شعوب ساذجة غير مؤهلة لإدارة نفسها، نعيم الخفاجي

الكاتب : نعيم الخفاجي
—————————————
شعوب ساذجة غير مؤهلة لإدارة نفسها، نعيم الخفاجي

أي شعب أو مكون يتعرض للظلم والاضطهاد لعدة عقود من الزمان، تنشأ أجيال بشرية يفكرون كيف يأكلون ويشربون ولا تهمهم كرامتهم وقيمهم ومبادئهم، العرب حكمهم الترك والعجم والمماليك قرون طويلة من الزمان.
على سبيل المثال سيطر الأتراك على قصر الخلافة العباسية عندما استعان المأمون بهم على قتل أخيه الأمين عندما تقاتل أبناء هارون على الخلافة بعد هلاك ابيهم، وبقي الأتراك مسيطرين إلى حقبة دخول التتار، المفتي الدويدار التركي خدع الخليفة العباسي واستفز القائد المغولي هولاكو حفيد جنكيز خان والذي بزمنه قضى على الخورازميين وتعاون معه الخليفة العباسي للقضاء على البويهيين الشيعة الإسماعيلية ووصلت جيوش التتار إلى قضاء مندلي، وفرض الجزية على الخليفة العباسي لدفعها وإلا تأتي جيوش التتار لتأديب الخليفة العباسي.
بسبب للدويتار الخليفة العباسي اغضب هولاكو وارسل له جزية بسيطة، أثارت حفيظة هولاكو واقتحم بغداد وقتل الخليفة بدار الخلافة وهو بين احظانه غلام جميل مع جارية ترتدي سواد ترقص في حضرة أمير المؤمنين الخليفة العباسي ،
تسبب المفتي الديويدار في اقتحام بغداد، هرب الدويدار التركي في اتجاه جبال كردستان وبقي الأتراك يتحينون الفرص لبسط نفوذهم على أراضي الدول العربية.
حال انسحاب التتار، تقدم الأتراك في اتجاه مصر وسيطروا على المماليك وجلبوا بقايا العباسيين لمبايعة الزعيم التركي الذي حرك قواته في اتجاه بغداد وضمها واعلن عن الدولة العثمانية التركية التي حكمت العرب ما يقارب خمسة قرون.
لذلك العرب لايعرفون يحكمون انفسهم، دائما ذيول إلى المحتلين، بل ما نراه من طغيان في الدول العربية لم يكن نظام حكم، بل هناك بيئات عربية مجتمعية ساذجة يغلب عليهم التعصب الديني والمذهبي والقومي والقبلي.
لو دققنا بأسماء الطغاة من المجرم عبدالله بن زياد ومعاوية ويزيد والحجاج إلى عبد الناصر وصدام والقذافي والوهابية ملوك وشيوخ تكفير إلى الجولاني السفياني، هؤلاء الطغاة لم يقوموا في بناء دول تحكمها مؤسسات دستورية حاكمة، بل صنعوا أنظمة حكم قمعية، والعجيب أن قطعان الغوغاء والقتل والخطف والسبي والزنا يساندوهم.
بل بسبب خنوع وسذاجة البيئات المجتمعية العربية، ترسّخ في نفوس أبناء الشعوب العربية المتخلفة، حنين غريب عجيب بالانقياد إلى الجلاد، كحنين الجمال( البعران) إلى دياره الأولى الصحراء وحنين الجاموس إلى المستنقعات، حنينٌ الشعور بعقدة العبودية والدونية، حتى بعد سقوط الطاغية، للظاهر توجد جينات وراثية تورث الذل والعبودية.
المستعمر البريطاني والفرنسي يعرف انكسار شخصيات العرب لذلك قسم ودمج مكونات مجتمعية غير متجانسة ودعم الأنظمة القمعية، تتسلط على رقاب الشعوب العربية، وخاصة لدى الييئات المجتمعية العربية الشعور بعقدة العبودية والذل والتعصب والتطرف وعشق سفك دماء من يختلفون معهم دينيا ومذهبيا وقوميا وبطرق قبيحة.
