انتصار الماهود
لم أكن يوماً ممن يتشمت بالأموات، فالموت والحياه سنتان خلقها الله لنا، ولا مفر لنا منهما وهما خطا على جبين إبن آدم.
لكن الشخصية التي أتحدث عنها اليوم، من أكثر الشخصيات الدينية المثيرة للجدل، وتسببت فتاواه بإزهاق آلاف الأرواح من أبناء مذهبي، دون أي سبب مقنع سوى أنهم شيعة فقط.
لنتعرف أولا عليه، اسمه الكامل عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ ولد في عام 1943، شغل منصب مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، والرئيس العام للبحوث العلمية والافتاء، شخصية غريبة جداً، تولى مسؤولية الإفتاء في المملكة عام 1999 وحتى وفاته في أيلول 2025.
اختلف جذرياً مع الشيعة الإمامية في الأصول والعقائد والإمامة والعصمة، واعتبرها كلها اجتهادات من علماء الشيعة، ليس لها جذور وكان ينظر لمن يزور قبور أهل البيت عليهم السلام، بأنهم مشركون ومبتدعون والبدع ضلالة وهي تؤدي الى النار.
بل كان من منبره يحذر من الانخداع بالفكر الشيعي، والانجراف وراء الدعوات المذهبية التي يطلقها الشيعة، حسب تعبيره لأن هذا يؤدي الى شق عصا المسلمين ويسبب الفتنة، وكأن الفتنة لم تبدا منذ أيام سقيفة الملاعين، أو حتى حين استشهد الحسين عليه السلام على يد شرار خلق الله، يزيد الملعون وزبانيته، بل ذهب بعيداً في أحد خطبه، بأن يجاهر بالكره والتحذير من الشيعة، واصفاً إياهم بأنهم أهل بدع وضلالات، وخطرهم على الأمة الإسلامية كبير إن لم يتم الحذر منهم.
(هاي الطراگيع طلعنا احنا كلها مسويها وحتى حرب الجمل إحنا اللي حرضنا عليها وحتى ثقب الاوزون احنا السبب بيه يا سبحان الله !؟)
كان من جهة يحرض ضد الشيعة، ومن جهه أخرى يدعو لوحدة الأمة الإسلامية، وإن الخلاف الذي يحصل يجب أن لا يصل لحد تشكيل صراع دموي داخلي، لنفهم هذه النقطة جيدا، كيف يدعو للوحدة معي وهو يكفرني، ويحرض المسلمين على قتلي ويبيح دمي ويعتبرني خارجا عن الدين والملة!
كيف اتعايش مع أناس تضع يدها بيد اليهودي وتطبع معه، وهو من ذكره الله تعالى في كتابه الكريم بأنه من اهل النفاق والغدر .
ذكر الله تعالى أن الأعراب أشد كفرا ونفاقا، وهو من الأعراب إذا لا حرج من اجتماعهم معاً واتفاقهم ضدي.
بل ذهب داعيتهم لأبعد مما تتصورون، بانه اتهم الشيعة عموما بأنهم غير مسلمين، ودعا الى عدم نصرتهم في أي قضية يتعرضون لها.
زين ليش ما دعم فلسطين معقولة عباله فلسطين شيعية، ولازم يغض البصر عنها؟، بس هااا مو عينه العورة عين الصاحية، غمضها عن الجوع والقتل والدمار الذي يحدث في غزة.
لم يكن يوما علماء المسلمين كما يسمون أنفسهم في السعودية، ممن يتصفون بالوسطية أبدا، بل كانوا يغالون في التطرف ضدنا ويعتبروننا من العجم أو الفرس، وكأن أصل التشيع فارسي وليس من نسل محمد صلوات الله وسلامه عليهم، رأينا منابرهم لعقود لا بل لقرون تظلم حق آل محمد من ولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ويكفر أتباعهم من على المنابر، ويتم التحريض على قتلهم والأغرب والأدهى أن هذه المنابر التي تلعن الشيعة تتقرب لليهود زلفى.
توارث علمائهم هذه العقيدة وهذا الفكر المنحرف حتى يومنا هذا، فكرهم العفن تسبب لنا بالويلات في العراق، خاصة بعد عام 2003 حيث قامت السعودية وبسبب الفتاوى التكفيرية للأعور الدجال وغيره، بتصدير آلاف الانتحاريين والارهابيين ليفجروا أجسادهم العفنة، في أسواقنا وشوارعنا وليس هذا فحسب، بل غسل أدمغة الآلاف من شبابنا من أبناء السنة، وخلق معسكر معادي في داخل البلد ضد أبناء بلدهم، قائم على الحقد والطائفبة والارهاب، حتى بعد انفتاح السعودية على البحري تجاه الغرب، وتغير أفكارها الدينية والسياسية والإقتصادية ونمط الحياة هناك، لكنها لا تزال ثابتة على أمر واحد لم تغيره وهو كره الشيعة والتحريض ضدهم.
الأعور الدجال مات وارتحنا منه، لكن هل سنرتاح من فتاواه وآثارها التي امتدت عميقا في مجتمعنا أم سنردد هذا البيت ونحن نتفرج :
مات في القرية كلب فاسترحنا من عواه خلف الملعون جرواً فاق بالنبح أباه
يا ترى أي جرو سيخلف الكلب الذي مات؟!، وهل سيكون أقوى بفتاواه التكفيرية المتطرفة أم أن حملة نباحهم سوف تهدأ قليلاً؟