حسن العكيلي
مرتبك قلمي – ينظر للسطر بخوف
يشعر بالقلق المفرط والرهبة
ككف عجوز تهتز بعنف من فرط اضطراب الهلع
مرتجف قلمي حين يصير بين السبابة والابهام
كمدان يقف بمسافة خطوات من مشنقة الاعدام
للحرف الصادق نور
يبرق فوق سطور الورق الابيض
يمنح ليل القصيد ضياءا
يرفع من خارطة اللون بقايا قيح الاسقام
يمسح من لوح مداها – ذرات غبار الاوهام
الكلم الناصح قبس من نور يلف مدار الارض
كطير يعشق ليل الهجرة
منذ ملايين الاعوام
يغلف ذاكرة البشر بالزنبق والريحان
يمنحها ثقة عمياء
ونور يقين يسكن في لب الوجدان
حين يلامس قلمي جدار الورق الابيض
يسيح الحبر فوق جذور الشجر المتهالك
يعيد النبض اليها- يمنحها ثوبا اخضر
وصباحا ابيض مكتنزا بالاضواء
يسالني قلمي لماذا تسافر في اعماق الوجدان
تحرث سطح الارض البور
تلقي في رحم الصيرورة شيئا من صلبك
وتصبر اياما معدودات
تتحدى قوة جذب الارض
وافرازات الجو المتقلب
واضطرابات الامزجة المختلفة
حتى يصفر السنبل
ويغدو بيدر من ذهب خالص
وانهارا من ماء عذب تنزل فوق الصخر المتحجر
وفوق الورق المتعطش للحركة
يرفع عن وجه الارض
بقايا الملح المترسب
واكوام القهر الممتدة حيث الشمس
ليتعالى صوت المنجل والفلاح-
حين يباغت قلب النخلة نسمة فجر
وحين يلوح البيدر في الافاق
وكذا عند اكتمال القمر وسط مرايا النور-
سيكون مضاءا بالكامل
من منظور الارض
وحين يحين وقت المخاض ..يهب الافق سلاما دائم
وفسائل نخل عامرة بالالوان
مرتبك قلمي مزدحم بالافكار
يتمنى لو يترك فوق سطور الوقت
اسراب عصافير تطير
واحلام تكبر كالاشجار
وحروف تنزل كالغيث فتحيي القلوب الغلف
تستبدلها بقلوب عاشقة
واسرجة تتشرنق فوق الاعمدة
لاينكمش فيها خيط النور .
فالكلم الطيب باقة ورد – وينبوع سعادة
وحب الوطن صلاة وصوم وفرض عباده
بقايا الاوثان