طبيعة العرب وخاصة أصحاب الثقافة الصحراوية الوهابية من اتباع ابن تيمية أمام المفخخين، يمتازون في الخضوع أمام الحاكم، ينسجون قصص من البطولة الزائفة التي يصنعها الحاكم العربي الطاغي بالخوف، وأصبحت الهوية الوطنية تقاس بالولاء للحاكم الظالم، معظم أبناء شعوب العرب، يبحثون عن سيدٍ جديد حاكم ليطيعوه ويعبدوه، باسم الوطن أو الثورة أو الدين.
هناك من الكتاب العرب يقولون( ‏لم تُهزم الأمة بالسيف، بل بالوهم. ذلك الوهم الذي صار يسكن الضمير العربي حتى فقد الضمير نفسه وظيفته الأخلاقية).
هذا الكلام به جزء من الصحة، لكن انا متأكد كاتب هذا القول هو أحد الحمير الذين يقفون مع أنظمة البداوة الوهابية صنيعة دول الاستعمار وهم سبب البلاء و الانبطاح والذل.
غالبية الشعوب العربية فقدوا القدرة على الشعور بالذنب؟ والشعور في آلام إخوانهم بالوطن، رأيت منظر قيام عصابات الجولاني السفياني بخطف طفل شيعي علوي من مدرسته الابتدائية، وللاسف الفيالق الإعلامية الوهابية يبررون ذلك بالقول أن نظام الأسد البعثي كان ظالم، فهل تكرار الظلم مبرر؟ سقوط اخلاقي وضمير إنساني مفقود للأسف.
هناك حقيقة، آلاف السنين وهذه البقعة المسماة اليوم بالشرق الأوسط لم تعرف استقرارا، فالحروب فيها تتعاقب وكأنها قدر دائم، يسقط طاغي يحل محله مجرم جديد.
بالعراق توجد معركة انتخابية دخلت في كروب في الفيس بوك، يخص اسرى حرب الكويت، بطل الحفرة طردهم دون راتب تقاعدي، والناس طالبوا بحقوقهم، تم تسويف قضيتهم، الآن فجأة فئات سنية بعثية يقولون لديهم تواصل مع وزارة الدفاع العراقية ومع شخصيات سنية بارزة بالوزارة، ومن خلال تحالف حسم البعثي الطائفي تبرعوا في صرف رواتب تقاعدية للاسرى، رأيت العجب العجاب مئات أشخاص من ضحايا نظام صدام الجرذ، اسرى شيعة ظلمهم صدام الجرذ وطردهم دون راتب تقاعدي، للأسف بدأوا يكتبون نعطي أصواتنا إلى قائمة حسم البعثية، شر البلية مايضحك، تصوروا في اسم الحصول على الحقوق يتم سرقة أصوات الناخبين، طيب حتى لو تحالف حسم البعثي اكمل لكم قضية التقاعد، اخذ حقك واصمت، استفيد ولاتكن بوق رخيص يشتروك بحقك الطبيعي انه الغباء والجهل، هناك خلل في البنية النفسية والعقلية لدى ابناء مجتمعاتنا، حيث تتراكم المظالم وتتشابك العصبيات التي تغذّيها ثقافة نتاج بيئة متخلفة، في الختام حرب غزة قد انتهت، وعلى القوى الشيعية الاستفادة من دخولهم بمواجهة مع بني صهيون الذين تخشاهم كل قوى العالم ولأجل قضية شعب فلسطين بغزة الكاره لكل من هو شيعي، نعم يوجد أفراد فلسطينيين يحبون الشيعة لكن الغالبية مكفرة لكل من هو شيعي، بل انا عندي مئات أصدقاء وجيران فلسطينيين، على القوى الشيعية وبالذات العراقية الكف عن زج الشيعة بصراعات فوق طاقتنا وليس لنا بها ناقة ولاجمل، يفترض بالقوى الشيعية خدمة ابناء مكونهم والعمل على كسب الحاضنة الشعبية الشيعية العراقية الحاضنة لهم مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
10/10/2025