: “إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي” (البقرة 124) الآية. وقد مرّ بيان ذلك، وإنهما عليهما السّلام دعوة إبراهيم الخليل عليه السّلام. ومنها أنه أخوه بسببين آخرين وهو: أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يسمي فاطمة بنت أسد أمّاً، والعم يسمى أباً بدليل قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ” (الأنعام 74) الآية. قال الزّجاج: أجمع النسابون إنّ اسم أب إبراهيم تارخ، وبقوله تعالى حكاية عن يعقوب “مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي” (البقرة 133) الآية وإسماعيل كان عمه. إلى غير ذلك من الأشياء الشريفة التي شابهه وناظره فيها وتعذر استقصاؤها ههنا، ومن يكون مشاكلا ومضاهياً للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذه المراتب العظيمة الجليلة، لا ريب في انّه يكون أحق بالخلافة وأجدر ممّن لم يحصل له شيء من هذه أو بعضها، وهذا ظاهر لمن تأمّله، بين لمن تدبره. إنّ شاء الله سبحانه”.

7345- عنه صلى الله عليه وآله: الحَرَمُ لا يُختَلى خَلاهُ، ولا يُعضَدُ شَجَرُهُ ولا شَوكُهُ، ولا يُنَفَّرُ صَيدُهُ فَمَن أصَبتُموهُ اختَلى أو عَضَدَ الشَّجَرَ أو نَفَّرَ الصَّيدَ فَقَد حَلَّ لَكُم سَبُّهُ وأن توجِعوهُ ظَهرَهُ بِمَا استَحَلَّ فِي الحَرَمِ .

7346- في الخصال: بالإسناد عن عائشة أنّها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله عندي يصلّي بعد العصر ركعتين.

7347- رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بَني عَبدِ مَناف، لا تَمنَعوا أحَداً طافَ بِهذَا البَيتِ وصَلّى أيَّةَ ساعَة شاءَ مِنَ اللَّيلِ والنَّهارِ.

7348-  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لا خير في منظر إلا مع المخبر.المصدر: بحار الأنوار.

7349- في الاختصاص: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا خطب قال في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خلُقه وطهرت سجيّته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من كلامه وأنصف الناس من نفسه.

7350- وروى محمّد بن رستم بسنده عن ابن عبّاس قال: “قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنت سيّد في الدّنيا وسيّد في الآخرة من أحبّك فقد أحبّني وحبيبي حبيب الله، وعدوّك عدّوي، وعدّوي عدّو الله، فالويل لمن أبغضك وكذّب فيك، قاله لعلّي.

7351-  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لا خير في قول إلا مع الفعل. المصدر: بحار الأنوار.

7352- في عيون الأخبار: بأسانيد عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون قال: والاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات سنّة.

7353- كان  صلى الله عليه وآله وسلم يُؤثر الداخلَ عليه بالوسادة التي تحته فإن أبي أن يقبلها عَزَم عليه حتى يفعل (إحياء العلوم للغزالي).

7354- جاء في موقع مدينة الحكمة: رضاعه الميمون: أصبح محمد صلي ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم الشغل الشاغل لجدّه عبد المطلب الذي فقد ابنه عبد الله ـ وهو أعزّ أبنائه ـ في وقت مبكّر جداً. من هنا أوكل جدّه رضاعه إلى (ثويبة) وهي جارية لأبي لهب كي يتسنى لهم إرساله إلى بادية بني سعد ليرتضع هناك و ينشأ في بيئة نقيّة بعيداً عن الأوبئة التي كانت تهدد الأطفال في مكة ويترعرع بين أبناء البادية كما هي عادة أشراف مكة في إعطاء أطفالهم الرضّع إلى المراضع وكانت مراضع قبيلة بني سعد من المشهورات بهذا الأمر، وكانت تسكن حوالي مكة ونواحي الحرم وكانت نساؤهم يأتين إلى مكة في موسم خاص من كل عام يلتمسن الرضعاء خصوصاً عام ولادة النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم حيث كانت سنة جدب وقحط فكنّ بحاجة إلى مساعدة أشراف مكة. وزعم بعض المؤرخين أنه لم تقبل أية واحدة من تلك المراضع أن تأخذ (محمداً) بسبب يتمه، وأوشكت قافلة المراضع أن ترجع ومع كل واحدة رضيع إلاّ حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية فقد أعرضت عن النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم أوّل الأمر كغيرها من المرضعات وحين لم تجد رضيعاً قالت لزوجها: والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه. ورجح لها زوجها ذلك فرجعت إليه واحتضنته والأمل يملأ نفسها في أن تجد بسببه الخير والبركة. ويردّ هذا الزعم مكانة البيت الهاشمي الرفيعة وشخصية جدّه الذي عرف بالجود والإحسان ومساعدة المحتاجين والمحرومين. على أن بعض المؤرخين قد ذكر أن أباه قد توفي بعد ولادته بعدة أشهر. كما روي أنّه صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم لم يقبل إلاّ ثدي (حليمة). قالت حليمة: استقبلني عبد المطلب فقال: من أنت؟ فقلت: أنا امرأة من بني سعد. قال ما اسمك؟ قلت: حليمة. فتبسم عبد المطّلب وقال: بخ بخ سعدٌ وحلم خصلتان فيهما خير الدهر وعزّ الأبد. ولم يخب ظنّ حليمة في نيل البركة وزيادة الخير بأخذ يتيم عبد المطلب فقد روي أن ثدي حليمة كان خالياً من اللبن فلما ارتضع النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم منه امتلأ ودرّ لبناً. وتقول حليمة: عندما أخذنا رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم عرفنا الخير والزيادة في معاشنا ورياشنا حتى أثرينا بعد الجدب والجهد. وأمضى وليد (عبد المطلب) في أحضان حليمة وزوجها في مرابع بني سعد ما يقارب خمس سنوات رجعت به خلالها إلى أهله عند فطامه بعد أن أتم السنتين على كره منها; لما وجدت فيه من السعادة والخير، كما أن أُمّه أرادت أن يشتد عود ابنها بعيداً عن مكة، خوفاً عليه من الأمراض فرجعت به مسرورة. وروي أنها جاءت به ثانيةً إلى مكة خوفاً عليه من أيادي السوء عندماشاهدت جماعة من نصارى الحبشة القادمين إلى الحجاز قد أصرّوا على أخذه معهم إلى الحبشة لأنهم وجدوا فيه علائم النبىّ الموعود، لينالوا بذلك شرف احتضانه وبلوغ المجد باتّباعه.